الفصل الثلاثون: طَرِيق الذِكَرى

365 31 15
                                    

لقد مرت أسابيعٌ قليلة وبعض المشاريع التي أديرها الآن تقترب من مرحلتها النهائية. الشيء الجيد هو، لقد انتهيتُ بالفعل من جميع الأعمال الورقية المطلوبة وكل ما عليَّ فعلهُ هو زياراتٍ ميدانية وعمليات تفتيش لبعض الوظائف والأشياء النهائية.

"أنتَ، وِينّ؟" غلّف صوتٌ قادم من الباب الصمت الذي يوجد داخل الغرفة بينما رفعتُ رأسي ورأيتُ جوس ينحني نحو إطار الباب. أدريان هو في الواقع بالخارج لإجراء مسح للموقع لمشروعه الجديد، والآن أنا وحدي في هذا المكتب. من ناحيةٍ أخرى، ينشغل كُلاً من بايّ وبلويم في دراستهما منذ اللحظة التي يستعدان فيها الآن لأوراق أطروحاتهما.

"نعم؟" ابتسمتُ بسرعة لهُ عندما حولتُ انتباهي عن جهاز الكمبيوتر المحمول الخاص بي وركزتُ عليه، وهو يحوم بنفسه نحو الأريكة. إنها الثانية بعد الظهر وأنا سعيد لأنني تناولت غدائي بالفعل عندما ذهبتُ إلى أحد مواقعي في وقتٍ سابق لذلك لا أشعرُ بالجوع حقاً أو من هذا القبيل.

"هل يمكنني اصطحابك إلى مكانٍ ما؟" نطق جوس بهدوء وهو ينظر إليَّ بعيونٍ قلقة. "لقد لاحظتُ أنكَ تعرضت للتوتر مؤخراً في الأيام القليلة الماضية الآن."

تنفستُ الصعداء بينما مددتُ ذراعي في الهواء وأرحتُ ظهري إلى كرسيي الذي اندفعت به الراحة المفاجئة على الفور عبر جسدي. أعتقدُ أنني كنتُ بحاجةٍ حقاً إلى الاسترخاء لفترةٍ من الوقت، وقد شعرتُ أيضاً بالتوتر مؤخراً.

"أين؟" قلتُ بثقلٍ ورأيتُ عينيه تضيئان. "أنت تقصد الآن؟"

"نعم، إنهُ مكانٍ أعلمُ أنهُ سيريّح عقلك حقاً." يقهقه وهو يقف أمامي كما لو كان ينتظر ردي. رميتهُ على الفور بنظرة مريبة وضحك.

"حسناً، جوس." قهقهتُ وأنا أتنهد بثقلٍ وابتسمتُ لهُ بضجر. "أين المكان بالضبط؟"

"البحر."




~




لم تزعجني الرحلة التي استغرقت أربع ساعات بالسيارة من المدينة إلى أقرب شاطئ لأنني استغرقتُ وقتاً للاسترخاء والنوم أثناء سفرنا بسيارته. بمجرد وصولنا إلى باتايا. ملأ نسيم الرياح المالح رئتي بسرعة ورفع التوتر الذي تراكم داخل صدري لفترةٍ طويلة. بدت ارتطام الأمواج وكأنها ألحان ناعمة تشبه الموسيقى في أذنيَّ. تغربُ الشمس الآن تقريباً وكل ما يمكنني فعلهُ هو التحديق في حوافها المتعرجة الواقعة على الأفق الممتد. لقد مرتّ شهور منذ أن ذهبتُ إلى المحيط، ومرّ بعض الوقت منذ أن كان لديَّ شخصٌ ما لمرافقتي. لقد كنتُ وحدي، منذ ذلك الحين.

في هذه الحياة | In This LifetimeWhere stories live. Discover now