إقتباس.

138 3 4
                                    

_ حمزة.
انتبه لاسمه الذي خرج من بين شفتي أمه بتردد، فاعتدل بجلسته لها وتناول الخبز من الطبق يغمسه بالشاي وهو يقول:
_ خير يا أم حمزة؟
_ فرح كانت بتعمل أي عندك بالليل؟
شرق وهو يرتشف الشاي وغصت اللقمة بحلقه وحملق بأمه في صدمة جلية على ملامحه حتى تلاقى حاجبيه.
صمت يفكر في جواب لأمه المنتظرة، ولكن ما رده عليها؟ أيخبرها حقيقة ما كانت تفعله به فرح في هذا الوقت..
داعبت وجهه ابتسامة هازئة وسرعان ما أخفاها وهو يقول بمراوغة:
_ مالها فرح ياما؟
عادت لتقول مرة أخرى تتسائل بإلحاح وخوف يضرب جنبات قلبها:
_ أنا شايفة فرح نازلة من عندك وهدومها مبهدلة وشعرها منكوش، عملت أي فـ البت يا حمزة؟
تقلقلت من صمته وخشت أن يكون ابنها استغل الفتاة فتوحشت نبرتها قليلًا وهي تقول بتأهب ومرارة إن كان ابنها لمس فرح:
_ قولي يا حمزة، أوعى تكون استغليتها يا بني، إياك.
غضب حمزة وانتفض واقفًا بطوله الفارع أمام والدته وقال بتبرم:
_ أي اللي أنتِ بتقوليه دا ياما! استغلها أي بس، دي فرح بنتي الصغيرة.
_ أمال كانت نازلة من عندك بالليل بحالتها دي ليه؟
عجز عن قول الحقيقة، ماذا يخبرها؟
أنها صعدت إليه لتغريه بقمصيها وتخبره بحبها!
يعلم تمام العلم بأن فرح لم تكن يومًا فتاة سيئة الخلق فهو كان يشرف على تربيتها، ولكن جنون العشق لعب بعقلها الصغير.
عندما لم تسمع أمه رده فصكت صدرها وشهقت صائحة بقهر وخوف:
_ يبقى حصل يابن بطني، حصل واستغليت براءة البت وهي قطة مغمضة ولمستها، البت اللي عايشة أمانة عندنا استغليتها يا حمزة، مكنتش أتوقع إنك كدا يا بني.
كاد أن يضحك على كلمات أمه، من هي تلك البريئة والمغمضة مثلما تقول أمه.
فرح يا أمي لم تكن قطة مغمضة، بل فتاة صارخة الأنوثة متجبرة على قلبه العاصي والمتمرد على وعده لنفسه.
لو كنتِ رأيتِ فرح البارحة أمي وهو تعرض جسدها بكرم علي، وكيف ضعف ابنك للحظات تحت سحر إغواءها، فهي كليلة شتوية عاصفة، تعصف بقلبه بمطرها، ترعد عندما تحزن وتبرق بفرحتها.
فرحه من الحياة وقسوتها.
تلك التي ظن بأنه سيظل أب لها، عشقها ويقاتله حبها.
ولكن كيف يخبر العالم بذلك؟
أمسك بكفي أمه بين يديه ولثمهما في تؤدة وقال بنبرة أجشة لينة:
_ أنتِ تصدقي أن ابنك يعمل كدا يا أم حمزة؟ حمزة يستغل طفلة مغمضة زي ما بتقولي ويقرب منها بالندالة والوساخة دي؟
هزت رأسها بلا وراحت تقول مؤكدة في ثقة بابنها، ولكنه تحت أي ظرف رجل ولديه رغبات الرجال وفرح جميلة وثمرة يانعة تحت يديه وهو صاحب تلك الثمرة، لعب الشيطان بعقلها بأن ابنها قد يفعلها تحت سحر جمالها، والذي أدركته مبكرًا ولذلك أبعدتها عن حمزة حتى لا يقعا بالمحظور:
_ لا يا بني، لو الناس كلها أكدت على دا أنا مستحيل أصدق، أنت مستحيل تعملها، بس سامحني يا بني، أكيد أنت فاهم.
زفر بارتياح وقال:
_ خلاص ياما يبقى اطمني.
_ بس برضو مقلتش يا حمزة فرح كانت بتعمل أي عندك بالليل.
الفضول يقتلها رغم اطمئنانها من جهة ابنها، ولكنه لم يعطها ما تريده.
_ طيش ياما، بنت صغيرة مراهقة وتصرفاتها مش محسوبة.. اللّٰه يباركلك يا أم حمزة خلي بالك منها.
هزت رأسها لثوان وشردت بعيدًا ورغم ذلك حمزة كان محور تفكيرها، فهي لا أحد لها غيره.. وفرح.
للآن لا تستوعب إنه سيأتي يوم وتتزوج فرح وتتركها:
_ حمزة، ما تتجوز فرح يا بني.
صدم من جملة أمه المباغتة، فهذه مرتها الأولى تقول شيئًا كهذا، فهي تعلم بأن فرح مسؤليته فقط.
عندما طرف إليها بدهشة وانزعاج، بررت بتراجع:
_ أهو بدل ما تروح لحد غريب يعني وتبعد عني.
ضيق عينيه ولوى شفتيه متفاجئًا تمامًا من تفكير أمه، فهو بالرغم من إدراكه الكامل أنه يحبها إلا إنه لم يفكر في الزواج منها مطلقًا.. فهذا ضرب من الجنون.
_ أمي اللّٰه يسترك، أنا مش عايز كلام ملوش لازمة وأنتِ عارفة كويس إن فرح مسؤليتي وبس، ومش بفكر فيها كدا.
هتلاقوا الرواية على كوكب باقي كام فصل وتخلص.
https://www.kawkablit.com/h5/#/pages/novel/info?tid=undefined&nid=2482&kawkab_code=novel_2482.
وهسيب اللينك فـ المحادثات. 💜🌏

مملكة الشياطين.   "قلوب مكبلة بوثاق الحب"   _ منى عيد محمد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن