مملكة الشياطين. "قلوب مكبلة بوثاق الحب" _ منى عيد محمد

الفصل العــاشر

#الفصل_العاشر.
#مملكة_الشياطين.

"أستغفر اللّٰه الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه."🧡

"أشرقت الأرض بنور ربها، لتنير ظلمة حياتهم كاشفة عن بداية يوم جديد محفل بالصخب، يوم تختلف الحياة بعده لتعلن عن شخصهم أكثر."

_ صباحو عسل يا عمتو.
قالتها نور وهي تنزل الدرج ممسكة بكوب من الشاي ترتشفه بتلذذ مع تلك الأجواء النسيمية الرائعة، ردت عليها كريمة ببشاشة وهي تعانقها: صباحك جمر كيفك يا نور، تعالي أقعدي يا بتي أمعاي هبابة.
سألت نور: أمال فين ياسين؟
قبل أن تجيبها كريمة كان يلتقط منها كوب الشاي ويرتشف منه قائلًا: أني إهنه.
سحرت من هيئته هذه، فطلته بالجلباب الصعيدي ساحرة فقالت دون وعي: بحبك أوي يا ياسين فـ الصعيدي.
طرف إليها بصدمة، فاستدركت ما قالت فصححته بإرتباك: قصدي بحب الجلابية الصعيدي وحلوة وأنت لابسها.
رحمها من إرتباكها وتلعثم حروفها على شفتيها، وتقوست شفتيه ببسمة عابثة وقال: زين جوي جوي الشاي ديه.
ابتسمت له وعادت تقول: أيه مش هتلففني الصعيد يا عمدة؟
_ روحي ألبسي وتعالي.
نظرت لذاتها وقالت: أنا لابسة أهو.
نظر له بنظرة خاطفة وقال: لاه البس ده ميصحش إهنه همي غيريه وانزلي.
عادت تعانده: مالوا اللبس ما أنا لابسة جيبة وطرحة أيه تاني.
_ الجيبة ضيقة يا نورسين، وإهنه الصعيد يعني لبسك دا هيلفت نظر الناس ليكِ.
دبدبت الأرض بقدميها حانقة وحدجته بتوسل، فجلس هو منتظرًا ما تفعل فقال: خلاص مش هنتحرك من إهنه واصل.
ما إن سمعت قوله حتى ركضت لأعلى سريعًا تبدل ثيابها، بعد ربع ساعة كانت تنزل الدرج بفرحة فوصل لمسامعها حديث سيدتين تشتغلا فى السرايا، فقالت إحداهما: مش دي بت أميرة.
لوت الأخرى شفتيها وقالت بسخرية: هي يا خيتي نفس الشكل والطباع كمانت.
عادت الأولى تقول: جالوا أنها هملت جوزها وبتها لأجل راجل غريب.
_ اقفلي خشمك يا خيتي ربنا يحفظ ولايانا عاد.
كملت نور نزولها تتخبطها بعض الأفكار، لما العالم كله يحكم عليها من أهلها لمَ لا يعرفونها هي ويحكمون عليها من طباعها لا من أهلها، انتبهت على حديث ياسين القائل: إكدة زين، مالك يا نورسين.
هتفت بضياع: هاا، لا مفيش يلا نمشي.
_ استنى.
أحضر لها وشاح أسود طويل وناولها إياه فقالت بتعجب: أيه دا.
_ حطيه ع رأسك.
= ما أنا لابسة طرحة أهو
نظر لها بتحذير فوضعته دون جدال وخرجت معه، فكانت هيئتها ساحرة بفستانها الوردي الفضفاض وفوقه الوشاح الأسود الذي كشف عن جمالها أكثر وأكثر.
_______________

_ ألو يا هانم، حضرتك بتستجمي هناك ومرتاحة وكل خططنا بتضيع هنا، وكلهم مبسوطين.
تشدق بها سيف وهو يهاتف والدته بنبرة يشوبها الغضب.
فقالت: أيه اللي حصل يعني يا سيف لكل دا، أيه اللي جد يعني، خليهم يفرحوا يومين...
ابتلعت الباقي من حديثها عندما وصل لها قهقهاته الساخرة: حرام يا صافي هانم شكلك متعرفيش أن جاسر خطب بنت كامل بيه.
صدمت! لا لا بل صعقت وقالت بعدم تصديق: أنت بتقول أيه لا طبعًا، مش مصدقة!
_ لا صدقي يا ماما دا كمان ناوي يتجوزها قريب أوي.
تحدثت بغضب جم يأكل جسدها وصرخت: اقفل يا سيف أقفل، ورحمة أبوك يا سيف لأكون مطربقة الدنيا ع دماغهم السوفاج دول.
أغلق الهاتف وأخرج من جيبه سيجار يشعله لينفث غضبه به لاعنًا العالم من حوله.
________________