إقتباس.

360 15 2
                                    

إقتباس. ❤️
"لدي الكثير من الأحلام لأحقهها، وكل أحلامي أنتِ."
هوى على كرسيه متعبًا، يتألم بما وضعه قلبه به، وضعه في الرقعة الأكثر سوادًا لرجل يحب فتاة لا تبادله إياه، يقاسي وحده واقفًا على منتصف شفرة حادة، العودة أو إكمال السير سواءً والوقوف أكثر سوءًا؛ فهو موت بالبطيء.
بين المأساة والمعاناة.
تمنى لو دخلت عليه الآن بابتسامتها الوضاء وشغفها كعبير الزهور تنشر أريجها الضاحك، وتلقي بقلبها بين ذراعيه ينهال منها ولا يروى، يضمها ليجبر كسر روحه، ويضمد جرح قلبه النازف.
لفظ من مخيلاته على دقات الباب، فنهض بتثاقل يجر قدمه جرًا.
فوجيء برؤى أمامه، حبيبته التي كان يتمنى من ثوان فقط أن تقبع بأحضانه.
حجم من مشاعره الفياضة ولهفته، فهي خطبت لآخر تحبه، وليتعفن هو بحبه.
_ ما بك رؤى؟
دون سلامات أو مقدمات، فهي لم تزره في شقته إلا مرة واحدة، عندما مرضت أمها.
_ لا شيء سامر.. اسمح لي بالدخول.
رغم دهشته من وجودها، إلا أنه تنحى عن الباب فاتحًا المجال أمامها لتدخل، ودخل خلفها، ولم يغلق الباب فتركه مواربًا.
_ اخبريني إذًا ما بكِ، وجودك هنا يعني أن هناك مشكلة حصلت.
جلست على الأريكة دون كلمة، ووضعت رأسها بين كفيها بوجوم، فجلس بجوارها ينتظر أن تدلي بما في جوفها.
_ تشاجرنا أنا وأيمن البارحة.
مدد شفيته بضيق وقال بفتور يمد بصوته:
_ هذا ما يحدث دائمًا.
ابعدت كفيها عن وجهها وطرفت إليه وقد افلتت نفسًا حارًا خرج بكل غضب وضيق يعتمر بصدرها:
_ شجار أمس كان مختلفًا، فهو.. فهو.
لم تقدر على قولها، كيف تنطقها؟
إن كان نطقها صعبًا، فما بالك بتطبيقها!
برزت بسمة ساخرة على وجهه، متشدقًا بألم:
_ حدث ما توقعته وأخبرتك به، طلب منكِ الإبتعاد عني.
نخزة مؤلمة ألمت بقلبه، رغم توقعه لأمر كهذا ولكن حدوثه أوعر، ألمها أصعب.
حان وقت الموت حيًا، فهذا مفهوم الفراق عنده.. الموت على إيقاع الحياة.

"أنتِ القلب الذي كلما ينبض اتذكر أني على قيد الحياة حي."
_ أرجوك سامر.. لا تعاتبني، فأنا مللت الحزن.
_ لا بارك اللّٰه في أحزانك رؤى.
همس بها في صوت معذب، ينحر روحه نحرًا.
تسحبت بجسدها والتصقت به وسرعان ما ألقت بجسدها على صدره، تتمسك بقمصيه بقوة كأنه سيهرب منها، منهارة بالبكاء المرير.
أما هو أعصابه كانت مشدودة، مأخوذًا بما فعلته بجسده وقلبه، تؤلمه أكثر، فإرضائها يأخذ من روحه الكثير.
اسدل يديه بجانبه ولم يحتضنها إلا إنها توسلته لذلك.
_ عانقني سامر، عل علتي تضمد بعانقك.
تدرك أنه علاجها ومرضها فراقه، ولكنه تعشق تعذيب نفسها.
فعل كما أرادت، فطوق جسدها بذراعيه وغمر وجهه بجانب كتفها، تجمعت الدموع الشفافة بعينيه.
بات متحيرًا، إحتضنها لأنها تحتاجه، أم لأنه بحاجة إليها! لا يهم.. فهما فعلاها سويًا.
_ لِمَ سامر الحياة عصفت بنا، كتب الألم علينا نتجرعه يوميًا، أنا أحبه سامر وبالوقت ذاته لا أريد الإبتعاد عنك.. بل لا أقدر على فعلها..
هدأت شهقاتها وابتعدت عنه تكفكف دموعها المنسدلة، وشردت باللاشيء واردفت:
_ أخبرني سامر ما علي فعله.
_ ابتعدي عني كما قال لكِ رؤى.
جملته جامدة متجهمة أخفت نيران تستعر بقلبه تكاد تحرق تلك المسكينة التي لا حول لها.
_ قلت لا أستطيع سامر.
_ لا حل غير هذا رؤى.. لأنك تحبينه.
دخلت في نوبة بكاء أخرى، وهبت من مكانها تزيل دموعها بعنف عن وجهها وقالت بنبرة لم يستشفها:
_ نعم أحبه.
تركته بأحزانه، يتجرع كأس العذاب وحده وهي من أعدته أساسًا.
تمنى عناقًا آخر، له هو هذه المرة، ليداوي سقم قلبه.
https://www.kawkablit.com/h5/#/pages/novel/info?tid=2&nid=778
هتلاقوها هنا تابعوها لحد ما أنزل الرواية الجديدة. 💖
هحط اللينك فـ المحادثات.

مملكة الشياطين.   "قلوب مكبلة بوثاق الحب"   _ منى عيد محمد Where stories live. Discover now