إنظر حولك جيدًا استكشف معالم الجميع، اركض خلف القدر ولا تجلس تنعي همك انظر جيدًا لعلك ترى فرصة تكفر بها عن سيئاتك..ابحث بكل ما تملك من قوة ولا تترك مجالًا لسوء الفهم والعبث، تشبث بمحاولات النجاة، أفعل اي شيء لكن إياك والاستسلام.
يجلس في الحديقة بعدما ارتدى ملابسه ينتظر قدوم رفاق عمره، يخصص يوم كلما سمحت لهم الفرصة الإجتماع سويًا..وقتًا تُزيل فيه الحياة الهموم عن كُهلهم، نظر للأمام حيث مكانها عند تلك الشجرة التي نحت عليها منذ أمد "هُنا ترقد مـلاكي"، متمنيًا للمرة التي لا يعرف عددها أن تكون جواره أن تربت على كتفه وتهمس له أن كل شيء سيمر، لكن ما يجعله مطمئنًا أنها معه في قلبه ساكنة روحه دائمًا..أعطى الشجرة إبتسامة باهتة كأنها تراه أو سترد عليه..التفت ينظر خلفه عندما استمع لصوت سيارة ليجد مالك ترجل ويقترب منه بهدوء طبع قبلة على كف يده قائلًا:
_قاعد أنت مع ماما ولا شاغلك حاجة.
نظر له بسخرية قائلًا بتهكم:
_هما الشويه اللي روحت الشركة فيهم دول خلوك استريحت.؟
سحب كرسي وجلس أمام والده قائلًا بجدية:
_جدًا.
أتاه صوت عمر الساخر:
_في غيرك كتير..اهدى على نفسك..وعيش حياتك وحب واتجوز بدل ما أنت قاعدلي زي البنت البور كدا.
نظر له مالك بدهشة قائلًا بعدم تصديق:
_أنا..
أتاه صوت نور الضاحك من الخلف ثم التفت لوالده قائلًا بغضب:
_عجبك كدا..؟
ردها له عمر قائلًا بثقة:
_جدًا.
اقتربت جالسة على يد الكرسي الخاص بمالك قائلة بمشاكسة وهي تقرص وجنتيه:
_إيه يا ملوكه مش عايز تتجوز ليه يا قلبي
أبعد يدها بعنف ناظرًا لعمر الذي يحاول كبح ضحكاته ثم نهض قائلًا لها بغيظ:
_مالك الأسيوطي لما يقرر يتجوز مش هيتجوز أي واحدة والسلام..بكرا تشوفي، الدور والباقي عليكِ أنتِ تجاعيد وشك بدأت تطلع وشك كرمش وشوفي مين اللي هيرضى يتجوزك.!
_أنا
التفت الجميع للصوت القادم من الخلف فلم يكن سوى آسـر، لم تغيب نظرات عينيه الشغوفة عن عيني عمر تفحصه جيدًا ليدرس لغة جسده، فحمحم الأخر قائلًا بتوتر أجاد إخفائه:
_قصدي أنا جيت أهه يسي مالك.
اقترب مالك من عمر مُلقيًا عليه التحية ثم اتجه لمالك يحتضنه وعيناه ثابتة على لعنته التي تقف بلامبالاة غير عادية حتى أنها لم تكترث لأمر وجوده، فاقترب منها تاركًا مسافة آمنة قائلًا بهدوء:
KAMU SEDANG MEMBACA
عذاب حبـك "الجزء التاني من جبروت قسوته"
Romansaهل أخبرتك يوماً أنه أصبح للوقت طعمٌ ورائحة ولون منذ أن عرفتك! هل أخبرتك يوماً أنني كنتُ أرى الكون رمادياً وأنك سكبت عليه ألواناً ما كنتُ أعرفها، هل أخبرتك يوماً أنك عبرت بحياتي كشمسٍ أشرقت على مدينة لا تعرف الشمس وكطائرٍ حطّ على شجرةٍ عاريةٍ ذات شتا...
