الفصل الثالث والثلاثون.

3.1K 149 8
                                    

#الفصل_الثالث_والثلاثون.
#مملكة_الشياطين.

"إنَّ الله ليتَلطَّفُ بالعبدِ ويترفَّقُ به أن يراهُ كثِيرَ الصَّلاةِ على نبيِّهِ ﷺ.
اللهم صل وسلم وزد وبارك على سيدنا محمد."💛

لأول مرة تشعر بكل هذه الراحة، تنام بعمق قريرة العين، تسللت رائحة الصباح المحملة بأجواء الصعيد إلى أنفها لتفتح عينيها مبتسمة للحياة وقلبها يفرد ذراعيه فرحة لوجودها بالصعيد، تحسست الفراش بجانبها لتقع فى حيرة من وجودها هنا فهي تذكر أنها غفوت على الكرسي بالشرفة... دخلت هند بمرح تصيح:
_ صباحك ورد يا نورسين، كل ديه نوم عاد.
تساءلت نور كأنها لم تسمع حديثها:
_ أنا أيه اللي جابني هنا؟
ضحكت هند بقوة وقالت:
_ وه يا واكلة ناسك نسيتي أنتِ فين إياك؟ أنتِ فـ الصعيد يا جمر.
_ لا لا أنا كنت نايمة فـ البلكونة.
نفت بها نور حديث هند بينما قالت هند بتأكيد:
_ أني متوكدة كنتِ نعسانة ع فرشتك، اتلاقيكِ قمتِ وأنتِ محساشي.
تمتمت نور ورفعت حاجبيها معًا:
_ ممكن.
لم تقتنع بداخلها أنها قامت بنفسها ولكن لم يخطر على بالها أبدًا أن ياسين من فعل هذا.
_________
طلتها بحجابها المزينة به خلبت قلبه، أنحله الشوق عندما مر بذاكرته هيئتها هذه، إستطار فؤاده لها فأخرج هاتفه يضغط على اسمها ليأتيه بعد ثوانٍ صوتها الذي يلمس روحه تهمس باسمه:
_ جاسر!
تراقصت بسمته على شفتيه قائلًا بهيام:
_ وحشتيني يا سيلا.
قفزت من الفراش بسعادة فقالت بعفوية وقلب لهيف:
_ وحياة أمك يا جاسر؟
قهقه جاسر عليها لتدرك ما قالته فصححت سريعًا بخجل:
_ اا قصدي يعني أني وحشتك بجد؟!
همهم بخفوت ليطرب قلبها ويتقافز فرحًا فاسترسل جاسر بعبث:
_ جهزي نفسك لأني عايزك فـ موضوع مهم كدا، بس ربنا يستر وأكمله ومحدش يفصلنا زي المرة اللي فاتت.
اسبلت مقلتيها خجلة وعضت على أنملة أصبعها الإبهام لتقول:
_ تمام، متخافش المرة دي هتعدي إن شاء اللّٰه.
لمعت عيناه بتسلية فأردف بمكر ونبرة عابثة:
_ شكلك مستعجلة أوي.
_ جاسر!
نطقت اسمه معترضة بخجل وأغلقت الهاتف من وقاحته الزائدة اليوم، عازمة على جعل ليلتهما مثيرة بشكل خاص.
______
تجلس على العشب الأخضر بحديقة السرايا بعدما أصرت على وداد، وجلست وداد مقابلها تتحادثان معًا فسألتها نور:
_ هو في مشكلة بينك وبين منتصر؟ آسفة أني بتدخل بس لاحظت أنه بعيد عنك.
تنهدت وداد بوجع والعبرات تجمعت بعينيها قائلة:
_ واللّٰه ما أني خابرة يا نورسين، مرة واحدة إكدة لاقيت منتصر عيبعد عني ومهملني لحالي، وأنتِ خابرة كيف اتجوزنا أني وهو؟
هزت نور رأسها وقالت:
_ طب أنتِ حاولتي تعرفي ماله؟
_ لاه هملته لروحه، أني حاسة أنه عيفكر يطلقني.
شهقت نور واتسعت مقلتيها تنظر لها بإهتمام تقول:
_ لا مستحيل دا منتصر بيحبك أوي.
_ ما هو شكله إكدة حس أني مغصوبة ع الجواز منيه لدلوج.
قالتها وداد بإستياء وألم يتدفق بقلبها خاشية أن يتركها وقد تعلقت روحها به، ابتسمت نور بلطف وقالت تطمنها:
_ ولا يهمك يا ست وداد، أنا عندي الحل.
انتبهت لها وداد وتفرغت لحديثها تقول بلهفة:
_ حل أيه ديه عاد؟
_ هو ديمًا بيحاول يقرب منك ويثبتلك حبه وأنتِ اتعودتي ع أنه هو اللي يبذل جهده فـ علاقتكم وأنتِ مش بتبدأي بأي حاجة، فافتكر أنك مجبورة عليه ومش بتحبيه.
_ حديتك صوح يا واكلاهم، كيف ما عتجولي إكدة... بس السؤال إهنه..
قاطعتها نور بحماس تخرج هاتفها:
_ عندي الحل اللي يخليكِ تقربي منه.
رمقتها وداد بتوجس فعلقت على حديثها:
_ وأيه الحل عاد؟
ردت نورسين بإقتضاب:
_ استني.
هاتفت حنين وبعد السلامات هتفت حنين بعدما سألتها نور كيف المرأة تتقرب من زوجها:
_ بصي يا بت يا نور أحسن حاجة تلبس كدا وتتشيك وقميص نوم وبرفان، يعني ع بلاطة كدا تعمله ليلة حمرة.
جحظتا عيناهما فصاحت وداد مستنكرة:
_ ايه جلت الحيا ديه! لاه معهملش إكدة واصل، أنتِ اتخبلتي إياك!
ضحكت حنين معلقة:
_ بس يا هبلة، أمي ديمًا بتقول عايزة تكسبي الراجل إلبسيله ودلعيه واعمليله أكلة حلوة من أيديكِ الحلوين.
عقبت نور قائلةً:
_ كلامها صح حنين، سيبي عليا أنا موضوع لبسك ودلعك دا وأنا هظبطك.
_ وه عتظبطوا مين أنتِ وهيا؟! خبروني وأني اظبط وياكم.
صاحت بها هند مستنكرة التي أتت لتوها، لترد وداد:
_ وأنتِ أيه مُصلحتك من الحديت ديه يا ست هند! نور هي وصحبتها شكلهم اتجننوا، روحي ذاكري أنتِ.
هتفت نور تغيظها:
_ دا كلام كبار يا هند لما تكبري هقولك.
زمت هند شفتيها تقول بسخط:
_ خلاص يا خيتي معيزاشي أعرف حاجة منيكم واصل.
غادرت وسط ضحكاتهما على عبوس وجهها، صمتت وداد لثوانٍ ثم هتفت متساءلة:
_ نورسين أنتِ فرحانة إهنه؟ قصدي يعني حياتك مع ياسين كيفها؟
ضيقت نور عينيها وأجابتها:
_ ياسين كويس أوي معايا، بس مرات بضايق أنه متجوزني غصب عنه.
ضحكت وداد مستنكرة وقالت:
_ أنتِ عتتكلمي جد يا نورسين؟ ياسين مغصوب ع الجوازة، باينلك متعرفيش أولاد الصعيدي صوح، منتصر وياسين معيتغصبوش ع حاجة واصل، هم اللي عيغصبوا ع الخلج..
بدت نور كأنها لم تسعب ما قالت فاستأنفت وداد موضحة لنور خطأ فكرها:
_ نور أوعاكِ تكوني مفكرة أن ياسين عمل إكدة لأنه مغصوب، لاه ياسين عمل إكدة لأنه عيحبك يا نورسين.
لوت نور شفتيها وقالت مستهزءة بحديثها:
_ ياسين بيحبني! لا طبعًا مستحيل دا يحصل.
__________
بالرغم من رفضها له إلا أنه مصر عليها بشدة، فهي خيط نجاته، تصحيح لماضيه الحافل بالأخطاء، للآن لا يعلم لما ترفضه بهذه البشاعة، كلما اقترب خطوة تبعده أميال، يتوسل حبها وتتجاهله بكل قسوة وطيغان، ولكنه عزم على جعلها له ولو حتى بالقوة فهو فرد من مملكة الشياطين...
رحبت به عمته سميحة ولم يمنعها كرهها لوالدته من معاملته كابن لها:
_ نورتني واللّٰه يا سيف، أخبار نادين عامله أيه؟
_ بخير يا عمتي.
أجابها بتهذيب وسرعان ما هتف سريعًا قبل أن تنفد جرعة شجاعته:
_ عمتي أنا جاي عندك النهاردة وطالب القرب منك.
عقدت حاجبيها مستفهمة:
_ ازاي يعني مش فاهمة؟
_ اللّٰه يرضى عليكِ يا عمتي فتحي معايا، أنا.. كنت.. هو. عايز...
قالها بتوتر ونبرة ملجلجة، فهتفت عمته بنفاد صبر:
_ قول يا ابني عايز أيه متفرهدنيش معاك؟
_ تسنيم، جاي أطلب أيد تسنيم.
صرح باسمها مقتضبًا، فقالت سميحة مبتسمة:
_ وعلى أيه تطلب أيدها، خدها كلها أهو أرتاح منها.
_ بجد يا عمتي.
هتف بها فى فرحة فقالت سميحة بحنان ورفق:
_ أنا مش هلاقي أحسن منك يا سيف واللّٰه، بس أنت عارف تسنيم عنيدة أزاي وأنا مش بعرف أتكلم معاها فـ أي حاجة...
بتر باقي حديثها مندفعًا بحماس:
_ متخافيش يا عمتي أنا هقنعها بيا إن شاء اللّٰه، ولما ربنا يسهل وترضى هجيب عمي محمود وأطلبها من عمي إبراهيم رسمي.
كأي أم تحن لرؤية ابنتها تتوج بفستانها الأبيض، تتوق لحمل أحفادها فرحت بشدة بتقدم سيف لخطبة ابنتها وتمنت أن تلين دماغ ابنتها وتقبل بسيف زوج لها.
_______
أحضرت له كوبًا من الشاي بالنعناع واخرجته له فى الحديقة وجدته يجلس على مقعد بها ناولته الكوب مزينة وجهها ببسمة خلابة سحرته، وثم افترشت الأرض العشبية تربع أقدامها، ابتسم ياسين لبساطتها ونهض عن المقعد وجلس أمامها وعلى حين غرة اتكى برأسه على حجرها، فعل ذلك حتى تألفه ولا تشعر بالإستغراب من أي فعل يصدر منه فيما بعد، إنبلجت بسمة مرتعشة على شفتيها واهتز جسدها تحت رأسه، رفع ناظريه لها ليطالعها عن كثب وقد عانقت عيناه الدافئة عينيها التي تدور إضطرابًا، والخجل قد بلغ مبلغه منها، تنحنحت تقول:
_ احم ياسين كنت عايزة اطلب منك طلب.
قالتها بينما تحاول رفع رأسه عن قدميها حتى يخف خجلها ولو قليلًا ولكنه همس قاطعًا تمنيها بصوت أجش رخيم:
_ قولي اللي رايداه وأني إكدة.
بللت طرف شفتيها السفلية وقالت:
_ عايزة اتمشى فـ الصعيد شوية، يعني زي المرة اللي فاتت.
اعترض على حديثها بكلمة يتيمة مقتضبة:
_ لا.
نقلت نظرها له تسأله بدهشة من رفضه تضم شفتيها بعبوس:
_ لا ليه يا عمدة إن شاء اللّٰه؟
_ قلت لا وخلاص مش هنتناقشوا فيها ديه.
رفع رأسه ونهض متحركًا صوب السرايا وهذا عكس خطتها، فهي تريد إقصاء الجميع من السرايا ليخلو لوداد حتى تستطع مصالحة منتصر، ركضت خلفه متعندة، وقفت أمامه متحدية تقول:
_ طب أنت مش عايز أطلع ليه، هتبقى معايا، باللّٰه يا عمدة، هلبس فستان واسع وطرحة كبيرة وشال أسود كمان، اللّٰه يخليك وافق.
أمام إصرارها ورجاءها وافق أخيرًا، رغم إعتراضه بالأول لحاجة فى نفسه، وهذه الحاجة تكمن فى غيرته وتملكه.
________
عاد والغضب العاصف يصطحبه وشياطين الجحيم تتراقص أمام عينيه، وعضلات جسده مشدودة لشدة غضبه، طرق الباب بعنف ودخل يفرغ شحناته فى زوجه المسكين سيلا..
كانت ترقص بسعادة وقد نظفت الغرفة جيدًا وجلست تنتظره بصبر كاد أن ينتزع منها، نهضت على قدميها تقترب منه بدلال غافلة عن الجحيم المتحجر بحدقتيه، تعلقت بعنقه وقربت شفتيها قرب أذنه قائلة بنبرة خافتة محملة بمشاعر خاصة تغتزل من العشق الخالص:
_ وحشتني أوي يا جاسر يا هلالي.
دفعها عنه بقسوة وقال بنبرة غاضبة:
_ أنتِ وأخوكِ عايزين أيه مننا؟
_ أيه!
قالتها مستفهمة عاقدة حاجبيها، فصرخ بها بقوة:
_ أخوكِ مالك، ماله بأختي رضوى؟ شكلكم مظبطنها سوا... أنتِ وخلاص بقيتي حرم جاسر الهلالي، وقلتوا وليه لا رضوى بالمرة، وأهو نطلع بأملاك وفلوس بعد ما كامل بيه اتسجن وخسر فلوسه، وممكن كمان تكونوا عايزين تنتقموا لأبوكم.
صاحت به بغضب تدفعه فى صدره:
_ أنت بتقول أيه؟ أنت اتجننت يا جاسر، أنا وأخويا مستحيل نعمل كدة، مالك بيحبها، بيحب رضوى واللّٰه، هو الحب عيب ولا حرام!
ضرب الحائط بقوة يقسم:
_ واللّٰه يا سيلا لو رضوى حصلها حاجة أو أخوكِ مبعدش عنها هقتلك وأقتله أنتِ فاهمة.
تركها تبكي بقوة وتوجه لغرفة شقيقته رضوى بقلب يغلي كالمراجل فى صدره وهو يتذكر زميل رضوى الذي جاء له الشركة ليخبره أن شقيقته على علاقة بأستاذها مالك، لم يصدقه أولًا ولكن تأكد عندما شاهد صورًا تجمعهما سويًا.
فتح الباب بعنف فنهضت رضوى من فراشها تهتف بخوف تسأله:
_ مالك يا جاسر؟ في حاجة ولا أيه؟
قال بفحيح قابضًا على كفه بقوة:
_ أيه اللي بينك وبين مالك؟
صمتت خائفة من هيئته ولكنه صرخ بنبرة أشد قسوة:
_ انطقي بسرعة، أنتِ في حاجة بينك وبين مالك؟
نطقت بشفاة مرتعشة وقد بللت أدمعها بشرة وجهها:
_ أيوة...
حالما أجابت تلقت صفعة مدوية على وجنتها لتقع على الفراش خلفها من قوتها، وزمجر بغضب:
_ ليه؟ يطلع منك أنتِ كدا!  أكتر وحدة محترمة ومتدينة ومش بتحتكِ بحد خالص.
دخلت ليلى على صوتهما تنقل نظراتها بينهما وسرعان ما ركضت تجاه رضوى عندما رأت وجنتها التي مال لونها للحمرة، وسألت جاسر مستفسرة:
_ أيه اللي حصل يا جاسر عشان تعمل كدا فـ أختك؟!
_ خلي الهانم تقولك.
رمقتها ليلى تنتظر إجابتها بفارغ الصبر، فقصت عليهما رضوى بصوت مبحوح من بكائها ما حدث معها بالتفصيل...
_.... دا كل اللي حصل واللّٰه يا ماما، وهو أعتذر مني كذا مرة، بس أنا واللّٰه لما فقت بعدت عنه وبقيت بصده.
غمغمت ليلى وهي تحتضن رضوى تربت على شعرها:
_ الحمد للّٰه أن محمود مش هنا، كان خرب الدنيا، جاسر بلاش تقول لأبوك حاجة يا ابني.
هز رأسه وخرج ولم يتركه أثر الغضب....
_______
بسمة إنتصار لاحت على وجهه عندما نزلت نورسين تتحلى بفستان من اللون الزهري وحجاب من نفس اللون وكانت تحمل بيديها وشاح من اللون الأسود طويل، وقفت أمامه تبتسم بسعادة ووضعت الوشاح على رأسها ودارت حول نفسها تصيح:
_ أيه رأيك كدا يا عمدة؟ أظن مفيش إعتراض ولا أيه؟
تدور وتدور حول نفسها كفراشة تحلق فى الهواء بجذل غافلة عن النظرات التي تلتهم كل ملامحها التي تميل قلبه وتجذبه من جذوره، ليقع بدل المرة ألف بحبها وهو لا يجد كرهًا فى هذا..
إقترب منها حتى بات لا يفرق بينهما شيء وامتدت يداه يعدل من وشاحها وقد تلامست أنامله مع بشرتها لترتعش أنامله مسربة قشعريرة لذيذة لجسده، أخرجه من لذة شعوره حمحمة كريمة تقول بمكر:
_ وه عتعوقوا إكدة، هموا بسرعة لأجل تعاودوا جبل إنصاص الليالي.
ابتعد للخلف وتوجها للخارج بصمت يلوح بينهما ولكن قلبيهما يعزف مقطوعة موسيقية من نوع خاص يلامس روعة القلب... 
تلامست أصابعه بأناملها الرقيقة لتتسلل لأصابعها مرورًا بكفها يضغط عليه بقوة محببة تبث الأمان فيها لينعش قلبها حبًا وتنفرج أساريره ضاحكًا، فتذكر ذلك اليوم الذي تسلل فيه كفها بغير قصد فى حركة عفوية لتمسك بذراعه مرتين وفى كل مرة يبوخها لتشبثها به، ترقرقت بسمة خفيفة على شفتيها، ليزيد هو من ضغطه على كفها وخلل أصابعه بين أصابعها فى محاولة منه للتشبث بقلبها عله يرحمه ويحنو عليه بحب ولو مقدار ذرة من خردل.
رفعت أيديهما المتشابكة أمام عينيها تتأمل كفه التي إحتوت كفها الصغير بتملك وكاد أن يختفي قائلةً بنبرة طفولية عفوية:
_  حاسة أن أيدي هتفرق فـ خطوط أيدك.
ضحك على تعبيرها ورفعه لفمه فلثم كفها برقة أطاحت بقلبها الضعيف فترنحت فى وقفتها، فسندها سريعًا بذراعه وقد تملكه شعور النشوة والإنتصار، فهي تتأثر من لمسته...
تمتم بصوت خافت لم يصل لمسامعها:
_ بتمنى لو تغرقي فـ حبي كمان.
كالمرة السابقة أصرت على الجلوس أمام الترعة وأصرت على أن يبتاع لها جلاب.
ناولها الجلاب قائلًا بمرح:
_ يا رب طلباتك تخلص يا ست نورسين.
ضحكت بقوة مرددة بإبتسامة متسعة تحلق فوق شفتيها:
_ واللّٰه محدش قالك اتجوز واحدة هبلة وطلباتها كتير زيي.
جلس بجانبها وعيناه تجول فى المكان يتأكد أن لا أحد ينظر لها، فهي بعدما صارت زوجه زاد تملكه لها وكأنها حق مكتسب له، فهو رجل شيحان، صعيدي يتميز بحميته.
ارتبكت فى جلستها وسألته مترددة:
_ ياسين أنت اتجوزتني ليه؟
طالما تهرب من هذا السؤال وهي لا تنفك عن سؤاله، فهذا لم يكن الوقت المناسب أبدًا ليصرح بحبه لها، ولكنه قال بغموض جعلها فى حيرة:
_ بلاش تستعجلي يا نورسين، هتعرفي قريب قوي.
_____
توضيح بسيط: وصفي للمشهد اللي فات ممكن يكون مبالغ فيه أو مش مهم بالنسبة لناس كثير، لكنه مهم جدًا للناس الملتزمة، مهم لأي شخصية متدينة زي ياسين، حبيبته كانت ديمًا جنبه ومعاه، وكانت أقصى أحلامه أن يمسك أيدها من غير ما يحث بأنه ارتكب ذنب، ودا خلاه أي شيء بسيط بيحصل بينهم بيسعده، حتى ولو نظرة.

بعتذر لأني مقدرتش أنزله إمبارح.
يلا رأيكم وتوقعاتكم.
قراءة ممتعة...
دمتم بخير سُكراتي. ❤️

#مملكة_الشياطين.
#قلوب_مكبلة_بوثاق_الحب.
#مُنى_عيد.
#يتبع...

مملكة الشياطين.   "قلوب مكبلة بوثاق الحب"   _ منى عيد محمد Onde histórias criam vida. Descubra agora