الفصل الثامن والثلاثون: لقد عُدت

417 29 39
                                    

لقد مرّ يومان منذ مواجهة وِينّ وجوس، ولهذا يشعر وِينّ بالامتنان الكافي لأنهُ لم يقم بإزعاجه منذ ذلك الحين. يجب أن تكون مواجهتهم مؤلمة للغاية بالنسبة لوِينّ، لكنها لا تخفي حقيقة أنَّ جوس قام بأشياء سيئة من الماضي وأنهُ يستحق ذلك.

"وِينّ!" هتفت بايّ بمجرد أن لاحظت أنَّ الآخر مشتت للغاية. كلهم موجودون حالياً داخل مكاتبهم الآن ولأنهم لا يملكون بعض الأشياء المتعلقة بالعمل، فقد قرروا فقط التسكع في الشركة وتضييع الوقت.

"ماذا؟" ابتسم وِينّ تجاهها وسرعان ما ألقى الأشياء التي كان يفحصها منذ وقتٍ سابق من هذا الصباح.

"أنا أسأل إذا كنت بخير؟ يبدو أنك في حزن." رفعت حاجباً تجاهُهُ بينما تنهدوا الآخرون وأومأوا برؤوسهم.

"أنا بخير تماماً. إنهُ فقط... لم أرى برايت منذ تلك الليلة." عَبِسَ وِينّ بينما جلس أدريان أمام طاولة مكتب وِينّ.

"حسناً، لماذا لا تذهب إليه فقط إذن؟" قال أدريان بلا مبالاة الأمر الذي جعل الآخر يضحك بعدم تصديق. "الآن، على الأقل لقد عرفت الحقيقة – ربما تستمر معها كذلك. ليس عليك أن تختبئ في الماضي بعد الآن، وِينّ."

"لقد عرفت منذ ذلك الحين، أليس كذلك؟" عضّ وِينّ على شفتهُ بينما عَبِسَ بإحباط مما جعل الآخر يبتسم بشكلٍ متعب. "لماذا لم تخبرني في وقتٍ أقرب..."

"لقد أردنا إخبارك، وِينّ. لكنَّ برايت لم يكن يريد أن يجعلك تشعر بالعبء ولا تضغط على نفسك كثيراً مجدداً بسببه." سَخِرَ بلويم وأسقط وِينّ ظهرهُ على كرسيه. لقد حدق في السقف كما لو أنهُ يمنحهُ الوقت المناسب.

"لقد كان يحميك حتى لو كان بعيداً. بالطبع، نحن أيضاً. حسناً، لو كان بإمكانك إخبارنا أنك ما زلت تنتظره طوال تلك السنوات..." هتفت بايّ بشكلٍ دائخ مما جعلهم جميعاً يضحكون.

"أنا آسف... لكن شكراً لكم يا رفاق – لكونكم دائماً معي. أنا مدين لكم كثيراً." قال وِينّ بلطف وهو يبتسم تجاههم.

"لقد علمت أنَّ برايت لن يفعل أشياءً من هذا القبيل، لكن هذا لا يعني أنني أنكر ما شعرت به من قبل. لديك كل الحق في أن تغضب منه. لكن وِينّ، إنهُ بالتأكيد يحبك من أعماق قلبه." قال أدريان وهو يتنهد بثقلٍ ويميل رأسهُ كما لو كان يتذكر أشياءً من الماضي. "هل تتذكر تلك الليلة التي أصيب فيها والدك بسكتة دماغية؟ حسناً، في البداية لم أكن أعرف التفاصيل الدقيقة لما حدث لكنك غادرت بسرعة من المقهى الذي كنا فيه بسبب حالةٍ طارئة."

"أجل، ولكن ماذا بشأنها؟" سأل وِينّ في حيرةٍ لكنهُ سرعان ما وسّع عينيّه عندما أصابهُ الإدراك المفاجئ. "ه-هل هو...؟"

"ألم يخبرك بذلك؟" شهقت بايّ بينما هزّ وِينّ رأسهُ وعضّ على شفتهُ في محاولةٍ لقمع الشعور بالذنب المفاجئ الذي اجتاحه.

في هذه الحياة | In This LifetimeWhere stories live. Discover now