الفصل الثاني والعشرين: قريباً جداً

415 35 9
                                    

"أنت أدريان." هسهستُ وأنا أحدق في السقف بهدوء وكأنني أحاول أن أجد الكلمات المناسبة لأسألها. أنا هنا حالياً في وحدته، وبما أنه لا توجد أشياء سنقوم بها في الجامعة في الوقت الحالي، فقد قررتُ أن أتسكع هنا.

مرّ أسبوع الآن بعد أن توليت مسؤولية التعامل مع شركة والدي. كان الأمر صعباً جداً بالنسبة لي، لكن جوس كان دائماً بجانبي للمساعدة وجعلني أفهم الأشياء التي لا أعرفها حقاً عند التعامل مع شركة هندسية. إنه جيد حقاً فيما يفعله وأنا أفكر في توسيع الشركة ولكن بالطبع ليس الآن. سأتشاور مع والدي حول ذلك عندما تكون كل الأشياء في أماكنها المناسبة.

في الوقت الحالي، سأركز فقط على دراستي وإدارة الشركة بثبات. على الرغم من أنه يؤثر إلى حدٍ ما على صحتي العقلية لأنني أفكر في الكثير من الأشياء – حتى الأشياء غير الضرورية.

"ماذا؟" سَخِرَ مني الشخص الذي يواجه جهاز الكمبيوتر المحمول الخاص به بينما كنت ألتوي على سريره.

"ل-لا شيء." كنت أهسهس وأتنهد بثقلٍ من كل الأفكار التي لا تزال تغمر ذهني. "الاختبارات النهائية ستكون بعد أسبوع من الآن."

"فقط اذهب إلى الموضوع مباشرةً، ميتاوين." قام أدريان بتحريك رأسه لينظر إليَّ بينما كنت أمدد شفتيَّ. "أعلم أنك تفرط في التفكير مجدداً. أفشي المكتوم."

"أنا مبعثر قليلاً بفكرة أن برايت ربما يغادر قريباً." توقف تنفسي عندما نطقت الكلمات التي قلتها للتو. "لكنني أعلم أنه سيعود في النهاية. سوف يدرس هناك فقط لبعض الوقت." قلتُ بنفسٍ ثقيل، محاولاً إقناع نفسي بأن كل شيء سيكون على ما يرام.

لكن قلبي يرتجف بمجرد التفكير فيه.

"متى سيغادر بالضبط؟" تجعدت حواجب أدريان عندما تجاهلت سؤاله.

"أ-أنا لا أعرف." عضيتُ شفتي عندما اجتاحتني موجة مفاجئة من المشاعر في مجموعة من الإدراكات. "لم أكلف نفسي عناء السؤال، لذلك أنا فقط أنتظر منه التحدث معي حول هذا الموضوع."

"أنت خائف فقط. لكن لماذا تعتقد أنه لا يتحدث عن هذا الموضوع لك؟"

هززت رأسي كرد لأنني جاهل حقاً. لقد قهقه للتو وأخرج تنهيدة.

"لأنهُ ربما يكون خائفاً أيضاً من أن ذلك قد يجعلك حزيناً. من يكون سعيداً حتى عندما يغادر شخصاً ما، أليس كذلك؟" لقد هسهس بذلك وأنا عبست.

"ولكن مهلاً، سوف يمر كل شيء في نهاية المطاف. سوف يعودون على أي حال." وأضاف كما لو أكدّ لي أنَّ الأمر ليس صعباً ولكنهُ حقاً كذلك. العلاقات بعيدة المدى بالنسبة لي حزينة، وعلى الرغم من أننا نعيش في مجتمع متقدم الآن، فلا يزال بإمكانك تجنب الشعور بالوحدة والشوق الذي يأتي معها.

في هذه الحياة | In This LifetimeOnde histórias criam vida. Descubra agora