مملكة الشياطين. "قلوب مكبلة بوثاق الحب" _ منى عيد محمد

الفصل السادس والثلاثون.

#الفصل_السادس_والثلاثون.
#مملكة_الشياطين.

"أستغفر اللّٰه الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه،
بسم اللّٰه الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم."🧡

تدعي القوة دائمًا، تتصنع الشجاعة وتلبس ثوب الشراسة ولكن الآن فقد خمدت قوتها وتبخرت شجاعتها لتبقى حبيسة الخوف، جسدها يبرد شيئًا فشيء، ورغم ذلك فمازالت تتمسك بطرف شراستها لتنظر للمقيد بجانبها مثلها تقول:
_ رامي أنا عايزة أعرف أزاي اتكشفنا؟ كل حاجة كانت ماشية صح وخلاص ع أساس أننا هنسافر النهاردة!
طرف إليها بأسف يجيبها بقهر على حالهما:
_ كل دا حصل بسببي.
تطلعت إليه بإهتمام وتحفز جسدها ليستأنف يقص عليها بندم وحسرة:
_ فـ مرة وأنا بكلمك سمعني واحد صحبي شغال معانا فـ الشركة، فقالي أنه هيساعدني بس عايز الفلاشة، سألته أن كان هيسلمها للشرطة فهو قالي أني مليش دخل بحاجة أسلمه الفلاشة وفـ المقابل هاخد منه فلوس كتيرة وكمان هنكون بأمان.
أخذ نفسًا عميقًا متأوهًا من أثر الضرب الذي تلقاه واسترسل:
_ يعني قلت مش مهم المهم أننا هنكون بأمان، والفلاشة مش هترجع لصاحب الشركة، هو قال أنه هيسلمها للشرطة بنفسه بس بعد ما يستفاد منها الأول وأنا بكل غباء مسألتش وكمان صدقته، لكن الخاين ابن*** قال للزعيم علينا واتفق معاه.
_ طب مش كان من السهل أنه يستنى لحد ما أنت اللي تجبله الفلاشة وكدا كدا هتوصل للزعيم "لاك"، وأنت مسلمتهاش له ليه؟
سألته تسنيم مستنكرة فأجابها بنظرات تغفل عنها، نظرات دافئة يشوبها الندم:
_ عشانك.
_ أيه!
هز رأسه يقول:
_ أيوة يا تسنيم، مقدرتش أخدعك وكان صعب عليا أشوف نظراتك دي، تسنيم أنا ديمًا معاكِ ودي لأول مرة تحصل فمستحقر نفسي أوي
تشدقت بسخرية لاذعة:
_ قصدك تفهمني أنك بتحبني!
_ دا فعلًا اللي حصل، أنا بحبك.
ردت بقسوة قتلته:
_ أنا ما بيهمنيش الكلام دا، المهم أيه اللي حصل بعدها؟
أكمل رامي حديثه:
_ لما كلمت صحبي ورفضت عرضه، قال للزعيم لاك، والباقي أنتِ عارفاه.
أرجعت رأسها للخلف وعقلها يعج بالعديد من التخيلات التي قد تتلقاها هي ورامي، وقد رحل عقلها إلى أيامها السابقة بإيطاليا وكيف عملت بشركة الزعيم "لاك" فهو رجل أعمال معروف بإيطاليا ولكن بعض الأعمال السيئة لطخت سيرته، ولأن تسنيم صحفية مولعة بمهنتها التي تعشقها حد الجنون، دخلت الشركة تعمل بها كموظفة عادية حتى تتمكن من العثور على بعض المعلومات التي تفيدها فى عملها ولكنها اصتدمت بالعديد من الحقائق الأخرى التي تدين صاحب الشركة "لاك" وهذا زادها جنونًا وإصرارًا على إتمام مهمتها ولحسن حظها اكتشف رامي أمرها فهي كانت تعمل تحت قيادته وكان يتمسك ببضع خيوط من ضميره فقرر مساعدتها وعندما حصلت على المعلومات اللازمة وكل الجرائم الفادحة التي ارتكبها بفظاعة وجحود، علم صاحب الشركة بأن أحدهم يتلصص عليه ولكنه لإنشغاله لم يعلم من هي، فلذلك اقترح عليها رامي الرحيل لمصر حتى تهدأ الأمور وبعدها يسلما تلك المعلومات للشرطة.
_____&&_&&&
الجميع فى حالة من الخوف والقلق يدعوا اللّٰه أن تكون بخير، أما نور فمازالت تبكي جالسة على الأرضية، هتفت ليلى وقد ألمتها حالة نور:
_ ياسين معلش طلع نور أوضتها تغسل وشها وترتاح شوية يا بني.
اومأ لها وتوجه ناحية نور ليشدها من ذراعيها برفق وصعد بها لغرفتها، جلس على فراشها بينما دخلت هي الحمام غسلت وجهها وابدلت ثيابها، وخرجت متوجهة ناحيته بصمت، جلست بجانبه لدقائق فوضع ياسين كفه على كتفها يربت عليه لتزحف بقوة تجاهه تضم نفسها له وأخذت تبكي بقوة عارمة تهذي:
_ أنا السبب يا ياسين، أنا ساعدتها فـ جنانها دا، أنا وحشة صح؟
ترقرقت العبرات بمقلتيه واحتضنها أكثر يهدئها قائلًا برفق ينفي قولها:
_ ما أنتيش السبب يا نورسين، أنتِ مش وحشة خالص.
ظل يربت على جسدها حتى غفيت بين ذراعيه، ظل يتأملها بعشق هائم، عشق تملكه منذ الصغر، أحبها رغم بعدها عنهم فهي عاشت سنوات طوال مع والدها، مددها على السرير بلطف بالغ ولثم جبينها بعمق ونزل ليقبل وجنتيها برقة، ابتعد عنها فهو إن ظل للحظات أخرى لن يستطع الإبتعاد أبدًا.
_______
_ مرحبًا عزيزتي سنيوريتا، أوه لا أصدق أن من فعلت هذا بي واستغفلتني كانت فتاة مصرية!
قالها "لاك" بنبرة هازئة كريهة بالنسبة لها فقالت مبتسمة بثقة:
_ أنت لم تعرف بعد قوة المرأة المصرية سيد "لاك".
لطمها بقوة على وجهها فنزفت شفتاها دمًا، فتلوى رامي مزمجرًا بغضب، فضحك لاك بسخرية متشدقًا:
_ لا لا صاح، أعتقد أنك تحبها أليس كذلك.
دنا منها لتلفح أنفاسه الكريهة أنفها لتبعد وجهها عنه فقال بشر:
_ حلوتي حان الآن موعد حديثنا الجدي، أين تلك الأسطوانة التي تحتفظين بها؟
صمتت تسنيم وملامح وجهها تعلن نفورها من أقترابه، إغتاظ من صمتها فامسكها من حجابها الذي إنزاح ليكشف جزءً من شعرها يقول بفحيح:
_ إن لم تخبريني سأقتل عشيقك.
ردت ببرود جمد رامي:
_ هو لم يكن عشيقًا لي يومًا واحدًا.
قال بخبث:
_ ربما عائلتك ستكون ضحية لشغب فتاة خرقاء مثلك تسنيم!
صدمت وإزداد رجيف قلبها تقول بتلعثم:
_ تـ تـ تقصد....
بتر حديثها ضاحكًا بلا مرح يقول بفحيح أفعى:
_ نعم عزيزتي، أفعلها دون أن يرف لي جفنًا.
امسك بفكها يحثها على الحديث بهدوء عاصف:
_ هيا عزيزتي أخبريني أين تحتفظين بها؟
أجابت على مضض فلا مفر منه:
_ توجد فى القصر، مع عائلتي، ولكن أقسم لي أنك لن تأذيهم ولو مقدار أنملة.
هز رأسه يقول بدهاء ومكر:
_ بالطبع سيدتي.
قالها وهو يتحسس وجنتها لتبعدها بعنف عن مرمى كفه التي تستبيح بشرتها بخسة.
______
استمع جاسر لرنين هاتفه فأجاب سريعًا ظنًا منه أن أحد معارفه عرف أي معلومات عنها، ولكنه صدم برجل يتكلم الإيطالية قائلًا:
_ أهلًا سيد جاسر، أعرفك بذاتي، أنا "لاك" إن كنت لم تعرفني من قبل فالآن أنت تحظى فرصة التعرف على شخص مثلي.
تكلم بكل ثقة فسأله جاسر مستفسرًا:
_ عذرًا سيدي، لكني لا أعرفك وأظن أني لا أهتم لذلك.
ضحك لاك بسخرية متشدقًا:
_ ولكن أنا على يقين أنك ستهتم عندما تعلم ما الأمر الذي أحدثك فيه.
قال جاسر بلامبالاة:
_ لا أظن أن الأمر يهمني...
_ تسنيم شقيقتك....
سرت رجفة لجسد جاسر عندما استمع لاسمها فقال بإنتباه:
_ ماذا تقصد يا سيد؟
أخبره لاك من هو وطلب منه أن يرسل له الأسطوانة التي تحمل معلوماته مقابل رجوع تسنيم وعدم إبلاغ الشرطة بالأمر.
فقال جاسر:
_ أريد أن أتحدث مع تسنيم قليلًا للإطمئنان عليها وأعرف منها مكان الأسطوانة بالضبط.
أعطى لاك الهاتف لـتسنيم لتقول بلهفة باكية بأسف:
_ أنا آسفة يا جاسر، سامحوني..
قاطعها جاسر :
_ دا مش وقته يا تسنيم، المهم أنتِ بخير؟
_ أيوة يا جاسر، المهم الأسطوانة فـ أوضتي هتلاقيها وسط هدومي.
علق جاسر قائلًا:
_ تمام خلي بالك من نفسك وبلاش تهور، وأديني الكلب التاني.
أخذ لاك الهاتف منها يقول:
_ أعتقد أن كل شيء على ما يرام، تسلمني الأسطوانة مقابل تسنيم والأمان.
وافقه جاسر قائلًا:
_ حسنًا، ارسل لي الموقع والموعد وسأكون هناك.
أغلق الهاتف يأخذ أنفاسه كي تسترخي عضلات جسده المشدودة والجميع يلتفون حوله بخوف شديد وكادت قلوبهم أن تتوقف فصاحت سميحة ببكاء حارق:
_ بنتي مخطوفة من عصابة أجانب يا سميحة، هيقتولها يا أختي.
طمنها جاسر قائلًا وهو يحتضنها:
_ اهدي يا عمتي، متخافيش هتكون بخير، هنسلمه الفلاشة ونرجع تسنيم.
ربما لم يحسبونها جيدًا هذه المرة، فالأمر لا يبدو بهذه البساطة أبدًا...
________
تحدث آسر مع يوسف كي يخبره بالأمر، فعاد سريعًا من الصعيد وترك منتصر ينهي بعض أعماله ويلحق به، وصل سريعًا بقلب عاصف وغضبه يشتعل يكاد يحرق الأخضر واليابس.
استعد جاسر وأخذ الأسطوانة وذهب لملاقاة الزعيم "لاك".
ضربات قلبه تزداد كلما اقترب من المكان المقصود، يدعو اللّٰه أن يمر الأمر بسلام ويعود مع تسنيم.
_____________
استيقظت بخمول وجسدها متشنجًا فما حدث اتعب جسدها، خوفها وشعورها بالذنب يستوطن قلبها، نزلت لأسفل تبحث عن ياسين ولكنها تذكرت أنه تلقى مكالمة بعدما صعدا لغرفتها يطلبونه فى المشفى لأمر هام، وجدت بعض الجلبة والصراخ، اختض قلبها وكاد أن ينقلع من صدرها، ركضت لردهة القصر، فصدر صوت إطلاق نار، وضعت كفيها على وجهها صارخة، للحظات وفتحت عيناها ببطء عندما قبض أحدهم على كتفها لتجد رجل ضخم الجثة يقف أمامها ورجال أخرين يقبضون على نادين ورضوى وسيلا، اللاتي تبكين بقوة وجسد يوسف ملقى أرضًا وقد غطته الدماء، لحظات فقط لتستوعب ما يحدث أمامها، بكت الأخرى تصرخ باسم يوسف، ولكن هؤلاء الوحوش الذين لقبوا بالبشر خطأً أخذهن قسرًا معهم.
___________________
على بضع مترات قليلة، وقف جاسر بسيارته عندما استمع لأزيز هاتفه، تلقى ما أصابه الجمود وقد جحظت عيناه ليعود سريعًا للقصر...
وصل الزعيم "لاك"، لعن تحت أنفاسه عندما لم يجد جاسر، فغمغم بغضب:
_ الوغد علم سريعًا بخطتي.
سأله أحد رجاله:
_ لماذا سيدي فعلت هذا، أقصد خطفت عائلته؟
ضحك "لاك" بشر يقول:
_ لأني لم أثق بهؤلاء الحمقى أبدًا، وجود عائلته تحت قبضتي يجعلني فى موضع قوة، سيعود لي راكعًا يتوسل أن أترك له عائلته، ووقتها سأقتله هو أولًا، وبذلك سأضمن الأمان لي ولمعلوماتي الثمينة.
ختم حديثه ضاحكًا وعيناه تزداد جحيمًا، وأنفاسه تنفث نارًا يقسم أنه سيحرقهم به.
___&&&&&&&&&&&&.
_ منورين يا رجالة.
قالتها نور بمرح لتوبخها سيلا بعنف:
_ هو دا وقت هزار يا نور! أحنا مربوطين ويوسف مضروب بالرصاص فـ القصر.
شهقت تسنيم ونظرت لهن تهتف بخوف:
_ يوسف حصله أيه؟ أنتِ قصدك أيه يا سيلا؟ أنا السبب...
بترت نور الباقي من حديثها تزجرها:
_ بت مش وقته ولولة يا أختي، يوسف مضربش بالرصاص، لحسن حظه الرصاصة عدت من جنبه، أنا أساسًا لما دخلت وقفت جنبه.
حمدت تسنيم ربها فقالت بشك:
_ نور أنتِ متأكدة من دا؟
_ أيوة واللّٰه، هو بس تلاقيه تعب من كتر الضرب.
صاحت تسنيم برضوى الساكنة محلها مقيدة بالكرسي:
_ أيه يا ست رضوى مش هتشاركينا ولا أيه؟
صمتت رضوى ولكن قلبها يتلو القرآن والأذكار، فعلقت نور:
_ ادعيلنا يا رضوى باللّٰه نطلع بخير من هنا.
صمتت قليلًا ثم تفوهت بإستدراك:
_ وأنت يا أخ، زيارة هنا ولا أيه؟
طرف إليها رامي في دهشة وداخله يردد "ما بها تلك الحمقاء!"
ضحكت تسنيم تقول بمزاح:
_ واللّٰه يا نور لو كنت أعرف أنك هتخففي عليا كدا كنت قلتلهم أنك شريكتي.
عقبت نور بمرح:
_ حبيبتي أوي يعني مفيش كلام.
___::_________________
قبل ساعة تقريبًا فى القصر، حرك يوسف جسده بصعوبة وأخذ يسعل بشدة، مسح على وجهه وبحركات بطيئة استل هاتفه من جيبه ضغط على اسم جاسر ليأتيه صوته فقال يوسف بتلعثم وهو يسعل:
_ جـ.. جا  سر، البنات اتخطفوا....
حاول أن ينهض ولكنه سقط مرة أخرى فتأوه بعنف يلعن تلك الوحوش الضارية، وبنفس اللحظة دخلت كريمة لتشهق بصوت عالي، فجاء إليها منتصر سريعًا الذي كان يتفحص القصر وما أصبح عليه من فوضى.
ساعده منتصر على الجلوس ونظرت كريمة لهند تهتف بها:
_ روحي هاتي ميه ليوسف يا هند.
ركضت هند سريعًا لتحضر له الماء ووسط كل ما يحدث لم ينس أن يبتسم لها بعشق فرح بها..
__________&
وصل جاسر القصر ووجد الجميع ملتفون حول يوسف والقلق أخذ نصيبه الأكبر من قلوبهم، كانت تسنيم وحدها ولكن الآن جميع الفتيات، هتف جاسر بغضب:
_ كنتوا فين لما حصل كل دا، عايز افهم؟
أجابت والدته وهي تبكي:
_ عمتك سميحة الضغط علي عليها وخدتها المستشفى، وأبوك وآسر مجوش من الشركة، وسيف من وقت ما خرج مرجعش.
ضغط على أسنانه بغيظ بينما هتف يوسف بصعوبة:
_ اقتحموا القصر مرة واحدة، وكانوا خمس رجالة خنازير مبيتفاهموش خالص، حاولت وأديك شايف النتيجة.
همست هند فى نفسها تحزنًا على حالته:
_ يا عيني عليك، مفكش حتة سليمة!
رن هاتف جاسر ففتحه ليستقبل صوت "لاك" الساخر:
_ أعلم أن مفاجأتي أسعدتك سيد جاسر، والآن لا يوجد أمامك غير تسليم الأسطوانة لي بطواعية وإلا... أنت تعلم الباقي.
ضحك جاسر وقال ببرود أدهش الطرف الآخر:
_ بهذه الطريقة التي جعلتها إنتصار لك فهي لم تكن نقطة ضعفي سيد "لاك"، لن تهددني بالفتيات، الوحيدة التي تخصني هي زوجتي، وأحب أن أعلمك شيئًا سيدي، لا يهمني أمرها البتة، فمن السهل علي الزواج بأخرى، ربما حظك عاسر هذه المرة "لاك".....

يلا بسرعااااااه رأيكم وتوقعاتكم.
تفتكروا هينجوا أزاي من المصيبة دي؟!
انتظروا البارت الجاي بكل أحداثه وأكشناته وسانبنسه وسلطاته وبابا.... هو أنا بقول أيه!
المهم قراءة ممتعة.
دمتم بخير سُكراتي. ♥️

#مملكة_الشياطين.
#قلوب_مكبلة_بوثاق_الحب.
#مُنى_عيد.
#يتبع....