الفصل الخامس والثلاثون: هل أنت غاضب؟

347 27 13
                                    

"هل هناك خطبٌ ما؟" هتفت بايّ بمجرد أن لاحظت أنًّ وِينّ يشتت انتباهه منذ أنْ التقيا في الشركة. كانت عيناهُ عميقة ورقيقة، كما لو كان لديه متسع من الوقت للنوم – أو حتى أنهُ لم يكن لديه أي وقت على الإطلاق.

"ماذا؟" أجاب وِينّ وهو يبتسم نحو بايّ التي تحدق به الآن بقلق. من ناحية أخرى، يقترب بلويم من طاولة مكتب وِينّ ورفع حاجبهُ نحو الآخر حيثُ لاحظ الهالات السوداء تحت عينيَّ الآخر.

"سمعتُ أنكَ خرجت مع برايت في ذلك اليوم. أخبرنا أدريان أيضاً عن ليلة مواجهتك العاطفية." سَخِرَ بلويم وجلس بسرعة على الكرسي أمام المكتب. أطلق وِينّ على الفور نفساً عميقاً عندما نظر إلى الاثنين بضجر وابتسم بضعف.

"نعم هناك ذلك. لم نخرج أبداً. أنا فقط... أتيتُ معهُ لحضور حفلهم في شركة الهندسة المعمارية." هسهس وهو يسقط ظهره على كرسيه الدوّار. سرعان ما نظر الاثنان إلى بعضهما البعض ونظروا إلى وِينّ بغباء. "حسناً، لقد اعتقدتُ فقط أنهُ ربما يمكننا التحدث أخيراً بعد انتهاء المشروع. بعد ذلك، يمكنني بالفعل رفع عبء كل شيء يجعلهُ يشعرُ بهذه الطريقة." وِينّ عضّ شفتهُ بمجرد أن تذكر كيف استقر برايت أمامهُ في تلك الليلة. بمجرد التفكير في الأمر يجعلهُ يرتجف.

"لكن هذا ليس سبب وجود تلك الأعين المنتفخة الآن، أليس كذلك؟" أشارت بايّ إلى ذلك بينما كانت الابتسامة واضحة على وجهها. زفر وِينّ بغضب من الإرهاق حيثُ شَعَرَ بإحساس بالوخز يزحف داخل صدره.

"أ-أجل." هزّ وِينّ كتفيّه بتردد وفُتِحَ الباب على الفور – كاشفاً دخول أدريان إلى مكتبهم.

"ما هو الأمر؟" سَخِرَ أدريان مما جعل وِينّ يقهقه بصوتٍ مكتوم عند حضوره المفاجئ.

"توقيتٌ رائع." هسهس وِينّ حيثُ جلس أدريان وبايّ فوراً على الأريكة وانتظروا بصبرٍ حتى يَسكب الآخر ما يحدث داخل عقله. "التقيتُ أخيراً بالشخص الذي اتصل بي في تلك الليلة... عندما انفصلنا أنا وبرايت." أشار وِينّ إلى ذلك رويداً وهو الأمر الذي جعل الناس الذين أمامه يطلقون شهقاتٍ ناعمة على تصريحه.

"أنتَ تقصد، ذلك الشخص المجهول الذي اتصل بك في منتصف الليل؟" هتفت بايّ بينما أومأ برأسه الطرف الآخر رداً على ذلك. "هذا غريب حقاً لأنَّ لديها رقم هاتفك، وهي تعرفك أنتَ وبرايت." زفرت بشكلٍ غاضب وسرعان ما جعدت حاجبيّها.

"من كانت؟" سأل بلويم وأخذ وِينّ مجدداً نفساً عميقاً وتنهد بشدة.

"إنها المهندسة المعمارية بام." لقد عضّ شفتهُ كما لو كانت ومضة من الأحداث من تلك الحفلة قد صدمت عقلهُ، وتذكر كيف نظرت إليه بام بسخرية وكيف شَعَرَ بالغموض عندما عَلِمَ أنَّ هناك شيئاً ما مريباً تجاهها حقاً. "ما يزعجني حقاً هو، أنها تبدو قريبةً من برايت... منذ ذلك الحين وحتى الآن."

في هذه الحياة | In This LifetimeWhere stories live. Discover now