1: [لَقدَّ عدُتُ]

5.4K 209 102
                                    


"سيدَتى..مِقعدُك بِجانب هَذا السَيِد من الدرجة الاولى" اشارَت لى المضيفة بيَدها لأتوَجه بِخطوَات بطيئة نَحو ذلِك المقعد

جلستُ بهدوء بينما اشعر بعدم الارتياح لأننى عادة لا احب ان اجلس بجانب احد فى الطائرة وبالرغم من اننى حجزت بالدرجة الاولى...تشه!

"ان الطائرة على وشك الاقلاع اتمنى ان تحظوا برحلة آمنة" رفعت المضيفة صوتها قاصدة ان يصل لجميع الركاب

اخرجتُ سماعة الاذن من حقيبتى لأهُم بِسماع الاغانى الحزينة كعادتى بينما ارخيتُ رأسى علي المقعد خلفي

وهذا لا يجعلُنى حزينة او مكتئبة بل يُخرج كمية كبيرة منهما من قلبى

انا أشعر بأن هناك احدا ما يُهدِئنى ويقوم بمواساتى عندما استمع لها لأننى وحيدة دائما منذ كنت فى الرابعة من عمرى ولازلت حتى بلغتُ الثانية والعشرون من العمر الآن...

احسستُ بنقرة على ذراعى لأدير وجهى للذى يجلس بجانبى بعدما نزعتُ سماعتى

"عذرا؟ هل يمكنُك التنحى جانبا؟"

حدق لي الرجل ذات الكمامة السوداء التى تغطى نصف وجهه عدا عيناه الحادتان بينما تسلل صوته العميق الىَ..

لم اعطيه ردا بل تنحيت جانبا منصاعه له وهذا ليس ضعفا مني او احتراما له بل هذا تجاهل!.........نعم انه التجاهل الذى اعتدت عليه منذ كنت صغيرة ويُعتبَر قاعدة مهمة فى حياتى..

انا بارك جاورا..التي لم تفتح لي السعادة بابها الا لمدة ثلاث سنوات فقط بعدما ولدت ثم اغلقت بابها لي واضحيت فتاة اخري بين ليلة وضحاها،لقد كنتُ امتلك اهدافًا وطموحات كثيرة ولكنها ما لبثت ان تناثرت كالرماد في الهواء بعد تلك الليلة التي تخليت فيها عائلتي عني.....

انا الآن خارج المطار وقد وطئت قدماى ارض سيول لقد اشتقت لهوائها وجمال شوارعها وهدوئها ليلا بإستثناء شئ واحد وهو الناس!! ليس هناك شخص اشتاق له او ينتظر قدومى حتى....

والآن تجهزى بارك جاو را للجحيم الذى سيقابلكِ !

"آنسة جاو را!!... انت هنا؟؟ لقد جئت من كندا؟"

اسرع الىَ ساقى الورود الذي كان يقف فى الحديقة عندما رآنى والإبتسامة لا تفارقه ، انه يعتبرُني مثل ابنته تماما ، لن اكذب اذا قلت انه كان يهتم لأمري دائما اكثر من عائلتي..!

"كيف حالك سيد كانغ؟"
بادلته بإبتسامة ايضا بينما اُرجع خصلات شعرى للوراء

"جاو را؟"

وقبل ان يجيبُنى السيد كانغ قاطعته امي والتي هى زوجة والدى و'امى' مجرد اسم فقط اناديها به ولكنها لا تملك مكان في قلبي ولم اجرُأ علي حبها ابدا طوال حياتى..!

 (مكتمـلة) انـا لسـت لـك| KTH Where stories live. Discover now