مملكة الشياطين. "قلوب مكبلة بوثاق الحب" _ منى عيد محمد

الفصل الخــامس

#الفصل_الخــامس.
#مملكة_الشياطين.

كانَ رسُول الله يُحب الفألَ الحسن ويُكثر من قول : أبْشِر !

صلُّوا عليهِ وأبشِروا ! 🧡

"الأهل، ذلك القلب النابض، والداعم الأول لنا، الأهل هم سيفنا المحارب وقت الحروب، ضحكاتنا الصافية، الحديث معهم كالغيث النافع الذي يروي ظمأنا، إليهم المتكأ".

مر ما يقارب شهر على على تلك المملكة دون أحداث تحتاج للتفاصيل، جاسر كعادته منغمس بأعماله التي لا تنتهي، وآسر يتقرب من نادين حتى لا يشعرها بأنها وحيدة، ورضوى على حالها مع ذلك الدكتور مالك الذي لا ينفك عن مضايقتها، ونورسيــن إزداد شغفها وصخبها بعد عودة تسنيم، أما سيف فكان السكون ملجأه وهذا أكثر ما يقلق.

_______

فى الصعيد، داخل تلك السرايا التي تشبه القصور الملكية أو أحد المتاحف الفرعونية بجمالها وتصميمها،
دخل الصعيدي محييًا والدته الجالسة ببهو السرايا: كيفك يا أماي؟
ردت عليه بلا تعابير واضحة: زينة يا صعيدي.
تنهد الصعيدي وجلس بجوارها قائلًا: مادامك جولتي يا صعيدي يبجى مارضياش عني يا حاجة كريمة.
إستدارت إليه واستطردت بلوم: رأسك ناشفة يا ولدي وطبعك واعر والصبية مش قدك يا ولدي، وداد جوية يا ولدي ولازملها واحد حنين. أني خايفة عليها.
طرف إليها بعتاب: وااه يأم الصعيدي، خايفة عليها مني عاد، هو أني وحش يا أماي ولا شايفاني جتال جتلة.
هم بالنهوض فأمسكت بذراعه وقالت بنبرة يغلفها الخوف: لاه يا ولدي لاه، أني معيزاش أنك تظلم حد أو تغلط واصل.
نزع يداها من ذراعه بلطف ولثمها، يدرك ما يجوب فى عقل أمه تخشى أن يبطش على وداد أو يؤذيها ولا يعلم أن دموعها فقط تحرق قلبه المتلهف بحبها: أني ماشي يا أماي وراي مصالح، سلام عليكم.
أوقفته والدته بعدما تملكت منها عاطفتها لابنها درعها الحامي، وسيفها المقاتل.
تقدم منها بلفهة وأردف: جولي يا أماي جولتي أيه؟!
رددت مرة أخرى بحنو وهي تربت على صدغه بكفها بلطف: عجولك متعوقش يا منتصر لأجل الليلة عنروح لبيت عمك خلف نطلب يد وداد ليك، يا ولدي.
فما كان منه غير إحتضانها بصمت، شاكرًا إياها بهذا العناق الذي يبعث القوة والثقة له فمهما كبر سنه لازال يحتاج لعناق والدته الذي يلملم شتات نفسه وتقلباته.
_ يعني عيبجى عندنينا فرحين عاد.
قالتها هند وهي تصفق بحماس ضاحكة، ابتعد عن والدته وعانقها هي الأخرى بفرحة تحدته لتظهر على ملامحه الخشنة.
_____

كان يسير فى رواق الشركة بسرعة قاصدًا مكتب جاسر، دخل دون طرق الباب، وقال بتوتر: عرفت اللي حصل؟
وقف ناظرًا للجالس بهدوء مريب يعلم عواقبه جيدًا، فواصل حديثه عندما لم يتلقَ منه غير الصمت: أزاي حصل كدا! المشروع خلاص بح!
أخيرًا تحدى جاسر سكونه فقال بحيرة: مش عارف أيه اللي حصل! بالرغم من أن كل شيء كان مترتب ومحدش عارف بحقيقة المشروع غيرنا أنا وأنت وجاكلين، أنت قلت لحد؟
هز رأسه نافيًا: لا أبدًا، حتى يوسف ميعرفش.
دق الباب فكان يوسف فأذن له جاسر.
فقال بقلق: هنعمل أيه، وجاكلين هتوصل كمان نص ساعة.
زفر جاسر بغضب، بينما قال آسر: دا اللي كنت خايف منه.
نهض جاسر عن مقعده واستند بذارعيه على حافة المكتب وقد عاد إليه هدوئه: دا شيء متوقع أنها تعرف، ودي مش أول مرة تتاخد مننا صفقة.
قطعه يوسف: بس أنت بتقول أن دي أهم صفقة.
ردد مؤكدًا بإقتضاب: فعلًا.
صمت مفكرًا بينما يتابعاه الأخرين بتعجب من هدوء، ثم استرسل: متستغربوش، أنا عامل حسابي لأني كنت متوقع مشكلة زي كدا، لكن المهم دلوقتي إزاي منخسرش صفقات تاني ونوقفهم عند حدهم، أو نوقفه!
فرغ يوسف فاه بصدمه فقال: نوقفه!
هتف آسر مستنتجًا: يعني كل الصفقات خدها واحد بس، يعني مقصودة.
أومأ جاسر مؤكدًا وقال: ابعتوا لـعمر لحد ما تيجي جاكلين عشان هنعمل إجتماع.