الفصل الرابع والثلاثون.

3.1K 148 8
                                    

#الفصل_الرابع_والثلاثون.
#مملكة_الشياطين.

"سبحان اللّٰه والحمد للّٰه ولا إله إلا اللّٰه واللّٰه أكبر ولا حول ولا قوة إلا باللّٰه العلي العظيم."🧡

تقف أمام المرآة تلعن نفسها للمرة التي لا تعلم عددها، تتفحص هيئتها بإرتباك يشوبه الخجل، تتمتم بحنق مغتاظ من تلك النورسين التي أقحمتها فى هذا الأمر، تمعنت فى المرآة مقربة رأسها أكثر منها، شعرها المنسدل خلفها بروعة ينساب كالشلالات، فستانها الأسود القصير، وعيناها الكحيلة، تحسست شفتيها التي تطليها بالحمرة القاتمة، هزت رأسها بعدم رضا وتناولت المحرمة تقربها من شفتيها تغمغم بحنق توبخ نفسها:
_ وه اتخبلتي إياك يا وداد! يا مرك لو الصعيدي شافك إكدة هيجطع خبرك طوالي.
_ يا صلاة الزين!
كادت أن تزيل ما يطلي شفتيها حتى صدور صوته الذي أوجف قلبها وجعله يتكبكب، أضاف عاقدًا ما بين عينيه وترتسم بسمة عابثة على شفتيه تعكس لمعة عينيه مستندًا على إطار باب الغرفة:
_ عتعملي أيه يا ست الناس؟ خليكِ إكدة أحسن.
تلجلجت فى وقفتها وتعثر فمها عن النطق، ومازال هو على وقفته يشبع قلبه قبل عينيه بجمالها الذي فتنه، تقدم منها يقول بعبث:
_ الجمال ديه كلاته ليا أني صوح؟
هزت رأسها تضغط على شفتيها خجلًا، وقد تسربت شجاعتها فى هذه اللحظة وبقت وحيدة مع عبثه وعيناه التي تلتهمها بتروٍ، وقف أمامها مباشرة، وامتدت كفه يداعب خصلات شعرها وقال وهو يستنشقه:
_ شعرك حلو إكدة ليه؟
دنا من أذنها وهمس بصوت أجش:
_ جولي يا وداد أنك عامله إكدة لأجلي أني.
وأخيرًا استجمعت البعض من حروفها تقول بتلعثم تحاول لملمت شعرها:
_ أاا أني واللّٰه مليا صالح، ديه أفكار نورسين السو...
امسك بيديها التي تلملم شعرها وقال بعشق يترفرف بين جنبات قلبه:
_ همليه إكدة يا حبة جلبي.
ارتعشت شفتاها ببسمة راضية عن غزله، وسرعان ما محت عندما استطرد بإصرار:
_ جولي يا وداد أنك مسوية إكدة لأجلي أني.
هزت رأسها عدة مرات تؤكد حديثه، ولكنه لم يرتض بهذا فقط فقال بهمس أذاب ما تبقى من قوة لديها:
_ جوليها.
تبسمت تقول بهمس يوازي همسه:
_ أني آسفة يا صـ..، احمم، يا منتصر، أني آسفة ع أيتها كلمة عفشة طلعت مني، أو تصرف شين سويته.
إزدردت ريقها واستأنفت تصرح بما كان يتوقه لسنون طوال:
_ أني لبست إكدة لأجلك أنت وبس، أني عحبك يا منتصر...
حالما ختمت جملتها ابتلع جسدها بين ذراعيه، يضمها له بشدة، وعقله تتصارع الأحاديث به، وجملتها مازالت تتردد على قلبه تحييه من رماده مرة أخرى، وقد كانت ليلة متوهجة بعشقهما تلامس فيها أطراف قلبيهما، ليلة كبلت قلبين بوثاق الحب الأبدي، ليلة تحكي عن عشق داوى رمد القلوب..
_____
أشرقت وداد بوجه مبتسم جذل يحاكي شروق الشمس بأشعتها المتوهجة الوضاء، لتجد منتصر يغط فى نوم عميق مريح لقلبه، فهو وبعد إنتظار طال اجتمع بحبيبته القوية المتمردة، أثار فرحته ما زالت تتوج وجهه، لا تعلم كم بقيت تتأمله بتشبع وتروٍ، أفرج عن عينيه التي تتوقهما بشدة، تبسمت بخفر واسدلت أهدابها وقد داهمها الخجل، وقد عدته ليبتسم هو الأخر ورفع ذقنها يلثم وجنتها بقوة وشغف لتحمر وجنتيها خجلًا، انسلت من بين ذراعيه هاربة تقول ببشاشة:
_ صباح النور.
_ كيف صباحك يا جمري.
رد عليها وهو يعتدل ونظراته الجريئة تلاحقها، فتهربت قائلةً بسرعة وتلعثم:
_ أني، أني عدلى أحضر الوكل لحد ما تغسل...
ركضت لأسفل تضع كفها على قلبها، ترفق به وبدقاته المتسارعة، فما مرت به لم يكن بالسهل أبدًا.
ارهفت السمع لضحكات تأتي من خلفها لتتفاجئ بـكريمة ترمقها بخبث ضاحكة:
_ وه يا واكلة ناسك، كنتِ عترمحي ولا أيه؟!
وضعت وداد كفها تخفي وجهها تضحك بخفوت تقول بعتاب:
_ حتى أنتِ يا أماي!
تبسمت كريمة لكلمتها وتقدمت منها تعانقها بحنان أم تدعو لهم:
_ ربنا يباركلكم يا بتي ويرزجكم الذرية الصالحة، وأفرح بياسين كمانت هو والمخبولة نورسين.
تضحكت وداد وقالت:
_ أماي أحنا لازمن نجربهم من بعضيهم، لو هملناهم إكدة عيخسروا بعضيهم.
ردت كريمة بحيرة:
_ يعني عنسوي أيه يا بتي.
إلتمعت مقلتاها بحماس تقول:
_ أجولك أني، فينها نورسين؟ عيطي عليها.
_______________
تقدمت من فراشه بعد أن صعدت غرفته على مضض من إصرار عمتها كريمة، نادت عليه برقة وهدوء ولكنه لم يستيقظ، أجلت حنجرتها وهتفت بصوت أعلى:
_ ياسيـــن.
فأكتفى بتململه فى الفراش، هزته برقة وبعدها لكزته في صدره، ولكن بلا فائدة، نائم كـنومة أهل الكهف!
مالت عليه بجسدها كله، حدقت فى قسمات وجه المتألقة كـالبدر، هالته خطرة على قلبها.
وبغير إرادة منها وجدت نفسها تميل عليه أكثر هاتفة بهمس رقيق:
_ ياسيـــن، قوم عمتو كريمة عايزاك، عمدة.
هزت أرجاء قلبه حروفها الرقيقة هذه، أحس أن حروف اسمه من ثغرها أضاء العالم من حوله، ابتسم عندما سمع رنين اسمه الذي يعزفه ثغرها، لمح طيفها فى أحلامه، فكان هذا بلمعة البرق وسط تلك الغيوم والسماء الحالكة، وبدون وعي منه جذبها من مرفقها برفق وهو مغمض العينين جاءه وجودها كـحلم له.
جذبها برقة وبيده الأخرى يتلمس وجنتها الناعمة، فتح عينيه وابتسم لها وقربها منه أكثر غير قادر على إستيعاب ما يحدث، لم يفصل بين وجهيهما غير إنش واحد، عيناه معلقة بـسوداويتها اللامعة ومازالت أحدى يديه تقربها من مرفقها له، والأخرى كادت أن تصل لشفتيها.
أما هي كانت بعالم أخر، تائهة لا تعلم ماهية مشاعرها فى هذه اللحظة، ولكن ما تعلمه أن قربها منه خطر على قلبها وروحها، ثمة ضربات تزداد بمعدل مرتفع داخل صدرها، وأخيرًا استوعبت ما هو مقدم عليه، عندما لمست أنامله الخشنة شفتيها الناعمة.
دفعت يده عن مرفقها ولكن قبضته تشبثت بها بقوة تلقائية، فما كان منها غير أنها إلتقطت كوب الماء من المنضدة التي تجوار السرير، وسكبتها على وجه.
شهق بعنف وترك مرفقها بحرج واعتدل في جلسته، بجسد متشنج.
نهضت هي بخجل عن الفراش تهندم ثيابها وتجمع شتات مشاعرها وإضطراباتها.
تنحنح قائلًا بحرج وإعتذار بعد أن أرخى جسده قليلًا:
_ آسف، شكلي كنت بحلم، هو أنتِ رايدة شيء؟
زفرت داخلها بحرج ونكست رأسها أرضًا واستطردت:
_ لا.. أه ماما كريمة قالتلي أصحيك.
نهض عن فراشه ووقف أمامها رافعًا رأسها بأنامله قائلًا بحب أبكم لا ينطقه لسانه تنضح به عيناه فى حُضرة حبيبة كفيفة لا تراه:
_ أرفعي رأسك إكدة يا نورسين عاد، رأسك معتتوطاش واصل مادامت أني حي بتنفس.
هزت رأسها موافقة وأكاد أجزم أنها لم تستمع لشيء من حضوره الطاغي على قلبها، ولكنها موافقة على ما يقوله دون جدال يذكر.
تحركت من أمامه وسط نظراته المتعلقة بحمرة خديها وبسمتها الخجلة.
هتف قبل أن تصل لباب الغرفة: نورسين متجيش تصحيني تاني، دا لمصلحتك.
لم تفهم مقصده ولكنها ركضت كطائر سجين القفص وقد هرب توًا.
تعثرها هذا وإرتباكها لم يخفَ عن زوجين العيون المترقبة لها، فضحكتا الاثنتين بخفة وتبرقت حدقتيهما بمكر، وها هي أول خطة لهما تأخذ سبيلها للنجاح...
نزل منتصر بشظف وهيبته تفرض سيطرتها على الجميع قائلًا بإبتسام:
_ عتخططوا ليه أنتوا التنين عاد؟
نظرتا لبعضهما تخفيا بسمتهما فقالت وداد:
_ ولا حاجة يا صعيدي، أحضرلك الوكل.
هز رأسه بحيرة وقد إنتابته الريبة من هيئتهما ولم يخفَ عنه مكرهما.
بينما نادت كريمة على نورسين:
_ في حاجة يا ماما كريمة؟
_ أيوة يا بتي، حضري الوكل لجوزك ومنتصر، أصل وداد يا حبة جلبي زمقانة هبابة.
جحظت عينان منتصر وسلط نظره على وداد التي تبتسم بخبث وسرعان ما قالت:
_ معلش يا نورسين، مقدراش أعمل حاجة واصل.
ردت نورسين مبتسمة بود:
_ سلامتك يا وداد، متخافيش أنا هعمل الفطار بسرعة.
_________
لا تعلم لما تورطها هكذا، طلبت منها أن تجعله يستيقظ وفعلت بعد أن فقدت نبضات قلبها بجواره، وها هي تطلب منها تحضير الفطار له.
نزل هو من غرفته، جلس على المائدة ينتظر كوب الشاي الخاص به، فرأها تتقدم من مائدة الطعام على إستحياء منكسة رأسها، وقفت بجانب كرسيه.
أردفت بتوتر وخفر:
_ الشاي يا ياسين.
ابتسم على خجلها قائلًا:
_  تسلم يدك يا نورسين.
نظر لها بخبث ووضع قدمه فوق قدمها الحافية، فتأوهت بتوجع.
هتف هو بتلاعب قاصدًا إثارة غيظها لتبرق عيناه بمكر: _ دلقتي عليا ميه ليه؟  هااا! .
تململت فى وقفتها تحاول  إبعاد قدمها عن محط قدمه ولكن بلا فائدة.
فصاحت بحنق تذم شفتيها:
_ رجلي يا ياسين.
رفع حاجبه الأيسر وأردف متصنعًا عدم الفهم:
_ مالها رجلك؟
تأففت بضيق، بينما هو يدعي اللامبالاة ويرتشف من كوب الشاي الخاص به.
همهم بنهم:
_ زينة جوي جوي كوباية الشاي دي، تسلم يدك يا نورسين.
تقوست شفتيها بضيق وإلتمعت عيناها بشر فأخذت الكوب من يده بعنف عندما جن جنونها وطال إحتفاظه بقدمها تحت قدميه، لا تعلم ما الفائدة من ما يفعله.
ارتسمت على شفتيها بسمة شر مهددة إياه:
_ لو مشلتش رجلك عن رجلي هكب عليها الشاي.
نطق بتحدٍ مبتسمًا ولازال يحتفظ ببروده: اعمليها.
_ هعملها بجد؟
اومأ لها، وما كادت أن تفعلها حتى بتر معركتهما الساحقة هذه ولوج منتصر ووداد.
فأزال قدمه سريعًا عن قدمها وهمس لها مهددًا:
_ عارفه لو دلقتي عليا ميه تاني أو هددتيني تاني هعمل فيكِ أيه؟
نظرت له بإستخفاف هاتفة بدلال وإفترار:
_ متقدرش يا عمدة أصل أنا محصنة، ماماااا كريمــة.
جاءت كريمة على صوتها، لتعاجلها نور قائلةً:
_ يلا الفطار.
_ وه نسيتوني خلاص، وكنه معندكمش هند واصل!
رفعت كريمة حاجبها الأيسر تقول:
_ تعالي يا مكلومة إهنه كولي، وبعدها ع الكتاب طوالي.
_ يووووه زهجت أني، أنا كان أيه صالحي بالعلام أني!
قالتها بنزق تذم شفتيها وسرعان ما ابتسمت تهتف بفرحة:
_ وه فول!
علقت وداد بإستنكار على كلمتها:
_ كأنك أول مرة تاكلي فول.
___________
تأففت بضيق وهي تتفحص سيارتها التي عطبت فجأة، ألم ينقصها ذلك الرامي حتى تأتِ سيارتها الأخرى!
تحركت تدب الأرض كمدًا تعدل من وضع حقيبتها التي تحملها على كتفها حتى اصتدمت بشيء، ولكنه لم يكن إلا سيف الذي قال بمرح:
_ هو الجميل مش شايف قدامه ولا أيه!
ردت عليه بفظاظة:
_ أه اتعميت، عقبالك يا شيخ.
تغاضى عن شظفها وسألها وما زالت بسمته تتسع:
_ رايحة فين؟
اقتربت منه بشراسة تصوب سبابتها أمام وجهه بتحذير مبطن:
_ هو أنت فاكر يالا أني عبيطة مثلًا وهقولك أنا رايحة فين! سيف ابعد عن وشي وإلا...
ربما أوجأ عندما حدثها برفق ولين ولكن تسنيم فتاة متعجرفة شرسة، تحتاج من يروضها فقال بعنف مهتاج وكان قد اقترب منها حد الخطر:
_ بصي أنا ساكتلك من الصبح، قولي أنتِ غايرة ع فين؟
ارتعبت وانكمشت فى نفسها من نبرته وتشنج عضلات وجهه فانصاعت بخفوت:
_ هروح النادي، هقابل صديقة ليا.
_ طب يلا تعالي اركبي معايا.
وقفت تتخصر هاتفة ببسمة مزدرءة:
_ وحضرتك فاكر أني هقولك أمرك يا سيدي واركب معاك تبقى اتجننت!
_ هتجنن فعلًا لو مركبتيش معايا دلوقتي يا تدخلي جوه ومفيش نادي.
علت نبرته بغضب جامح بلغ ذروته وقد احتدت نظراته.
فأضاف مقتضبًا بكلمة يتيمة:
_ هااا؟
اضطرت أن تركب معه، وصدقًا كادت أن تموت رعبًا منه، لم تعرف ما سبب عتوها معه وجلافتها التي تذيقها إياه دائمًا، ربما هي تبعده عنها بهذه الطريقة المعتوهة!
أقلها للنادي، وكان يتمنى أن يقض معها بعض الوقت ولكنه تذكر وعده مع آسر بالذهاب للشركة للعمل بها.
أما هي استلت هاتفها من جيبها تهاتف رامي تقول بجمود بعدما فتح هاتفه:
_ رامي أنا مقدرتش أجي ع المكان اللي اتفقنا عليه.
رد رامي:
_ تمام مش مشكلة، المهم أنتِ فين دلوقتي؟
_ فـ النادي..
فى كل مرة تجتمع فيها برامي أو تحدثه يتسرب الخوف والضعف لقلبها، تعض على ضميرها الذي يحركها، وعدت ذاتها أنها ستكون أخر أعمالها...
___________________________________
فى قصر الهلالي.
الجميع يلتفون حول مائدة الطعام، وكل منهم مشغول بأمره، فكان جاسر يتلوى وجعًا على حبيبته التي حالما يصفح قلبه عنها يحدث شيئًا يجعل علاقتهما مضمحلة، يعلم تمام العلم أنها صادقة، ولكن يجن وتفلت أعصابه عندما يتذكر ذلك الحقير أخاها، يوجه نظرات محتدة غاضبة تجاه رضوى التي تأكل على مضض بعد إصرار والدتها، أما نظرات سيلا له فكانت لائمة تعذبه.
هتف محمود منهيًا ما يعتمر بأنفسهم لبعض الوقت:
_ آسر.
رد آسر سريعًا يرفع نظره له:
_ هنروح بكرة بالليل عند المأذون نكتب كتابك ع نادين.
صاحت ليلى بضجر:
_ بالسرعة دي يا محمود؟! أنا لسه مجهزتش حاجة خالص، وكمان عايزة أعمله بارتي صغير كدا فـ القصر.
اسكتها محمود يقول بحزم:
_ هنعمل زي ما أنتِ عايزة يا ليلى بس بعد بكرة، لأني كلمت المأذون وهنكتب بالليل.
اعترض جاسر بأدب:
_ هو حضرتك مستعجل كدا ليه؟
هتف يوسف ضاحكًا:
_ اللّٰه العريس موافق هنأجل ليه، وبعدين خير البر عاجله، وربنا يهني سعيد بسعيدة، وهي راضية وهو راضي مالك أنت يا قاضي، ولولووووووويي.
نقلت كريمة نظرها بين نادين وآسر الذي كاد أن يحلق فى السماء من فرحته ونادين التي تصمت بخجل فتبسمت برضا وقالت:
_ يلا ربنا يباركلكم.
مالت على نادين تضيف:
_ ألف مبروك يا نادين.
خجلت نادين وركضت لغرفتها، فضحك يوسف متمتمًا:
_ عقبالي يا رب.
______
ها قد تم عقد القران سريعًا والسعادة تلون وجههم وتعلوها البسمة، ونادين ما زالت تحتجز غرفتها بخجل مبالغ به، ولكنهم فضلوا عدم إزعاجها، فهتفت ليلى بسعادة:
_ يلا بقا كدا كل واحد ع أوضته عشان بكرة من الصبح هنجهز للحفلة، وهتكون كبيرة يا محمود.
اومأ محمود قائلًا:
_ أنتِ تأمري يا روحي، وأنت يا جاسر، كلم ياسين ومنتصر وادعيهم.
عاجله يوسف بلهفة:
_ لا ميصحش يا خالي، نرن أيه، أنا هروح بنفسي أعزمهم.
حاوط محمود كتف زوجه ليلى وقال:
_ طب يلا بقا تصبحوا على خير.
__________:::::::::::::::::::::::::
أصبح لا يطيق صبرًا، يريد سماعها منها والآن.
بعض المواقف كما تحتاج أفعال تحتاج إلى كلمات توثقها.
هاتفها بعد منتصف الليل.
تململت نادين فى فراشها عندما لقطت أذنيها أزيز هاتفها، التقطته وهي مغمضة الأعين ووضعته على أذنها.
فجائها صوته قائلًا بصوت عميق أجش:
_ نادين أنتِ نمتي؟
أجابته وهي على حالها:
_ أهااا.
عاد ليسألها:
بتحبيني؟
نطقها ببساطة وسهولة فى ظاهرها فقط، أنما قلبه يصرخ بقوة مطالبًا بسماعها من ثغرها، لطالما عانى فى حبها، قالها بكل نبضة حب لها صدح بها قلبه، تتوق أذنيه لسماع رنيم وقع حروفها على روحه.
فأجابته ببلاهة:
_ هااا.
نفذ صبره سريعًا فهتف بها بتهكم وغيظ منها:
_أقولك بتحبيني تقولي هااا!
_ أهااا.
شد على شعره من برودها المتعمد هذا. فصاح مرة أخرى:
_ نادين اللّٰه يسترك ويخليلك عيالك، قومي طسي وشك بشوية ميه، وفوقي كدا.
رددت بحنق طفولي:
_  ليه يعني دا، سيبني أنام حرام عليك.
ضغط على شفتيه بغيظ منها:
_ نادين ما أنا مش هقفل غير لما تقولي أنك بتحبيني.
اعتدلت فى جلستها زافرة بقوة وعزمت على أن تجعله يقع صريعًا من برودها:
_ يعني مصحيني بعد نص الليل ومن أحلاها نومة عشان تسألني إذا كنت بحبك، اللّٰه يهديك يا آسر روح نام، سلام.
ضغط على هاتفه بغضب صاررًا على أسنانه:
_ عارفة يا نادين لو قفلتي هتصرف تصرف مش هيعجبك، وهتقولي بحبك يا آسر يا روح قلبي وتدبيلي كلمتين رومانسي بعدها برضو.
ضحكت بتحدي مغمغمة تغيظه:
_ مش هتقدر.
أغلقت الهاتف وتمددت على فراشها سرعان ما وصل إلى مسامعها صوت حفيف أقدام فى شرفتها.
وضعت حجابها على شعرها وذهبت تتفحص الشرفة، خرجت صرخة مدوية سرعان ما وأدها آسر بكفه.
همس أمام إذنها:
_ أيه يا حلوة أقدر ولا لا؟ يلا كدا زي الشاطرة قولي بحبك يا آسر.
نزعت يده بقوة متشدقة:
_ هه، مش بالسهولة دي يا آسر بيه الهلالي، وبعدين مين قالك أني بحبك أساسًا؟
أجابها ببساطة باسمًا:
_ دقات قلبكِ مثلًا، ولا أنتِ مسمعتيش الحرب اللي كان فـ نبضاتك.
خجلت من كشفه لمشاعرها، حمقاء دقات قلبها أفشت ما تخفيه لسنواتٍ طوال.
لاحظ خجلها وشرودها فاقترب منها ببطء ومع كل خطوة يحفر نهاية قلبه بيده ليقع فى حفرة حبها.
وقف أمامها مباشرة ومال على أذنها يهمس بحب طاف بالأرجاء:
_ بحبك يا نادين ومش طالب منك غير أنك تقوليها، بحبك قوليها، بحبك...
أخذ يكررها على مسامعها فرددت دون وعي:
_ بحبك يا آســر، بحبك بكل نبضة بينبضها قلبي، بحبك من وقت ما لقيتك جنبي، بحبك يا بن الهلالي.
تشنج جسده إثر اعترافها الناعم، وصلت حروفها تضيء أركان قلبه، وضع قبلة هادئة على جبينها وانتفض مبتعدًا عنها، خشى الإنجراف في مشاعره، ويقع في خطأ يندم عليه طوال حياته.
وفى لحظة قفز لشرفته المجاورة لشرفتها، تاركًا إياها تأخذ أنفاسها المسلوبة من إعترافها، ابتسمت بسعادة عامرة، فقد تحقق ما أرادت وسعت إليه، فـآسر اليوم استحوذ على قلبها كليًا كما استحوذت هي على كل ما يملك.

مرحبا أنا جيت.
وحشتوني جدًا واللّٰه.
يلا رجعنا تاني أهو بفصل حلو وأحداثه لطيفه، كنت عايزة أنكد بس اتراجعت ع أخر خطوة، أبقى ننكد الفصل الجاي بقا.
أسيبكم مع البارت رأيكم وتوقعاتكم..
قراءة ممتعة.
دمتم بخير سُكراتي.
#مملكة_الشياطين.
#قلوب_مكبلة_بوثاق_الحب.
#مُنى_عيد.
#يتبع...






مملكة الشياطين.   "قلوب مكبلة بوثاق الحب"   _ منى عيد محمد Where stories live. Discover now