مملكة الشياطين. "قلوب مكبلة بوثاق الحب" _ منى عيد محمد

إقتباس.

نهضت صباحًا بتكاسل وبسمة متسعة تعلو شفتيها، فليلة أمس كانت صاخبة مليئة الشوق والوله، لم يخبرها بحبه ولكنه أفصح به في كل لمسة وهمسة منه، أذاقها الحنان والحب، كان متمهلًا ونهمًا، مطالبًا وهي لبت له بكل شوق متأجج بها، بكل شوق لتلاحمهما.
ابتسمت بوجهه ما إن خرج من المرحاض ولكن مالم تتوقعه أنه عبس في وجهها واحتله الغضب العاصف، فانتفضت من على فراشها وقد خافت من وجهه الغاضب الذي لا يبشر بالخير إطلاقًا؛ ولذلك لملمت الغطاء حول جسدها وهي تسأله عن تغيره المفاجئ:
_ ما بك جاد؟ كنا بالأمس.. أقصد.
تلجلجت ولم تقدر على إتمام جملتها أو حتى نطق ما حدث بينهما، فتابع هو من حيث وقفت:
_ ما كنا عليه بالأمس لم يكن إلا ضعفًا أخجل منه، وأتمنى منكِ أن تنسيه أنتِ أيضًا، فما كان صدر عن مشاعر هوجاء لا قرار لها.
صدمها ما قاله، بل ذبحها بلا رحمة.
ما حدث يخجل منه، يسميه ضعفًا، وهي سمته نقطة قوة لها، حبل جديد أشد وثاقًا يعقد بينهما، وهو يقول عنه مشاعر هوجاء، صدرت دون أي قرار.
هذه المشاعر الهوجاء كما يقول أعطتها دافعًا لتحيا من جديد، لتحب وتعشق، بل وتغرم به.
_ كيف تطلب مني نسيان شيء كهذا؟ نسيان ليلة كانت لي نصيبي من السعادة، كتب الفرح لي والراحة بما حدث أمس.. اقترنت أرواحنا معًا، كتلاحم جسدينا.
قالتها بكل غضب يفور داخل قلبها، بكل وجع طالته روحها من وراء حبه وغرامها به.
اللعنة على الحب إن كان ضعفًا لكلا أطرافه.
_ هذه مشكلتك ميسون.. عاطفتك الفياضة، أي موقف تترجميه بدافع الحب، قلبك ما يتخذ كل القرارات فتلغين عقلك وهذا قمة العطب.
لم يقل كلمة أخرى، ارتدى ثيابه على عجالة من أمره وقبل أن يغادر قال بنبرة واجمة، بها بعض القسوة:
_ السائق سيصلك للعمل، فأنا لدي عمل بالخارج ولن أمر على الشركة اليوم.
تركها تتفقد طيفه الغاضب، تراجع ما قاله بقلب يتجرع كأس العذاب ويقنع ذاته بأنه عناب.
ترفض كونه لا يحبها، أو إن ما حدث ضعفًا، بل أنه قمة القوة والشغف والجنون، جن بها وتغزل بها وبجسدها، كان مولعًا به، ولم تكن هي فتاة غر، بل سبق لها الزواج فتستطيع الإدراك والتمييز.
هتلاقوها هنا. ❤️
https://www.kawkablit.com/h5/#/pages/novel/info?tid=2&nid=778.
اللينك فـ المحادثات.