INTRO 27

22.3K 1.4K 361
                                    

خطواته الوئيدة ناحيته جعلت من عظامه ترتعش ذعرًا وخوفًا

Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.







خطواته الوئيدة ناحيته جعلت من عظامه ترتعش ذعرًا وخوفًا..عينيه لا تفارق الهيئة التي تتقدم ناحيته بمهلٍ مميت وكأنه مستمتع بمعازيف الخوف الذي بداخله وصوت إصطكاك ركبيته رعبًا بسببه..بسببه من تملأ الدماء ماحول فمه بشكلٍ مرعبٍ جدًا ووحشي إلا إنه ولسوء حظه يستطيع لمح ماحوله بطرف عينيه وهذا ماجعل قلبه يتخبط بهلعٍ لا يخمد.. بهلعٍ حُكِمَ على قلبه بالشعور به حتى النهاية...

الجُثث..الجثث التي كونت رسمةً دمويةً كانت الأرض الطوبية السوداء لوحتها وألوانها دمائهم المسفوكة من الشخص الذي يتقدم إليه..هو آخر شخص متبقي والذي شهد مقتلهم جميعًا..مقتلهم الذي كان أبشع ما رأته عيناه .

فـفور طرحه لسؤاله ذلك لم ينتظر جوابًا بل وكالمجنون المختل الذي يبحث عن مخدراته قتل واحدًا تلو الآخر كما لو كانت جرعته برؤية دمائهم تلطخ الأرض وتكوّن البرك القرمزية عليها ..لم يستطع أحدٌ الفرار بحياته أو محاولة الهرب حتى ! كانت جوارحهم بلّ كل كيانهم تحت رحمة جبروته وعظمته والخوف التام منه والذي نمى بصدورهم...لذا وهو بآخر ذرة أملٍ بداخله ترجاه بأشد النبرات توسلًا وترجيًا..


" أ-أرجوك..سيد ماينارد- "


ناسيًا بأن من أمامه لا يمتلك للرحمة معنى ..فلم يتمّم كلمته للكفّ القاسية التي إعتصرت وجهه وجعلت من جسده يرتفع حتى لا تُلامس قدميه الأرض يصرخ بصرخةٍ مزقت أحشاء السكون صرخةٌ هزّت هذا القصر الضخم الخاوي.. بدا كما لو أن روحه تقتلع من جسده بقسوةٍ..أو بالأصح كانت كذلك بالفعل..، في لحظةٍ واحدة إختفى صراخه بعد صوت سقوط جسده منتزع الروح على الأرض وإجتمعت شتات السكون مجددًا لتخيم على القصر.. مع ذلك القمر الكامل الذي دخل للمشهد جاعلًا منه أكثر عظمةً من خلال تلك النافذة الزجاجية الكبيرة تسلط ضوئها على سيمائه الوسيمة على شعره البني الطويل بعض الشيئ فكه الحاد وأنفه المستقيم عينيه التي تحتضان مجرةً تنافس جمال المجرات أجمع...

خلع قميصه لتبرز عضلات معدته وصدره التي فشلت القرون التي بقي بها بذلك التابوت بمحيها وإزالتها كما فشلت مع وسامته مفرجًا عن إبتسامة فاتنة على شفتيه..دنى موجهًا يده إلى جيب بنطال من قتله للتوّ مخرجًا علبة سجائرٍ بلا إكتراث بالدماء التي تملأ يديه وتتساقط قطراتها أو بالدماء التي تغطي الارضية وتجعل من خطواته ذات وقعٍ مرتفعٍ..توجه لإحدى النوافذ الزجاجية التي تمتلك شرفةً واسعةً وكأن النافذة أدركت قدومه لها هي فُتحت من نفسها دون أن يلمسها حتى ليدلف للشرفة والنسيم داعب خصلات شعره البنية واقفًا بالقرب من أسوار الشرفة ، فتح علبة السجارة ليخرج سجارةً وبسخريةٍ بصوته العميق همس " هذا ماتبدو عليه سيجارات القرن الواحد والعشرون..؟ " حالما ترمكزت السجارة بين شفتيه هي إشتعلت تلقائيًا وبفراغٍ هو بحلق بالقمر المكتمل لمدةٍ طويلة من الصمت..

 أعين السماء || EYES OF SKYWhere stories live. Discover now