26 : [تعفَنِي في الجحيِم]

1.4K 121 15
                                    


اقفُ كجسدٌ بلا روح ، ملامح وجهي خالية من التعابير ، مُرتديةً فستانا ذات لون اسود يصل الي ما بعد الركبة كما حال النساء من حولي الآن بينما وشاح  اسود قصير يلتفُ حول شعري ذات الخُصلات المبعثرة....

الأجواء هادئة والحُزن يطغي علي وجوه الجميع ، كُنا نستمعُ الي الكاهن الذي اخذ يتلُوا الصلوات علي روح ابي الراحل بعدما انهينا مراسم الدفن...

ليتني كنتُ مكانك ابي! ما كان ليحدثُ كل هذا ، ما كانت امي لتفقد حياتها ، وما كانت لتتشوه سُمعة سوهي وكانت ستحصُل علي تايهيونغ حب حياتها ايضا،واخيرا ما كان ابي ليلقي حتفُه بتلكَ الطريقة

لكن للأسف..قبل ان نُبادر نحنُ بأحلامنا كان قدرُنا مكتوبا ، لقد نسي الكثيرين منا هذا...

عيناي كانت تذرفُ الدموع دون توقف بصمت الي ان انهي الكاهن صلواتُه وهنا حيثُ سأترُك ابي لتزداد دموعي ويرتفع صوتُ نحيبي....

شعرتُ بذراعي تايهيونغ الذي كان يقف خلفي تُربت علي كتفاي"كفي جاورا...كفاكِ نحيبا..هو لا يستحقُ ان تذرفي دمعة واحدة من اجله.. "

بنبرة صوتُه العميقة التي يطغوا عليها الحُزن قليلا هو همس بجانب اذني ، لأُغمض عيناي بوهن ، لماذا تايهيونغ ؟

لماذا بدلا من ان تحنوا علي بكلماتك تزيدُني كُرها له بالرغم من انه اخبرني بعُذرِه ؟

التففتُ له ببطئ شديد لأرمقه بضعف شديد ثم ارتمي في حُضنِه قائلة ببحة
"لكنه.......لكنه كان ابي تايهيونغ! لم استطع كرهه يوما بالرغم من ذلك ، كنتُ اقول دائما انه لا يملكُ مكانا بقلبي ، لكنني كنتُ كاذبة..انا فقط كنتُ انكرُ ذلك.. "

نسيتُ كل من كان يقف حولنا من رجال ونساء من مختلف انحاء العالم كانوا قد اتوا ليحضروا جنازتُه ومن بينهم الصحافة الذي ظلت  تلتقط  صورا  لنا بتكرار ، صرحتُ بما كان داخلي له في تلكَ اللحظة دون رهبةً من احد ، سمعتُ  تنهيدتُه  التي  تحمل الكثير ليقول بنبرة راجية مُرهقة

"ارجوكِ جاورا توقفي عن  البكاء  بهذا  الشكل ، دُموعك تحرقُني من الداخل ، لا استطيع رؤيتك بهذه الحالة...لذا ارجوك هيا ارفقي بي قليلا....."

آسفة تايهيونغ...اعلمُ انكَ تتحمل الكثير من  اجلي وبالرغم من هذا تكون بارعا في اخفاء حُزنك وكل المشاعر المُحبطة بقناع الجمود والبرود،اعدُك  انني سأكون بجانبُك منذ الآن.سأستمع لك كما تفعل معي
سأكون موطنُك الوحيد الذي تلجأ له وقت انكسارك..

رفعتُ وجهي اليه ، لتُسرع انامله في مسح دموعي بكل لطف من علي وجنتاى ، ثم  يستطرد   بهدوء قائلا

"هيا..لقد انتهت مراسمُ الجنازة ، لنتوجُه للقصر معا"

اخذتُ نفسا عميقا مغمضةً عيناي  لأومئ  له بخفة ثم التفتُ الي الجهة الأخري حيثُ تقف زوجة ابي وابنتها المدعوة بسوهي...

 (مكتمـلة) انـا لسـت لـك| KTH حيث تعيش القصص. اكتشف الآن