27 : [حُبي الأول]

1.4K 104 5
                                    


••نامجون••

كنتُ اقودُ السيارة في طريقي لحضُور جنازة والد جاورا السيد بارك............عندما اقتربتُ من المقابر استطعتُ لمح العديد من رجال الصحافة  ورجال الأعمال الذين اتوا من اماكن مختلفة  بالتأكيد  ، فالسيد بارك كان رجُل اعمال ناجح بمعني الكلمة وليس مجرد مزحة....

وقبل ان اركنُ سيارتي توقفتُ بها قليلا بينما اضيق عيناي احاول التأكيد من ما اراه امامي الآن....اذا لم اكن مخطأ لقد رأيتُ لتوي نفس الفتاة  التي  تسكُن في الشقة امام جاورا ، وهي نفسها التي اشكُ  في كونها اخبرت سوهي بكل شئ..

كانت  تقفُ وراء  شجرةً  بعيدة  تبدُو  كمن  يُحاول التخفي ، ترتدي ملابس سوداء بالكامل عدا شعرها الأشقر المنسدل ووجهها الذي استطعتُ لمح جانبُه

ماذا تفعل ؟ ترددتُ قليلا في النزول من السيارة ، ايجبُ عليّ البقاء لمراقبتها ام اضعها تحت الأمر الواقع واسألُها عما تفعلُه ؟

زفرتُ الهواء بخفة مُطرقا بأناملي علي المقود امامي بنفاذ صبر  ، لقد  قررتُ انني  سأتوجه اليها و أسألها وجها لوجه  ! 

وبالفعل نزلتُ من السيارة وبخطوات بطيئة وحذِرة توجهتُ اليها ، كُلما اقتربتُ منها كلما  وضحت  لي ملامح الحُزن الطاغية عليها ، ولا اعلم لماذا ؟

هل هي حزينة بسبب وفاة السيد بارك ام حزينة علي صديقتها؟بالتأكيد حزينة علي صديقتُها لكن لماذا  لم تحضر مراسم الجنازة بدلا من التخفي كالجواسيس هكذا ؟ اهي خائفة من ان يكشفها احد مثلا ؟!

"انتِ ! ماذا تفعلين ؟ "       حينما تسلل اليها نبرة صوتي الحادة والتي كانت مفزعة بعض الشئ كونها كانت تتخفي بتلك الطريقة   ،   انتفضت من مكانها مُخرجةً شهقة من فاهها بينما تضع يدها علي قلبها..

بعدما هدأت هي و انتظمت  انفاسها  استندت  علي الشجرة ورائها ثم رفعت وجهها اليّ ، لتتقابل اعيُنها العسلية مع خاصتي ،استطعتُ رؤية ملامح الدهشة تكتسح وجهها...اعتقدُ انها قد تعرفت عليّ !

"انت....انت...ذلك..الشاب..من ذلك...اليوم " نبست هي بتلعثُم وبلاهة فاغرة الفاه ، وانا سرعان ما فهمتُ مقصدها ولكن قررتُ ان اختبرُها قليلا كي  اتأكد  من صحة تفكيري ضدُها....

"ماذا تقصدين ؟  ولماذا تتخفين بهذه الطريقة ؟ ، ومن الأفضل ان تُجيبيني بصراحة! " قلتُ انا بنبرة باردة صارمة لا تمدُ للمزاح بصلة ، لأراها تبتلع ريقها بتوتر ثم تعتدلُ سريعا في وقفتهَا بينما تضع بعضًا من خصلات شعرها وراء أذنها ، لا اعلمُ لماذا شعرتُ بشئ  قد  تحرك  بداخلي  حينما  رأيتُ  تلبُكها  ذاك وملامحها تلك التي بدت بها كالقط الوديع...

مُضحك حقا..

"بصراحة...انا..انا اودُ اخبارك بشئ....لكن ارجو ان لا تُسئ الظن بي.......اولا....انا اعرفُك.......لقد سبق ورأيتُك من قبل..و.. " كانت تتحدث بتردد و ملامح نادمة بينما تنظرُ للأرض لتتجنب النظر اليّ و تُشبك اناملها ببعضها بأسف ، لقد  فهمتُ  ما تحاول  قوله !

 (مكتمـلة) انـا لسـت لـك| KTH حيث تعيش القصص. اكتشف الآن