خاتمة الرواية: النصف الأول

410 30 18
                                    

هناك هذا المكان الذي أذهب إليه دائماً في كل مرة أشعر فيها بالحزن.

لا أعلم لكن هذا يشبه المكان الذي أسميه الملاذ الآمن في منزلنا القديم والذي كنت أخفيه عندما كان والدايَّ على وشك توبيخي. من الواضح، كم كنتُ شخصاً غير ناضج عندما كنت طفلاً، كنت أهرب دائماً من الأشياء التي قد تؤذيني حتى لو كان ذلك خطأي. عندما تمَّ أخذ أحد أهم الأشخاص في حياتي بعيداً، كل هذا يقودني إلى الفراغ، الضياع واليأس. كل ما أعرفه عن الحياة لم يعد قابلاً للتطبيق بعد الآن.

تحول الأمس إلى كوابيس بدلاً من دروس. مراراً وتكراراً، ظلّ يطاردني وأعتقد أنهُ لا يوجد بالفعل أمل في التحسين، ولا مجال للسعادة.

حتى ذات يوم، وجدتُ مكاناً ظننتُ أنهُ مظلم ومسكون.



"مرحباً! أنا وِينّ، لقد سعدتُ بلقائك." صاح الشخص الذي بجانبي بعد انتهاء المباراة والآن، نحن نجلس على المقاعد التي أمام بنايتنا. أوشك توجيه الطلاب الجدد على الانتهاء الآن ولكننا ما زلنا في استراحة مدتها عشرون دقيقة. أريد بشدة العودة إلى المنزل الآن.

"أنا برايت." قلتُ بلا مبالاة وهززتُ كتفيَّ فقط لأنني لاحظتُ كيف يمكن أن تتحول عيناهُ إلى أَهِلَّةٌ في كل مرة يبتسم فيها، أو حتى يضحك.

ثمَّ هو تحدث باستمرار وهو يروي لي قصصاً عندما كان مجرد طفل في المدرسة الثانوية وحتى بعض ذكريات طفولته. لأكون صادقاً، عندما يحاول الناس التحدث معي، أشعرُ دائماً بالغضب في كل مرة لأنني لستُ مهتماً حقاً بالتحدث مع الناس على الإطلاق. دعنا نقول فقط أنني انطوائي حقاً.

لكن هذا الرجل؟ لا أعلم. لا أستطيع حتى أن أجد سبباً لأكون منزعجاً على الإطلاق. ابتساماته دائماً آسرة ويبدو الأمر وكأنَّ يومي لن يكتمل إذا لم أرى لمحة من وجهه. إنهُ يشع بالدفء الذي أردتُ دائماً أن أكون حوله.



"يا صاح، برايت! سوف يذوب إذا واصلت التحديق فيه هكذا!" همس أدريان في وجهي وعدتُ على الفور إلى صوابي وأنا أتنهد.

"اخرس!" نظرتُ إلى وِينّ الذي يسير نحونا الآن وهو يحمل صينية طعام. لقد بدى بريئاً ولطيفاً في نفس الوقت ولم أستطع إلا الابتسام.



"برايت! انظر! النجوم جميلة جداً." نظرتُ إلى وِينّ الذي يجلس الآن بجانبي ونحن ننظر إلى غطاء السماء السوداء فوقنا. كانت عيناهُ تلمعان ووجهه يضيء بضوء القمر. لا يسعني إلا أن ألاحظ كيف يمكن للأشياء الصغيرة أن تجعله سعيداً بأي طريقة بسيطة، وكل ما أردتُ فعلهُ هو ألا أجعل هذه الابتسامة تتلاشى أبداً.

في هذه الحياة | In This LifetimeOnde histórias criam vida. Descubra agora