24

2K 127 87
                                    

ها هناك يقف في مكانٍ شديد الظلمة. بذات ثيابه من اليوم الماضي وجسده يرتعش بعض الشيء بسبب برود الطقس. لقد مرت بالفعل ساعتين لكن لم يأتي اي شخص بعد!. تسلل الخوف لداخله. امن الممكن انه خُدع؟.

التفت سريعا على أثر خطوات اقدام خلفه. لكنه رأى اخر من توقع ، تمتم بصدمة "ليام؟" نعم ها هو شقيقة الذي تركه منذ حدود العقد من الزمن وحيدا يعود ليقف امامه بكل جرأة!

حدق به الاكبر سنا لبرهة من الزمن في وسط صمت المكان الخانق. ثم إبتسم بخفةٍ نادبا "اهلا ريان. لقد كبرت حقا بشكلٍ جيد" نطقها ساخرا ثم ندب متحدثا  اتعلم با شقيقي الصغير؟ لقد اصبحت الطبيب الذي لطالما حلمت ان اكونه. عشت الحياة التي اردتها بعيدا عن تلك القرية، لقد اصبحت افضا طبيب وعالجت الكثير من الناس. الا يدعو هذا للفخر؟ " ليكز الاصغر سنا على اسنانه. لم يجد ما يقوله عدا انه يغلي غضبا وحقدا من الداخل. خطى ليام خطوةً الى الامام ليتراجع ريان ذات المسافة.

لم يبدو انه يريد التحدث عن اي شيءٍ مما يدور في ذهن شقيقه. شعر بذُلٍ داخله وهو يرى شقيقه حقق كل ما اراده وما كان يحلم به يوما. فقد بدا كما لو انه عاش جيدا.  بينما هو اصبح يمشي بين الارصفة مذلولا بمسدسٍ في جيبه الخلفي وندوبٍ اسفل ثيابه. اصابعه الملوثة بالدماء و ذهنه الذي يستذكر اصوات صراخ ضحاياه في اذنه.

لم يعش جيدا. بل يكاد لم يعش، كان وحيدا دائما، عدا من شخصٍ واحد وها قد اختفى.

"لابد انك تفكر بجيمي؟." نطق بصوتٍ هادئ وقد اقترب اكثر بخطواتٍ خفيفة لدرجة ان من امامه من لم يلاحظها. وضع يده على كتف شقيقه الاصغر الذي خشي بشدة منه. لا يعلم لما لكن من امامه الان كالظل الاسود الفارغ.

"انصحك بأن تنسى عنه. فلم يعد له وجود. لا هو ولا إيرين" ببرودٍ نطق كلامه و بألمٍ انهاه عند نطقه لاسم شقيقه الاصغر دفعه ريان بعيدا ليردف هادئًا "ومن انت حتى تقول هذا؟ تختفي طوال الاعوام السابقة و تأتي الان لتقول هذا؟ كيف يمكنني تصديقك؟".

'اهو محق..؟' ما دار بذهن ريان وهو يحدق بالاعين الهادئة والجافة التي تحدق به، شعر بألمٍ في صدره ليضغط بيده على الجانب الايسر من صدره متراجعا للخلف. هناك امرٌ غريب، ايا تراه محقا؟..

" لقد ذهبو ري.. لقد ذهبو حقا، لن اكذب عليك " اردف ليام بنبرة صوته الهادئة. إنه طبيبٌ حقا يعرف كيف يلقي بالاخبار السيئة دفعةً واحدة بلا اي مراعاة، وقف ريان مكانه بلا اي رد فعل، هو فقط حدق بأعين ليام بهدوء، و مرت نسمة هواء باردة منهم ليست باردة كبرود موقفهما الان.

يحدقان ببعضهما في وسط حديقةٍ مهجورة قريبةٍ من محطة قطار، تحت ضوء القمر المكتمل، صوت حشائش الحديقة التي يحركها الهواء تسمع مع صوت انفاسهم، لا شيء اخر هنا بين شقيقين التقيا بعد سنوات فراق. ماذا حصل ليصبح كلٌ منهما بهذا الهدوء المخيف؟.

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Dec 12, 2020 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

||When He Was Alone||Where stories live. Discover now