الفصل الثامن عشر

1.6K 90 20
                                    

عندما تسود القلوب حقدًا تنعدم رؤية الصواب من الخطأ، عندما يتمكن الكره من القلب فيصبح لا مكان للحب والمغفرة..في مكان راقي لا يدلفه إلا أصحاب الطبقة المخملية يجلس يتابع بتركيز ما يمليه عليه الشخص الأخر المقابل له ليردف بعدما سمع ما حدث مؤخرًا دون علمه:

_يعني إيه نور اتجوزت آسـر..!! يعني القصة بجد بقا مش زي ما كنت فاكر

أشار الشخص الأخر بإيده علامة على إخفاض الصوت ثم خرج صوته قائلًا:

_دلوقتي الضربة هتبقى أقوى من الأول.. خاصةً إنها بقت متجوزة

_طب ما هو محصلش تغير ولا شوفنا ردة فعل لما عرفناه أول مرة..!

صمت الطرف الأخر قليلًا ثم قاطع الصمت وصول النادل يضع فنجاني القهوة وريثما غادر خرج صوته قائلًا بجدية خبيثة:

_مخافش..أو معرفش حد ابعتله كمان واحد وزوق فيه براحتك

أومأ الطرف الأول بإبتسامة خبيثة، بينما الطرف الأخر نظر للفراغ بشرود قائلًا بهمس:

_مش هيكسر عمر إلا بنته

...................................

مهما قابلت ورأيت من أشخاص، سيبقى الشخص المُريح هو المُفضل بالنسبة لك.. الذي لا يجعلك تفكر لحظة قبل التحدث معه، تتكلم فيما يأتي على بالك دون تفكير أو تردد أو حسابات، الشخص الذي مهما قُلت له ومهما فعلت معه يتقبل كلامك وأفعالك حتى لو اختلف معك، الذي يجعلك على طبيعتك ولا تحتاج معه لأي مجهود لتوضيح كلامك أو تبرير أفعالك.

تململت في نومتها تفتح عينيها بأرق لتجد نفسها تتوسد صدره الواسع بكل أريحية نظرت له لتجده يغط في نوم عميق أو هكذا خُيل لها..تأملت ملامحه لأول مرة عن كثب

وسيم

هادئ

محتوٍ

أكثرهم حبًا لقلبها كونه محتوي جيد لها لحزنها قبل فرحها..دمعاتها قبل ابتسامتها..يعرف جيدًا كيف يحولها من أنثى هشة لأخرى قوية فقط بإحتواءه لها.

تذكرت أنها أفضت ما في قلبها وأباحت له بحبها المكنون داخلها له..وكيف بدأ صفحة جديدة بخيوط عشقٍ ستدوم طويلًا..صحيح أنه لم يبادلها الإعتراف بتلك الكلمة لكن جمة المشاعر اللي واجهتها أثبتت لها أنه يبادلها الاحساس وليس من الضروري نطق الكلمة على الأقل حاليًا.

نهضت من الفراش بحذر على لا تُيقظه دلفت للمرحاض لتنعم بحمام دافئ يجعلها نشيطة لتبدأ يومها بصورة أجمل وابتسامة مشرقة دقائق ليست بقليلة مرت حتى خرجت تجفف شعرها المبتل..انتهت من هندمة ملابسها ثم ألقت عليه نظرة قبل أن تخرج وتغلق الباب خلفها..نزلت لأسفل فوجدت المنزل هادئ..سكون كبير يعم المكان..بالطبع تلك نور المشاكسة هي من كانت صاحبة الضجة هنا..دلفت للمطبخ فوجدت الخادمة على وشك إعداد الفطور تقدمت منها قائلة بهدوء راسمة إبتسامة بسيطة صادقة على شفتيها:

عذاب حبـك  "الجزء التاني من جبروت قسوته"Where stories live. Discover now