الفصل الســابع.

3.8K 139 4
                                    


#الفصل_الســابع.
#مملكة_الشياطين.

"اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك، اللهم لك الحمد حتى ترضى ولك الحمد إذا رضيت ولك الحمد بعد الرضا.
اللهم صل وسلم وزد وبارك على سيدنا محمد."🧡

تأكل الغيرة الجسد كما تأكل النار الحطب، وتهشم جزءًا من القلب، وهذا ما حدث مع الصعيدي، فرؤيته لوداد مع ابن عمها كأنه ابتلع جمرًا حرق أحشائه، ولا يخمدها إلا بنفيه من الوجود!

قبض الصعيدي على تلابيب منصور بقوة، ومن ثم لكمه بقوة فى وجهه أطاحت به: أني عخبرك كيف تجرب منيها، وداد ليا أني وبس.
وهم بلكمه ثانية فصدها منصور بقوة وصاح به: وداد بت عمي وأني أولى بيها، وهي رافضاك يا منتصر أنت عتتجوزها غصبنية..
ترددت جملته فى عقله لعدة ثوانٍ، وهنا إزدادت نيران قلبه محطمة أخر ذرات تعقله فقبض يده وبقوة وعنف وهم بتسديدها لوجه منصور، وعندما رأت وداد حالة منتصر المرعبة ونظراته المشعة بالقسوة كاشفة عن جانبه الشيطاني الذي تعرفه حق المعرفة، فوقفت حائل بينهما صارخة: بكفياكم عاد، أني تعبت منيكم.
أبعدها منتصر برفق بالرغم من غضبه المتمكن منه بشدة، وجذبها خلف ظهره، وعاد لذلك القابع بين يديه يحاول نزع نفسه من قبضته المميتة.
استغل منصور إنشغاله ولكمه على أنفه بقوة أدت إلى نزيفه فارتجف قلب وداد وعلمت بنهاية ابن عمها الوشيكة من ذلك القلب الشيطاني الذي يملكه منتصر الصعيدي، فتداركت الموقف سريعًا وأول ما مر ببالها حديث الخالة سليمة بالتودد له، فلتجرب إذن!
وقفت بينهما مرة أخرى ونظرت لمنتصر بوداعة وتوسل قائلة: بعد عنيه يا منتصر ربنا يرضى عنيك بعد عنيه وأني معجربش منيه واصل ولا هو كومان.
حديثها الرقيق أطاح بقلبه المتلهف حتى ولو لحرف واحد منها، ردد حروفها المتألقة على شفتيها ببطء وتمهل كمن يتذوقها، أقالت منتصر!
انفرجت شفتيها عن حروف اسمه!
وكشارب للخمر متغيبًا عن الواقع ترك تلابيب منصور من قبضتيه.
ظللت نظرات العشق مقلتيه وتعلقت بخاصتها بصمت طال يحسبه دهرًا من نعيم كان يفقده.
بينما تسلل منصور خفية وهرب عندما حثته وداد على ذلك بنظراتها إليه.
شق لحظاتهما المسلوبة من المؤاحنة المقيمة بينهما صهيل حصانه الأسود، رفع نظراته عنها ببطء شديد كأنه ينزعها نزعًا.
فقالت بإرتباك وريبة لإنهاء تلك اللحظة التي ستؤدي حتمًا لتعرية مشاعرها: أني معاودة على داري، بعد أذنك.
فقال بنبرة عاشقة: أذنك معاكِ يا ست الناس.
تحركت تحت نظراته المتأملة بلقاء أخر كجمال هذا اللقاء الذي يتلهفه القلب والروح.
___________________
________

وصلت دارها ودخلت دون حرف إلى غرفتها، أحست بأن قواها مهشمة بالية، أدت فرضها وهوت على فراشها بروح ممزقة وعقل مشتت وتختلج فى نفسها عدة مشاعر لا تعرف تفسيرها، ولكنها الآن توبخ نفسها وتنهرها بعنف على تلك الخطة السخيفة التي اتخذتها سبيلًا لها حتى تتقِ غضب الصعيدي على ابن عمها،
نهرت نفسها بشدة عاتية على نفسها: وااه بجيتي نخاعة كومان يا وداد "كدابة" عملتي كيف الممثلين!
صمتت لثانيتين وغلفت القسوة مقلتيها: لااه يا صعيدي مش وداد اللي تستسلم بسهولة إكدة واصل، يا أنا يا أنت يا ولد الصعيدي.
وسرعان ما تحولت حالتها للنقيض وما شعرت غير بسيل ساخن يشق طريقه على وجنتيها الناعمة ووقع عنها قناع القوة والصلابة ليكشف عن ضعفها الداخلي.
تكورت على فراشها تبكي حالها، تقر الآن بضعفها وقوة ما هي مقبلة عليه.

مملكة الشياطين.   "قلوب مكبلة بوثاق الحب"   _ منى عيد محمد Where stories live. Discover now