الفصل السابع عشر

1.6K 103 18
                                    

مأساتي و مأساتُك أنني أحبك بصورة
أكبر من أن أخفيها و أعمق من أن تطمريها.

"غسان كنفاني"

التفت الجميع للصوت القادم من جهة الباب بما فيهم مالك الذي ترك فريال واتجه لتلك المرأة يرحب بها بحفاوة وعلى وجهه ابتسامة لا يستطيع محوها احتضنها بود ثم قبل يدها قائلًا بإشتياق:

_وحشتيني كل دا غياب

ربتت على رأسه ثم التفت تنظر لعمر نظرات ذات مغزى نظرات تُظهر للأعمى قبل المُبصر إنها نظرات كارهه، نافرة، أمسك مالك يدها يحثها على الدلوف ثم نظر بعينيه لفريال يحثها هي الأخر على التقدم، تقدمت بخطوات خَجِلة حتى وقفت جواره نظر لجدته قائلًا بهدوء:

_فريال مراتي

دق قلبها بعنفوان من وقع الكلمة على قلبها..تتسأل بينها وبين نفسها لم يفعل ذلك كل ما يفعله يجعلها تكره نفسها أكثر، بينما نظرت لها تلك المرأة نظرة شاملة من رأسها حتى أخمص قدميها تقيمها من وجهة نظرها، لاحظ مالك النظرات المشحونة من جدته لفريال فأردف وهو يمسك يد فريال:

_ودي جدتي يا فريال

مدت فريال يدها لترحب بها وعلى وجهها إبتسامة بسيطة..شعرت بالحرج عندما تخطتها تلك السيدة متجهة ناحية عمر..سحبت يدها بقلة حيلة والاحراج بادئ على ملامحها نظرت لمالك ثم أعادت نظرها أرضًا بخجل من الموقف الذي حدث..بينما اغتاظ مالك من تلك الحركة الغير لائقه التي افتعلتها جدته.

بينما اقتربت العجوز من عمر واقفة أمامه بشموخ رغم التجاعيد المتمكنة من وجهها تبادلوا النظرات في صمت سرعان ما كسرته هي قائلة:

_والله زمان يا عمر

ازدادت ملامح عمر ضيقًا يعرف نواياها جيدًا لم ينسى أبدًا عندما جاءت بعد موت ملاكه تشمت فيه وتتهمه بأنه سبب وفاة ابنتها لذلك يستحق أن يعيش بمفرده، اقترب معتز يقف حوار عمر قائلًا بترحيب عله يخفف من حدة الموقف:

_اتفضلي يا حاجة اقعدي واقفة ليه

نظرت له بإمتعاض قائلة:

_حاجِة إيه اسمي لمياء هانم

همس معتز لنفسه بغيظ قائلًا:

_يا وليه بطلي تكبر دا أنتِ فاضلك تكة ونشغلك الشيخ عبد الباسط عبد الصمد

تركت نور جوري وآسر مقتربة منها تعانقها قائلة بهدوء:

_وحشتيني يا نينا

بادلتها لمياء العناق بإبتسامة أكثر خبثًا قائلة:

_ميوحشكيش غالي يا بنت عمر

اتجهت تقف مع مالك تتحدث معه في عدة أمور تاركة فريال تقف وحدها بعدما سيطر عليها الإحراج، اقتربت منها نور تقف جوارها تنظر حيث تنظر فريال لمالك وجدته لتقول بهمس:

عذاب حبـك  "الجزء التاني من جبروت قسوته"Donde viven las historias. Descúbrelo ahora