الفصل الرابع والثلاثون: مشاكل الماضي

338 31 11
                                    

"هلّا ذهبنا؟" غطى صوتُ برايت الغرفة بأكملها حيثُ ينتظر وِينّ الآن الشخصُ الآخر.

"أجل." هتف لفترةٍ وجيزة وهو يقف وينظر إلى الشخص الذي أمامهُ والذي جعلهُ فوراً يقوم بلّف وجههُ إلى مَظهرٍ مُرتَبِك. يرتدي برايت قميص بولو أبيض اللون ومدسوس داخل بنطاله مع أكمامه المُشَمَّرة للأعلى والتي تبدو أنيقةً للغاية حيثُ تتطابق بوضوح مع أسلوبه الخاص وتنضح بالتأكيد بحضورٍ آسر بمجرد النظر إليه. شعرهُ فوضوياً قليلاً بينما عيناهُ الآن تحدقان بعمق في عينيّه والتي جعلت وِينّ يعضُ شَفَتَهُ وينظر بعيداً عن نظراته.

لاحظ برايت الصلابةُ المفاجئة للشخص الذي أمامهُ والتي جعلتهُ يتكلف بابتسامةٍ فوراً. "وِينّ؟" سرعان ما خرج الآخر من أفكاره المترددة وتجاهل عدم ارتياحه.

"ماذا؟" نظر إليه في حيرةٍ بينما أعينهم مغلقةً على بعضها البعض.

"هل أبدو جيداً؟ ما رأيك؟" كشّر برايت بهدوء وهو يحرك حاجبيّه نحو الآخر. كان يحاول فقط إغاظة وِينّ ولكن الآن بعد أن رأى وجنتيّه الوردية مجدداً بسبب كلماته، شَعَرَ بالسعادة.

"أ-أجل... دعنا نذهب." اندفع وِينّ بسرعةٍ إلى الباب بسبب الإحراج وخرج إلى الخارج حيثُ تبعه برايت فقط بابتسامته المرحة. لقد بدى متوتراً حقاً. هزَّ برايت كتفيّه بضحكة مكتومة وأغلق باب منزله.

"يمكنك فقط اللحاق بسيارتي في طريقك إلى الشركة منذ أنكَ أحضرت سيارتك." أشار برايت إلى ذلك دون أن ينظر إلى وِينّ وهو يشق طريقهُ نحو سيارته الخاصة.

"م-ماذا؟" قال وِينّ بنفسٍ ثقيل دون أن يدرك حتى الكلمات التي قالها للتو. ما كان يجب أن أحضر سيارتي في الطريق إلى هنا. أصيب بالذهول من أفكاره المفاجئة وسرعان ما ندم عليها بينما يشتم نفسهُ داخل عقله. "أجل، بالطبع." ابتسم وهو يقترب بسرعة من سيارته المتوقفة على مقربةٍ من المنزل وتنفس الصعداء. ما هذا بحق الجحيم؟

كانت القيادة إلى الشركة المعمارية سلسة حيثُ كانت سيارة وين تعمل كموكب حماية يتبع بها بصمت سيارة برايت من الخلف. إنهُ يعرف جيداً مكان وجود الشركة ولكنهُ كان مشغول البال للغاية منذ لحظةٍ واختار عدم إخبار برايت أنهُ ليس من الضروري اللحاق به لأنهُ يعرف الطريق.

بمجرد خروجهم من سياراتهم، يخطو برايت على الفور في طريقه لوِينّ فقط حتى يتمكنوا بالفعل من دخول المبنى معاً. "أنت، هلّا ذهبنا؟" أومأ وِينّ رداً على ذلك عندما اقترب كِلاهُما من الشركة والتي جعلتهُ يأخذ نفساً عميقاً ويتنهد. هل هي حقاً فكرةٌ جيدة أن آتي معهُ؟ لماذا حتى أردتُ الذهاب إلى هنا؟

"برايت!" يسمع وِينّ على الفور شخصاً ما يصرخُ من الداخل بمجرد دخوله في الردهة. سرعان ما هزّ كتفيّه وهو يلاحظ المهندسة المعمارية بام قادمةً إليهم ووجهها يشع بهجةً. أعتقد أنَّ هذه ليست فكرة جيدة بعد كل شيء.

في هذه الحياة | In This LifetimeWhere stories live. Discover now