الفصل التاسع والعشرين: المحترفين

388 28 16
                                    

"أنت وِينّ، هل هناك شيء تريد إخبارنا به؟" هتفت بايّ وهي ترفع حاجبها نحوي. ثمَّ تتشكل ابتسامة متكلفة على شفتيها عندما تنهدت فقط وأخذتُ حريتي لأرتشف كأس الكوكتيل الذي أحملهُ حالياً.

"سمعتُ أنَّ أحدهم عاد من الموت." أضاف بلويم يشكلٍ ساخر مما جعلني أُدير عينيَّ لأنني لستُ متأكداً تماماً مما إذا كان يشير إلى قلبي أم إلى برايت. أنا لستُ جيداً مع التلاعب بالألفاظ ولكنني أعتقد أنهُ يقصد الأخير.

"كيف بحق الجحيم عرفتم ذلك؟" انحنيتُ برأسي بشكلٍ مائل منزعجاً بينما كانا كلاهما يضحكان على تصريحي الذي أدليتُ به.

"هل أحتاج إلى أن أذكرك بأننا شركاء في الشركة ميتاوين؟ نحنُ نعرف كل ما يحدث هناك." هزهزتّ بايّ حاجبيها وهي تلقي بنظرة ساخرة تجاهي.

"حسناً. ولكن ماذا بعد؟" قلتُ بلا مبالاة لأنني أتنهد بثقلٍ مجدداً. "ليس الأمر أنني أهتم. إنهُ يتعلق فقط بالعمل ولا شيء أكثر من ذلك."

"لكنك واصلت التنهد منذ أن تناولنا العشاء منذ فترة. هل ظهوره المفاجئ في حياتك يزعجك كثيراً؟" ضحك أدريان وألقى الشخصان الآخران عليَّ نظرة مريبة مما جعلني أعبس بعدم تصديق.

بدت الأضواء المتناثرة لناطحات السحاب في بانكوك والشوارع المزدحمة رائعة بينما تُرى من أعلى مبنى ضخم. يمتد غطاء السماء السوداء القاتمة إلى الأفق حيثُ لا توجد نجوم حتى الآن يمكن أن تُلمح خلف الغيوم. أجواء المطعم هنا على السطح تبعث على الاسترخاء. بعد أن تناولنا العشاء، قررنا تناول بعض المشروبات لأنه يتناسب مع مزاج الموسيقى الهادئة التي تحيط بالمنطقة.

"مهلاً لا تسيئوا فهم هذا. لا علاقة لهُ بماضينا. لقد أخذت هذا المشروع لأنكم كما تعلمون إنهُ شغفي. لقد ربطتُ نفسي به فقط لأننا نعمل في نفس المشروع." قلتُ بحزم وأنا أخذ زجاجة الفودكا وأسكبها على كأسي الفارغ. أفترض أنني سوف أسقط كل أوقيةٍ من الكحول في هذا البار الليلة. "نهاية المناقشة."

تجعلني الأضواء الخافتة والشعور بالحنين لكوني على قمة مبنى أشعر بالاختناق فجأة. هذا هو السبب في أنني أكره الذهاب إلى البارات والصالات التي تتواجد على الأسطح، لكن نظراً لأنَّ هذه هي المرة الأولى التي نتسكع فيها مجدداً بعد بضعة أشهر، فقد وافقتُ على ذلك بسعادة.

"بماذا شعرت عندما رأيته بعد خمس سنوات؟" كسر بلويم الصمت المريح بيننا بينما كانت عيناهُ مركزة بعينيَّ. قد أكون قد فقدت عدّ الكؤوس التي أفرغتها في جوفي والتي بدأت أشعرُ بالفعل بالدوران الطفيف في رأسي.

"أ-أنا لا أعرف. أشعرُ كما لو كانت المرة الأولى التي أراهُ فيها عندما كنا قبل أربع سنوات. سعيد، غاضب، ومرتبك – كل ذلك في نفس الوقت." فوجئت على حين غرة من الكلمات التي خرجت من فمي وسرعان ما أسقطتُ جرعة من الفودكا. "لكن كل ما أردتُ فعلهُ بعد ذلك هو إنهاء الأمور والمضي قدماً في طرقٍ منفصلة. كما قلتُ من قبل، أنا لا أريدهُ أن يأتي إلى حياتي مرةً أخرى أبداً."

في هذه الحياة | In This LifetimeWhere stories live. Discover now