الفصل الثامن: غبيٌ جداً

732 46 10
                                    

"برايت لماذا نشرت تلك الصورة وأنا موجود بها!" صرختُ على الشخص الذي بجانبي لكنهُ مشغول بالقيادة ووجههُ جامد كالعادة. ثمَّ نظر إليَّ لثانية ثمَّ ركز مرةً أخرى أمام عجلة القيادة. واو إنهُ مزعج!

"ماذا عنها؟" لقد قالها بوضوحٍ فقط وأنا استسلمت.

ليس الأمر أنها مشكلة كبيرة، لكنني لا أفهم لماذا يتعين عليه أنْ يضمني في الصورة. كان بإمكانه فقط التقاط المنظر ثمَّ نشره. الآن، يبدو الأمر كما لو أنني حبيبه. لكنها ليست كذلك!!!

أدرتُ عينيَّ مع الفكرة وتمت مقاطعتي عندما سمعتهُ يضحك ضحكة مكتومة. والآن هو يغيظني. "ماذا؟" سخرتُ ومددتُ شفتيَّ للأمام.

"تبدو لطيفاً عندما تكون غاضباً." ضَحَكَ وأنا حقاً ذُهِلتْ. أشعرُ بأذني تحترق لكنني حاولت قمعها ونظرتُ بعيداً. يجب أن يتوقف عن جعلي أخجل مثل هذا بينما في الحقيقة نحنُ مجرد أصدقاء. يا إلهي، سأكون مجنوناً الآن.

"اخرس." قلتُ لهُ ذلك وحدقتُ في المباني التي بدأت تحيطها الظلمة حيثُ تحولت الأماكن المحيطة بها إلى ظلام. الساعة تقارب السابعة والنصف مساءً الآن وعندئذٍ تضاء الشوارع بأضواءٍ برتقالية قادمة من مصابيح الأعمدة والمركبات المارة.

بدت المدينة أكثر ازدحاماً كالمعتاد مع بدء الليل، حتى لو كانت عطلة نهاية الأسبوع.

"هل أنتَ جائع بالفعل؟" انكسر الصمت عندما تحدث الشخص الذي بجانبي بينما كان ينظر إليَّ. كانت شفتيه تنحنيان في ابتسامة عندما أومأتُ برأسي ولا أستطيع حتى التحدث بسبب الكتلة الموجودة داخل حلقي. أشعرُ بالخجل من التواجد حوله، ولا أعرف حتى السبب. ربما لأنهُ أصبح شخصاً لستُ على درايةٍ به؟ الطريقة التي يتحدث بها معي، والطريقة التي يتصرف بها حولي – كل شيء جديد، مختلف، وغريب.

بقدر ما أريد أن أسأل ما الذي يحدث معهُ، فقد يسيء إليه أو أنهُ لا يستحق السؤال. وأنا فقط سوف أتركه يفعل ما يريد. سأذهب مع التيار، كما هو الحال دائماً.

عندما رأيتُ فندق سوفيتيل* ونحنُ نقترب من سوخومفيت*، عرفتُ على الفور إلى أين نحنُ ذاهبون. "يا برايت أنا –"

"نعم وِينّ." لقد ابتسم لي بصدق وأنا أحاول معالجة ما يجري. ثمَّ توجه مباشرةً إلى ساحة انتظار المبنى الضخم وفتح لي الباب. أمسكتُ بحقيبتي من المقعد الخلفي ونظر إليَّ برايت بنظرة استجواب. "أنا حقاً بحاجة لإنهاء هذا." زفرتُ وأخذها على الفور من يدي وحملها على كتفه.

هذا هو المكان الذي أردتُ الذهاب إليه حقاً منذُ أنْ عرفتُ عن هذا المكان! يحتوي فندق سوفيتيل على هذا المطعم الذي يقع في ردهة على السطح، وما يجعله أكثر تميزاً هو أنهُ يمكنك رؤية منظر بانكوك الرائع من سطحه أثناء الاستمتاع بالمأكولات الفرنسية. كنتُ أرغب دائماً في تجربة طعامهم هنا لكنني لم أجد وقت فراغ للقيادة هنا لأنهُ بعيد وقد تصبح حركة المرور صعبة للغاية لأنها في وسط بانكوك.

في هذه الحياة | In This LifetimeWhere stories live. Discover now