3

1.6K 147 26
                                    

يجلس صغيران في السابعة من عمرهما أمام والدة أحدهما , الاخر بالكاد وجد ما يدخل في جسده من كُبر ثياب صديقه نسبيًا , وها هما يتناولان طعام الغداء , وأليس من المفترض أن يكون العشاء؟ فقد حل المساء , حسنًا هذا ليس مهمًا بقدر أهمية أن هذه السيدة تجيد طبخ الطعام ولا يلوم جيمي على بدانته إن إمتلك أمًا بارعة كهذه. 

"كيف كان يَومكما ؟" سألت والدة جيمي بإبتسامةٍ على شفتيها , رمش رِيان بخفة , لم يبدو مُعتادًا على الاهتمام البسيط هذا , أجاب جيمي بعبوسٍ على شفتيه "لقد أنبني أستاذ الرياضيات المُزعج ذاك! إنه فاشلٌ في التدريس حقا أمي ". قهقهة الام بخفة لتسال "أحقًا؟ أم أنك أنت هو الفاشل في الدراسة؟"

"أمييي" أبرز جيمي شفته السُفلية بتذمر لتعتذر الام بإبتسامة "هيا أنا أمزح معك أيها المدلل الصغير " أشاح جيمي ببصره لطبقه ليبتلع مافيه متجاهلًا إنزعاجه من والدته , فالطعام أهم ! , من جهةٍ أخرى كان رِيان يُحدق بالطعام أمامه بلا شهية , إنه شهي ولا إنكار على هذا , لكن هو فقط ليس من النوع المُحب للطعام وهذا واضحٌ من نحالة بُنيته الزائدة . لاحظت والدَة جيمي المُسمات بِـ جيسيكا هذا لتعبس بخفة .

لا يبدُو راضيًا عن البقاء في منزلها , هي من أخبرت لِيام بنفسها عن رغبتها في تبني رِيان حتى يبلغ سن الرُشد أو حتى يرغب هو بالمغادرة حين قدوم فردٍ من عائلته , لكن الصغير يبدو مُعقدًا وغريبًا بشكلٍ ما ولا مانع لديها بهذا لكن .. الامر فقط أنها أشفقت على حاله المنبوذة من عائلته ,فقط .

إبتسمت جيسيكا مُخفية قلقها الذي لم يَخفى على بدينها الصغير ونطقت جاذبة إهتمام الاشقر "رِيان ألك أن تُخبرني ماذا حصل في يومك ؟" إرتفعت الزُمرديتين لتُحدقا بها , إصطنع إبتسامة صغيرة على شفته ثم أردف "لا شيء مهم ." عبست بإصطناع لتنطق "أسمعت ما قاله جيمي لي؟ لم يقل شيئًا مهمًا لذا لا بأس بإخباري أنك جلست في مقعدك وحظرت جميع الحصص و ماذا تناولت في الافطار و ماذا قال المعلم , ما الاسئلة التي أجبت عليها , هل نمت في الحصة أم لا ؟ هذه الاشياء التي من المفترض أن تقولها! لا أريد سماع انك أخذت الدُكتوراه في مجال أو فزت في الاوسكار ".

رمش بخفة على ما قالته , تذكر أنه كان يستمع لِـ شقيقه إيرين الذي يُخبر والدته بمثل هذه الاشياء دائِمًا ! وقد وجدها تافهة جدًا في بعض اللحظات , إبتسم بخفة بعد ذلك ليبدأ بالتحدث عن يومه وما أن لاحظ أن الاثنين كانا يستمعان بإهتمام مع بعض المقاطعات الساخرة من صديقه هو شعر بدفئ غريب لم يشعر به من قبل , أهذا ما يجب عليه أن يكون المنزل؟ دافئَا ؟

تمنى لو أنه يشعر بنفس هذا الشعور في منزله لكن هذا , مستحيل .

-

إستلقى رِيان على الارض بعد أن جهزت له جيسيكا مكانًا بجور سرير جيمي ليغطي مفسه بغطائه جيدًا وأعاد بصره للسقف بتعابير هادئة , "ريان .."  أخرجه من تفكيره صوت جيمي ليهمهم له ليبدأ الاحمر بالحديث "سمعت من أمي أنك ستبقى عندنا لفترة " عبس ريان بخفة ليُردف "نعم , سمعت حديث أخي معها في الليلة السابقة " زفر بثقلٍ ليُكمل بغصة "حسنًا ليس وكأن هذا مهم , كل شيء سيكون بخير .."

||When He Was Alone||Where stories live. Discover now