ما بينَ الحِين والآخر يحتاجُ المرء إلى أن يستَكِينَ، أن يستظلَّ بكتفٍ رحِيم، يفهم ما يُريده، يُعَاوِنه على ما يُصِيبه، ويُقوِّم ذاته من جديد حتى تستعِيد أنفَاسُها مجددًا، والأهمّ من كلِّ هذا يحتاج إلى من يُذَّكره دومًا بقوله: "لا تقلق بحيالِ هذا سيزول كلَّ عسير، أنا هُنا بجانِبك ولأجلِك"
قلبُ المرءِ ضعيف ولكن في نفس الوقت أقلَّ ما يُصنَع لأجله بصدقٍ سيسعده، حتّى وإن كان كلَّ ما يمكنك فعله لأجله أن تجلِب له وردة بلونه المُفضل، أؤمن أنَّ أفئدتنا ترنُو تلقائيًا نحو تلكَ الأشياء البسيطة التي صُنعت بحُبٍ ولا جدِال في أنَّ لها أثرها الفعَّال في توهجِ ومُدَاوةِ المُنطفئ منَّا...
الفكرة نفسَها رائِعة، أن تكونَ ابتسامتكَ هي الغاية الأسمى التي يعيشُ أحدُهم على ظِلالِها؛ فقط لأنَّه يُحبك بصدقٍ.
_نـورا نـصـر.
هو لم يهتم بشهقاتها كل ما يُعنيه أنها أمامه الآن تقف بهيئة خاطفة لأنفاسه..لا يقاوم النظر لها بل يتأمل حمحمت لتجذب انتباهه قائلة بهدوء:
_دكتور لؤي..خير..!!
أزاحها من طريقه دالفًا للداخل يتأمل المنزل بهدوء جعلها تترك الباب وتستشيط غضبًا لاقتحامه المكان دون إذن ولكنه لا يبالي جلس على الأريكة المقابلة لها قائلًا بهدوء:
_خير..؟ وهيجي منين الخير..؟
تركت الباب مفتوح ثم دلفت تقف أمامه قائلة بحيرة:
_ليه خير حصل حاجة..؟
رسم على ملامحه معالم الحزن ثم رفع رأسه لها قائلًا:
_للأسف..إدارة المستشفى طالبة التقارير الأولية لكل دكتور متدرب وأنا مش معايا غير التقرير بتاع عمليتك اللي كنتِ تعبانة فيها
جلست على الكرسي المقابل له بعدما استوعبت مرمي حديثه ثم رفعت عينيها بحزن له قائلة:
_ولو التقرير ده وصل لإدارة المستشفى حياتي المهنية هتنتهي حتى قبل ما تبدأ مش كدا..؟
_بالضبط
أخذت تفرك يديها بتوتر ولا تعرف ماذا عليها فعله، بينما لانت ملامحه لرؤية الحزن البادئ عليها فأردف قائلًا بهدوء:
_بس في حل
سارعت بالرد قائلة:
_إيه هو..؟
ابتسم داخليًا عليها سرعان ما عادت ملامحه للجدية مرة أخرى قائلًا:
_تيجي بكرا قبل معادك ونعمل فحص جديد بتقرير جديد
لاقت الفكرة استحسانها لكنها تذكرت تغييها فأردفت قائلة بتوتر:
_بس أنا واخده أجازة أسبوع
_لغيتها
عقدت ما بين حاجبيها حتى عدمت المسافة بينهما مندهشة، متعجبة، متحفزة لمرة المزيد عن هذا الرجل الذي يثير فضولها كل يوم أكثر..ما كادت تتكلم حتى سمعت صوته مستكملًا:
VOUS LISEZ
عذاب حبـك "الجزء التاني من جبروت قسوته"
Roman d'amourهل أخبرتك يوماً أنه أصبح للوقت طعمٌ ورائحة ولون منذ أن عرفتك! هل أخبرتك يوماً أنني كنتُ أرى الكون رمادياً وأنك سكبت عليه ألواناً ما كنتُ أعرفها، هل أخبرتك يوماً أنك عبرت بحياتي كشمسٍ أشرقت على مدينة لا تعرف الشمس وكطائرٍ حطّ على شجرةٍ عاريةٍ ذات شتا...