الفصل الثالث

2.6K 95 34
                                    

يعجبني أشخاص سلاحهم العقل وليس اللسان ،
وضربتهم القاضية الصمت وليست كثرة الكلام ..
كن خفيف النفس لا خفيف العقل وكن ثقيل الأخلاق لا ثقيل الدم ما أجمل أن نتحدث بثقه
ونمرح بذوق ونطلب بأدب ونعتذر بصدق ليس
كل من تعلم الأحرف أتقن الكتابة والكلام ...

يقف أمامها بهيئته الطبية الرائعة ينتظرها حتى تفتح عينيها بسلام يريد أن يطمئن عليها بنفسه ويجهل السبب بحث بداخله عن شفقة تجاهها لكنه لم يجد ربما هي لا تستحق أبدًا ما مرت به ولكنه القدر ولا يمكننا مهما كنا أقوياء أن نعترض، فتحت عينيها بتمهل لتجده أمامها عقدت حاجبيها بتعجب، أين زوجها ألم يكن من المفترض أن يكون هو من ينتظر إفاقتها قاطع صمتها بصوته:

_حمد لله على سلامتك..عامله إيه دلوقتي.؟

نظرت خلفها لعل زوجها يدلف الآن فخاب ظنها فالتفتت له قائلة وهي تتحسس بطنها:

_الجنين نزل مش كدا.

أومأ برأسه بأسف سرعان ما قال:

_وهيفضل ينزل كل مرة تحملي فيها لأن العيب من جوزك..أنا كنت عايز أعمله تحاليل بس..

_مرضاش وقال العيب مني أكيد

يبدو أنها تعرفه جيدًا ابتسمت بأسى قائلة:

_طلقني مش كدا.

عقد حاجبيه بشدة حتى انعدمت المسافة بينهما فهزت رأسها قائلة بحسرة:

_هو قالي لو الجنين نزل تاني هيطلقني..

_ربنا هيعوضك هو أصلًا ميستاهلش..أنا هبعتلك الممرضة تساعدك وتقوليلها نوصل لأهلك ازاي علشان حد يجي يأخدك

_ملهوش لزوم..هروح لوحدي وشكرًا لحضرتك

مهنته لا تحتاج التعامل بالعواطف تريد العقل وقوة التفكير، لكنه عكس الجميع داخله جوهرة لا تظهر لأي أحد، يعلم متى يستخدم عقله ومتى يكون نصيب القلب من التصرف، انصرف لمكتبه ليستريح قليلًا فوجد رسالة على ايميله من نور محتواها " عملت تصميم جديد لازم تيجي تشوفه وإلا هزعل🙂"
أغلق هاتفه مبتسمًا على تلك الفتاة التي تجبره على فعل أشياء لا يفهم فيها ولا يحبها البتة.

يجلس في مكتبه يلاعب القلم بين يديه ينظر للشرفة خلف مكتبه عندما استدار بالكرسي يفكر فيها..في لعنته التي لا تصيبه سوى بالحزن..يود فقط و اختطافها لمكان لا يعلمه أحد حينها سيعلمها كيف تتطاول عليه بلسانها السليط، كيف ترتدي تلك الثياب التي تجعله على وشك الانفجار إن لم يدفنها بين ضلوعه..تلك الفتاة لعنة على قلبه بكل معنى الكلمة..عقد حاجبيه عندما وضع إحداهما يده على عينيه ترك العنان لأنفه بإستنشاق العطر فلم تكن سواها تلك الفتاة التي تصيبه بالجنون اقتربت من أذنه هامسة ومازالت مغمضة عينيه:

_أنا أسفة

أزاحت يدها فالتفت بالكرسي للأمام وجدها تجلس على طرف المكتب وعلى وجهها إبتسامة مشرقة فأردف بصدمة:

عذاب حبـك  "الجزء التاني من جبروت قسوته"Unde poveștirile trăiesc. Descoperă acum