إقتباس من الرواية الجديدة.

480 13 6
                                    

إقتباس من الرواية الجديدة.
ترقبوا الملحمة الصعيدية الواعرة. 💥😊

_ بلاها سلاح يا ولدي خلونا نتحدتوا بالعجل.
وافقه عاكف في احترام له وتوقير وأكد على ما قاله بقوله:
_ كيف ما تريد يا عمي، كلمتك فوق روسنا كلنا.
هز العم رأسه بإستحسان لرأي عاكف الصواب دومًا، فهو الكبير من بعد جده وزمام الأمور تقبع في قبضة يده، فهو القوة والسلطة والعنفوان، رجل بحق.
وقف العم المسن يتكأ على عصاه فساعده سليم حتى خرج من الغرفة الشاسعة ذات العمد الباسق والزخارف الزاهية التي تسبي الألباب.
جلس سليم مكانه بهدوء انشق بصوت عصا عاكف التي طرقت الأرض بقوة يلفت انتباههم، فأجلى حلقه متنحنحًا قبل أن يقول بقوة:
_ كيف ما قال عمكم من هبابة.. سلاح لاه..
ارتسم الاصرار على وجه قاسم ولمع الغموض بعينيه مشمرًا عن ساعديه فيما علق بجدية:
_ قال سلاح لاه، وأحنا تحت أمره.
أضاف إسلام الذي بزغت بسمة جانبية من شفتيه، بسمة بعيدة كل البعد عن المرح، فهي نذير شر فأن الصيحة العاتية قريبة جدًا:
_ لكن مقالش نستخدموا عضلاتنا؟ حق يا ولد عمي دي أقوى من أيتها سلاح..
ربت على عضلات ذراعيه المنتفخة في فخر وقد افتر وجهه في بسمة غرور انبثقت من قوته التي يكتسبها من عمله بالأرض ومع الخيول.
اعترض عاكف مهديًا ثيرانهم التي أوشكت على قطع عقالها والطيح بالعالم، ولكنه لم يكن صادقًا في تهدأته فهو أكثر ثوارنًا منهم ولكنه مازال جزءًا من عقله يتحكم فيه، ليس كإسلام فاقد العقل تمامًا وقد وضع ذراعيه مكانه، أو كقاسم الذي ينفي كل ذرات تعقل به عندما الأمر يمس عائلته، ولكن سليم.. يسمع بلا كلمة يعد الضحايا بعقله ويتحسر على نفسه.
_ بكفياكم يا رجالة، الحديت ده ليه وجته.. الصباح رباح.
لم تكن مجرد كلمة، بل كانت وعيدًا لدمار عات يحوم فوق نجع الغرباوي وأولاده، هم الدمار بحد ذاته.
وقد لاحظ سليم الشرر القابع بأعينهم، فوقف على عجالة وهو ينسحب قائلًا:
_ طيب سلام عليكم بقا أنا هروح أفتح العيادة وأشوف المسلتزمات والإسعافات للحرب دي.

ركضت سنية بلهفة التي كانت تتلصص عليهم وترتسم بسمة منتشية على محياها، فهي قد عرفت سر أولاد الغرباوي وما يتحاورون حوله، فتحت الباب بعنف غير مقصود وهي تصيح:
_ دا شكلها عتبجى حرب يا ست جويرية.
انتظرت تعليق جويرية التي كانت شاردة بالمرآة أمامها وشعرها منسدلًا على ظهرها وتتأرجح ألوانه ما بين الأصفر والبني الفاتح بتموج يخطف قلب من يراه من كثافته وطوله، تلف خصلة منه حول أصابعها فضمت جويرية شفتيها والتفتت لسنية وهي تسأل بفضول بعدما قطعت شرودها:
_ حرب ليه عاد يا خالة سنية؟
جلست سنية أمامها على الأرضية وضمت ساقيها تحتها وأجابتها بلهفة، رغم إنها تخبرها بحرب وشيكة:
_ عاكف بيه وولاد عمك تحت كانوا عيقولوا إكده ودا اللي سمعته..
لم تهتم جويرية بحربهم، منذ متى أساسًا وهم يعرفوا معنى السلام!
دائمًا حروب.
ولذلك لم تهتم وهي تقول لسنية:
_ قومي يا خالة سرحيلي شعري، كأنها أول مرة يعني!
أي رأيكم بقا فـ أبطالنا الخطيرين؟



Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.
مملكة الشياطين.   "قلوب مكبلة بوثاق الحب"   _ منى عيد محمد Where stories live. Discover now