الفصل التــاسع والعشرون.

3K 141 17
                                    

#الفصل_التــاسع_والعشرون.
#مملكة_الشياطين.

"اللهم صل على محمد وعلى آل محمد فى الأولين والآخرين والملأ الأعلى إلى يوم الدين." 🧡

نزل من غرفته على صوتهم المرتفع ليجد الإرتباك يغمر وجوههم حدجهم بنظرات حائرة متسائلة، ليهتف جاسر لـتسنيم الواقفة بقلق:
_ مش ع أساس أنك هتعدي عليها الكلية وتيجوا مع بعض!
ارتبكت تسنيم تفرك يديها بتوتر رهيب يحتل أركانها لتتلعثم مغمغمة:
كااا.. كان عندي مشوار مهم.
صاح جاسر بغضب يزاحم جسده وأنفاسه متهدجة:
_ مشوار أيه دا؟
_ واحدة صحبتي لسه نازلة مصر ورنت عليا.
قالتها كاذبة وهي تتهرب بأنظارها عنه متذكرة ذلك الأمر المفاجئ حيث نزول رامي لمصر دون إخبارها، وهذا كان كافيًا لتنسى العالم بأكمله.
لاحظت ليلى التي تقف وتريد من يطمنها على نور يد آسر المضمدة بشاش أبيض وجرح فى رأسه لتهتف بجزع:
_ آسر حبيبي أيه اللي حصلك دا؟
إلتفت الجميع له، ودارت عدستاه فى عينيه قائلًا:
_ حادثة بسيطة بس.
_ حادثة أيه يا بني؟
سألته بخوف فى قلبها، ولكنه قال بلامبالاة:
_ مش وقته يا ماما،. المهم دلوقتي أيه اللي حصل مع نور؟
أجابه جاسر:
_ نور مجتش لحد دلوقتي، ومش عارفين هي فين.
غزت نيران الغضب جسده ليقول منفعلًا:
_ أزاي يعني مرجعتش، مش كانت فـ كليتها.
صمت جاسر عاجزًا قليل الحيلة فقال آسر مستدركًا:
_ ممكن حنين صحبتها تعرف مكانها، رني عليها كدا يا تسنيم.
استحسن الجميع الفكرة واخرجت تسنيم هاتفها تحادثها.
_ ازيك يا حنين عامله أيه؟
ردت حنين بحبور وبشاشة:
_ سيموو حببتي ازيك وحشاني يا بت أخبارك؟
_ بخير يا حنين، قابلتي نور النهاردة أصلها لسه ما رجعتش البيت.
قلقت حنين لتهتف بفزع:
_ يا مري يا تسنيم، ما رجعتش أزاي! أنا مامشتش النهاردة.
سأل جاسر:
_ مش عندكم إمتحان النهاردة؟
أجابت حنين التي سمعت حديثه:
_ لا ما أهو أنا فى كلية آداب أما نور فـ هندسة، طيب سألتوا أمها عن تكون راحتلها.
تنهدت تسنيم قائلةً:
_ ما راحتش عندها، خلاص سلام يا حنين.
_ طب طمنيني عليها باللّٰه عليكِ يا تسنيم، وأنا هكلم البنات اللي معاها فـ الكلية أو اللي بتقعد معاهم ولو وصلت لحاجة هبلغكم.
شكرتها تسنيم وأغلقت المكالمة وقلبها تزداد نبضاته، تلوم ذاتها.
زفر آسر بضيق وقال وهو يتوجه لغرفته:
_ لا مش هنصبر كتير، أنا هغير هدومي وهروح أعمل محضر.
تركهم في قلقهم وحيرتهم وهو فى طريقه لغرفته وقفت نادين أمامه، طرف إليها بغضب وتخطاها، ولكنها لحقت به وامسكت بيده وقفت أمامه تنظر لعينيه تنشاده الرحمة لقلبها، مسدت على جرحه لتقول برقة وخفر:
_ سلامتك يا آسر، أنا عارفة أيه اللي حصل، اتخانقت مع حازم صح.
كل ما تلقته منه البرود فقط زفرت بيأس، ورفعت كفها تلامس جرح رأسه بحنو ليتأوه من لمستها لتسارع معتذرة:
_ آسفة آسفة، أكيد ضربك أوي ووجعك.
ضحك بسخرية وقال بعنف:
_ وجعني! أنتِ عارفة أيدي دي مجروحة من كتر الضرب فيه أما الجرح اللي فـ رأسي فدا بالغلط، حازم الكلب دا كان هيموت فيها لولا الحراس بتوعوه شالوه من تحت أيدي الوس** دا.
ضحكت بإفترار على عصبيته التي تبرز عشقه لها، تجاهل نظراتها المهيمة به وتوجه لغرفته.
ما حدث مع حازم لم يكن بالسهل أبدًا فهو قاد الحرب ضد شيطان من مملكة الشياطين العاشقة، إنتشلوه حراسه بمعاناة من تحت يده وبعدها جعله أن يمسح كل الصور الخاصة بها من هاتفه قبل أن يكسره لقطع صغيرة كما فعل مع عظام جسده.
______
_ بنتي يا محمود، بنتي راحت فين.
كان هذا والدها أحمد الذي هاتف محمود بعدما علم بخطف ابنته، رد عليه محمود:
_ أنت هتعمل فيها بريء يا أحمد ولا أيه؟
إغتاظ أحمد من بروده ليعاتبه بشدة:
_ أنت قصدك أيه؟ مش كفاية أنك جوزتها من غير علمي، إستغليت أني عاملك توكيل وجوزتها.
صاح محمود بعنف وغضب يسري بدمائه:
_ هو أنا أهبل يا أحمد عشان معرفش أنك أنت اللي بتبعت التهديدات لجاسر! أنا لحد الآن مش فاهم كنت بتعمل كدا ليه؟ دي بنتك اللي أنت بتهددها.
صمت أحمد لثانيتين يزدرد ريقه وبعدها قال بكسرة بقلبه:
_ أنا فعلًا كنت ببعت التهديدات، بس كنت ببعتها عشان تخافوا عليها وتقنعوها ترجع تعيش معايا، واللّٰه ما أذيتها يا محمود، أنا كنت عايزها ترجعلي وبس، أنا مخطفتهاش يا محمود، أنا عايز بنتي ترجعلي.
تنهد محمود بتعب وقال:
_ متقلقش يا أحمد جوزها اللي هيرجعها، ياسين هيرجعها يا أحمد.
أغلق المكالمة ليصيح بجاسر:
_ جاسر كلم ياسين ييجي يرجع مراته.
_________________
أفكت الرياح تحاكي رياح قلبه الهوجاء، يتطاير جلبابه الصعيدي الفضفاض، ووشاحها تحاول تثبيته وسبر أغوار ذلك الغامض الواقف أمامها وعيناه توازي البراكين المستعرة، أخذ أنفاسه وأخرج من جيبه شيء ما ليضعه بيدها، فاهتز جسدها عندما حدقت بذلك السلاح الذي وضعه بين أيديها، رفعت أنظارها المتسائلة للحظات حتى رحم حيرتها ليقول بنبرة تحمل من الوجع الكثير:
_ أني خلاص مقادرش اتحمل أكتر من إكدة واصل، عيونك لساتها عتخبرني كيف أنتِ مغصوبة ع الجوازة مني.
كادت أن تبدى إعتراضها ولكنه أوقفها بيده وقال بعشق أرهق قلبه ومازال يحطمه الآن:
_ أني سويت إكدة واتجوزتك غصبانية لأجل حبك، أني حبيتك يا وداد، لاه أني عشقتك عشق، حبيتك وأنتِ قوية وعتحاربي الكل، وحبيت طيبتك ورزانتك يا ست الناس.
إزدرد رمقه ووضع كفه فى جيب جلبابه:
_ وداد أنتِ كنتِ حالفة تاخدي بتارك مني، والسلاح بيدك أهه، وأني مستعد، خلاص مقادرش أشوف الكره ليا فـ عيونك.
فرد ذراعيه واغمض عيناه، وتركها مع سلاحه تراجع عقلها، أقسمت أن تأخذ بثأرها منه، طالما نظراتها كانت كارهة حاقدة، والآن ما تتمناه تحت يديها، ذرة شجاعة فقط وتحقق مرادها..
_______
كالمراجل يغلي قلبه وغضبه يأكل كل خلية بجسده، حبيبته وزوجه خطفت، تنافرت عروقه وحبيبات العرق ظهرت على صفحة وجهه ما إن أخبره جاسر بخطفها، استقل سيارته بقلب لهيف وجل.
#مُنى_عيد.
#مملكة_الشياطين.
________
رفرفت الطيور جزعًا من شدة الصوت الذي صدع صداه فى الصحراء الخالية، هوت وداد أرضًا تبكي ودموعها تزاحم وجهها، رفت عيناه عدة مرات وفتحها يستوعب ما حدث وأنه مازال على قيد الحياة ليجدها منهارة أرضًا تبكي بقوة رفعها من ذراعيها وأوقفها أمامه يزيح دموعها لتصرخ به مجلجلة هدوء الصحراء:
_ روحني، عاودني السرايا دلوج يا منتصر.
كانت فى حالة مذرية تهذي بقوة، حملها للسيارة ووضعها برفق مقبلًا مقدمة رأسها معتذرًا منها.
سمع أزيز هاتفه وجده ياسين فصاح حالما فتح المكالمة:
_ منتصر، أنا سافرت القاهرة.
رد منتصر بقلق:
_ أيه اللي حوصل يا أخوي؟
_ نورسين اتخطفت.
اعتدل منتصر فى وقفته وهتف بغضب:
_ مين ابن المركوب اللي سوى إكدة، أني هبعتلك الرجالة، وعخلص مشوار إكدة وأحصلك.
__________
_ أيه الناس المفترية دي! هم معندهمش رحمة خالص يسيبوا الناس اللي خاطفينها كدا من غير أكل.
قالتها نور بنزق ساخطة على هذه العصابة التي تحتجزها.
حركت يديها المكبلة بالعقال ولكنها لم تفلح فى فكه.
_ يا ربي، طيب كانوا خطفوا يوسف معايا طيب كان سلاني شوية!
_______
دخل غرفته بضيق ومازال عقله يقرع بشدة، تأفف بغضب عندما وجد الغرفة على أعقابها، فستانها على فراشه، وفرشاة الشعر ملقاة على المقعد، وثيابها هنا وهناك.
صرخ بغضب فخرجت من الحمام تنشف شعرها وألقت المنشفة على الفراش قائلةً ببرود وهي تتوجه للمرآة:
_ مالك يا جاسر بزعق ليه؟
حمل بيده لباس داخلي لها ليرفعه أمام عينيها:
_ عايز أفهم أنا هدومك دي ملهاش دولاب تتحط فيه؟ يعني دا مثلًا.
نقل نظره للذي بيده وأضاف:
_ أيه ذنبي أشوف حاجة داخلية ليكِ مرمية ع المخدة بتاعتي؟
_ أنت قليل الأدب ع فكرة.
قالتها وهي تأخذ ما بيده بحرج، فصاح بها وهو يأخذ ملابسه ويتوجه للحمام:
_ عايز لما أطلع ألاقيكِ لامة كل القرف دا.
_ قرف يقرفك يا بعيد!
تمتمت بها بنزق ليأتيها صوته العالي:
_ سمعتك ع فكرة ولو طلعت هبدل وشك الحلو دا يا سيلا.
لملمت ثيابها بخوف وهي تغمغم تلعن عصبيته المفرطة هذه.
________
أطاح الغضب به وضرب المكتب بقوة وعنف بقبضته هادرًا:
_ كيف حوصل إكدة وأني معرفش، مين اللي عمل إكدة عاد؟
_ ممكن وليد.
نفى ياسين برأسه وقال:
_ معتقدش، بعد العلقة المليحة اللي خدها مستحيل يقرب منيها تاني واصل.. طب معرفتوش حاجة عنيها؟
تنهد جاسر وقال:
_ لسه منعرفش حاجة وآسر خرج من الصبح ومرجعش لدلوقتي.
دخل يوسف يلهث من سرعته وهتف:
_ سألت عليها كل صحابها اللي فـ الجامعة قالوا إنها طلعت ومحدش شافها، وطنط أميرة روحتلها ويا رتني ما رحت بتعيط من وقتها ومنهارة.
سمع ياسين حفيف أقدام تقترب من المكتب أشار لهم بالصمت ليستمعوا، تحرك ياسين بخفة وسرعة وجده سيف فامسكه من ياقته يصرخ به:
_ أنت بتعمل أيه إهنه يا سيف.
تلجلج سيف بالحديث فلكمه ياسين بقوة:
_ قول بتتسحب إكدة ليه؟
صمت سيف فتقدم يوسف منه ولكمه بشدة:
_ سيف انطق، أنت تعرف حاجة عن خطف نور.
لكمة أخرى تلقاها سيف من يوسف الغاضب ولو أول مرة يصرخ به:
_ أنا سمعتك قبل كدا أنت وصافي هانم تأذوا نور، وكلمتك وحذرتك وأنت قلتلتي أنك مستحيل تأذيها صح.
نظر للأسفل بحرج وجهه تتدفق الدماء منه وقال:
_ أيوة أنا عارف مين اللي خطف نور، بس مش أمي واللّٰه...
______
أولًا بعتذر ع التأخير دا.
ثانيًا: مش هقدر أنزل ٣ أيام فـ الأسبوع، هنزل يومين ديمًا ولو فضيت مثلًا وكتبت بارت هنزله، غير كدا هنزل يومين بس.
ثالثًا: بحبكم جدًا جدًا يعني. ♥️
يلا بقا رأيكم وتوقعاتكم.
قراءة ممتعة ودمتم بخير سُكراتي. ♥️

#مملكة_الشياطين.
#قلوب_مكبلة_بوثاق_الحب..
#مُنى_عيد.
#يتبع...

مملكة الشياطين.   "قلوب مكبلة بوثاق الحب"   _ منى عيد محمد Where stories live. Discover now