الفصل الثــالث

8K 189 8
                                    

#الفصل_الثالــث.
#مملكة_الشياطين

"سبحان اللّه وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته.
سبحان اللّٰه وبحمده سبحان اللّٰه العظيم" ♥️

__________________________

اهتدى أخيرًا لما فعلت "سيلا" ذلك من المؤكد أنها تغار.
وعند هذه اللحظة دخل يوسف وعمر يضحكان.
أردف عمر لـجاسر الشارد: بس أيه جاكلين دي طلعت صاروخ.. أنا بقول أروح أشقطها.
ضربه يوسف على رأسه بغيظ، واستطرد بتحذير: دا جاسر مش آسر يا غبي، دا هيقوم يعلقك ع بوابة الشركة.
وضع عمر كفه على رأسه متوجعًا: أه، يا عم نسيت.
بتر حديثهما ضحكات جاسر المفاجئة.
فطرفا إليه الاثنين كأنه تنين برأسين، لما يضحك هذا.
وعَ على نظراتهما المتسائلة، فصمت فجأة.
نظرا الاثنين لبعضهما وغمغم عمر: ألحق ابن خالك اتجنن.

وكأن هذا اليوم يوم المفاجآت، فسأل جاسر متنهدًا: أيه هي الغيرة؟
لم يأخذ الوقت ثواني ليفقها ما قال، فردد عمر وهو يجلس على المقعد أمام جاسر بفخر: أقولك أنا، أصل أنا فـ مواضيع البنات والغيرة حريف.
وضع ساقًا فوق الأخرى مستأنفًا حديثه وهو يعدل من رابطة عنقه: أقولك يا باشا، الغيرة دي زي شعلة نار جنب كوم قش، البنت بتبقى كيوت كدا وفـ حالها، لكن لو ريحة أنثى بس قربت من حبيبها بتقلب عم برعي البواب اللّٰه يسامحه مربي ليا الرعب واللّٰه، دي ممكن تقتلك وتقتلها وتقتل عم برعي البواب خليني أرتاح منه.
هنا قاطعه يوسف وقال: تعرف أزاي أنها بتغير؟
استرسل عمر قائلًا: لما تتجنن من غير سبب واضح، وتزعق كتير وتتعصب، يعني ممكن تعمل خناقة من مافيش، تبقى هتاكل أي بنت تتكلم عنها. وممكن تتخانق مع نفسها وتزعل منك، عادي خالص.
تشدق جاسر بسخرية: وأنت يا يوسف بيه، مش هتضيف حاجة؟
رد يوسف ببساطة: عشان أنا محبتش قبل كدا، ومش عايز أحب، فـ معرفش حاجة عن الغيرة.
قاطعه عمر: لا واللّٰه الدنجوان محبش.
صاح جاسر بحدة: بره أنتوا الاتنين.
انتفض كلاهما وخرجا سريعًا.
_________________

أرادت الخروج من قوقعة أحزانها، فخرجت فى زيارة لمزرعتهم، ألتقت بتلك الخالة الحنون.
أخذتها فى أحضانها، وبعدها جلستا على مقعد طويل مهترء بتلك المزرعة.
هتفت الخالة سليمة وهي تلقي الطعام للطيور أمامها: كيفك يا وداد يا بتي.
أجابتها وداد بنظرة حزينة: زينة يا خالة.
أخذت منها بعض الحبوب تلقيها للطيور واسترسلت بنبرة محتقنة بالبكاء: عيجوزوني الصعيدي يا خالة، هو جتل ولد عمي وأني واقفة وبعدها جاي يتجوزني، لاااه يا خالة معتجوزوش واصل.
ربت الخالة سليمة على ظهرها بحنو: إكدة الصوح يا بتي، أحسن من موال التار، والصعيدي زين الرجال وميتعابش بشيء واصل.
هبت بها هادرة: كيف يا خالة زين الرجال وهو ظالم والخلج كلياتها عتخاف منيه، كيف زين يا خالة، كيف؟
طوقتها بحب لتهدئتها: يا بتي الصعيدي مهواش ظالم، هو جوي وجوته ديه لازمن تبان يا بتي، أبوه مات وهو أصغير، فكان لازمن يجوى لأجل محدش يدوس عليه.

مملكة الشياطين.   "قلوب مكبلة بوثاق الحب"   _ منى عيد محمد Where stories live. Discover now