الفصل الحادي والثلاثون: هل ستبقى؟

378 30 17
                                    

- وجهة نظر الشخص الثالث -




تم تسليم الجدول الزمني المتأخر لصّب الخرسانة في الساعة الخامسة بعد الظهر بالضبط حيثُ بدأت العملية على الفور. يتنهد وِينّ وهو يراقب الآلة التي تنقل الأسمنت إلى الطابق الثالث من الهيكل منذ ذلك الحين.

تحوم عينا وِينّ حول المنطقة والذي لاحظ من خلالها أنَّ سيارة برايت لم تعد موجودة وأعتقد أنهُ ربما ذهب بالفعل. الشيء الجيد أنهُ لا يوجد أحدٌ هنا ليضايقني بعد الآن، فهو قام بهزّ كتفيّه لأنهُ ركّزَ مجدداً على العمال في المبنى.

لابد أنَّ السيد مايك قد غادر بالفعل لأنهُ على وشك أن يحل الظلام. سيطر الظلام ببطء على المناطق المحيطة حيثُ بدأت الأضواء الاصطناعية الساطعة تسيطر الآن على موقع البناء. ينظر وِينّ أعلاهُ ويلاحظ السحب التي تغطي النجوم ببطء والذي أعتقد أنها قد تمطر في وقتٍ لاحق من هذا المساء. اللعنة، لم أحضر سيارتي. من فضلكِ ليس الآن. إنهُ يهمس لأنهُ قلق من متاعب التنقل إذا هطل المطر.

مع الاحتمال المفاجئ لهطول الأمطار، أصدر تعليماته على الفور لبعض العمال لتوفير غطاءٍ كافٍ للطابق الثالث لأن الأسمنت الذي سيتم سكبه هناك قد يتشرب بمياه الأمطار.

"أيها المهندس التقدم في عملية الصبّ وصلت ما يقرب من تسعون بالمائة." أشار رئيس العمال إلى ذلك وأنهُ قد نزل لتوه من سقالات الطابق الثالث لمراقبة الأعمال في الطابق العلوي. هزّ وِينّ رأسهُ رداً على ذلك وهو ينظر إلى ساعة يده ويقرأ الوقت ليكون المتبقي ربع ساعة وتصبح الساعة التاسعة بالفعل.

تناولوا جميعهم بمن فيهم العمال الآخرون العشاء في الموقع في وقتٍ سابق وبما أنَّ الصبّ مستمر، فقد تمكنوا من تحقيق التوازن في وقتهم مع العمل ومن تناول وجباتهم الخاصة.

وِينّ، يشعر بالتعب بالفعل، مجدداً تنهد بثقلٍ وذهب إلى رئيس العمال الذي هو الآن بالقرب من منطقة السقالات. "هل ستنتهي من أجلي الليلة يا سيدي؟ أنا بحاجة للعودة إلى المنزل بالفعل." أشار وِينّ إلى ذلك بشكلٍ خجول وطلب منهُ متابعة سير العمل.

"ألم تحضر سيارتك أيها المهندس؟" سأل رئيس العمال وأومأ وِينّ رداً على ذلك. اعتذر لنفسه فوراً من الجميع وأخذ متعلقاتهُ في مكتب رئيس العمال.

بمجرد أن حصل على أغراضه، بدأ الآن في السير في الزقاق الذي لاحظ فيه عدم وجود مصابيح شوارع تعمل وتضيء الطريق. سرعان ما اجتاحتهُ نوبة غضب من الانزعاج بينما كان يسير في الظلام وفي حين كان يفكر فيما إذا كانت لا تزال هناك حافلاتٍ تتجول في المحطة على بُعد عدة بنايات من مكان وجوده.

في هذه الحياة | In This LifetimeWhere stories live. Discover now