أعين السماء || EYES OF SKY

Part 18

في ظلمةٍ عتمة إستيقظ وعيي ، وعلمت بأنني و مجددًا برحلةٍ بعقلي الباطني أو برحلةٍ بمكانٍ مجهول ؟ لم أعد أعلم حقًا....كل ما أعلمه بأنني لست مستيقظة ولست نائمة..تمامًا كما حدث لي في ذلك اليوم قبل أن أستيقظ من ذلك المكان وأجد نفسي بالقرب من منزل إيڤانورا...

كان الظلام يحاوطني من كل الإتجاهات حتى بدأت مسامعي بسماع أصواتٍ عاليةٍ ولكنها مبهمة لا أتمكن من سماع وفهم مايقولونه بشكلٍ جيد وبوتيرة بطيئةٍ بدأت تتضح تلك الأصوات وتمكنت حينها من فتح عينايّ  لتضرب تلك الأصوات الصراخ والإستنجاد الهلع والخوف مسامعي بعلوٍ شديد جاعلةً مني أستقيم بجزئي العلوي شاهقة كمن غرّق وتمكن من النجاة بآخر الثوانٍ...

مررت نظري من حولي بقلبٍ ينبض خوفًا وإرتعابًا من قرب تلك الأصوات ..كنت بغابةٍ ما ذات أشجار جذوعها فارعة الطول بشكلٍ مهيبٍ ومظلمةً خاوية إلا أن تلك الأصوات لم تنخفض على الإطلاق وكأنها قريبة مني بل لا تصدح بكل مكانٍ ! ، شعرت ببرودةٍ صفعت جسدي وبصداعٍ طفيفٍ ضرب رأسي ورفعت يدي لأدعك صدغي بخفةٍ لكنني توقفت..عندما أدركت ما أرتديه على وجهي وعلى جسدي..

وشاحٌ شفاف باهتٌ ذو زخارف عديدةٍ يغطي نصف وجهي من من بداية أنفي حتى  أسفل ذقني وكنت أرتدي فستانًا أزرق اللون ذا تصميم يعود لعصورٍ قديمةٍ بكمين مائلين يظهران الكتفين.. " ما الذي تفعلينه إنهضي لقد أتوا !! " سُحِب ساعدي من قبل رجلٍ ما ظهر فجأةً من العدم ليسحبني معه و مع رجلٍ آخر معه وبدا كليهما بنهاية العشرينات من عمرهم.. ركضت معهم دون أن أقدر على نطقٍ حرفٍ ما وكأن القطة أكلت لساني وأنا أتفحص هيئتهما.. ملابس هذا الرجل ذو الشعر الأسود والآخر ذو الشعر الأشقر الذي معه كانت تشابه خاصتي بعُمر وقِدَم تصميمها...

إستمررنا بالركض حتى نطق ذلك ذو الشعر الأشقر بذهولٍ وهو يحدق بعينايّ بعد أن أبعدها عن الآخر من يمسك بكفي ليساعدني بالجري بسبب فستاني الطويل المنفوش " عيناكِ ..! ظننت بأنه تم إحتجاز الجميع هذا جيد ! " وذهلت أنا والصدمة إعتقلت لساني فعينيه..كانت كخاصتيّ تمامًا شديد الزرقة بالبؤرة وحوافها لطخت باللون البنفسجي القوي..!.