الفصل العشرون

1.6K 95 16
                                    

تقف تنظر أمامها بتفحص عينيها تحيط الغرفة بأهدابها، غرفة كلاسيكية حديثة عبارة عن فراش كبير يسع الكثير من الأشخاص في منتصف الغرفة يجاوره من اليمين كومود ومين اليسار كومود ودولاب ضخم وأمام الفراش أريكة تساويه في الطول ثم باب أخر أبيض اللون يبدو أنه المرحاض وتسريحة زينة في الجانب الأخر من الغرفة يجاورها طاولة مستديرة الحجم وصغيرة بكرسيين وشرفة واسعة تستطيع رؤيتها من مكانها بسبب الهواء الذي يزيح الستار عنها..تنهدت بإرهاق تجلس على طرف أريكة الفراش تتذكر كيف جاءت لهنا

Flash back

"_طلقني

كلمة واحدة نطقتها بسهولة كانت لها وقع سلبي عليه نفرت عروقه واحمرت عينيه وأصبحت ملامحه أكثر سوداوية، شخص كأنها تراه لأول مرة ليس هذا لؤي المسالم الذي ترأه دومًا أمامها، هب من مكانه غضبًا لكنه نجح في مداراته جيدًا لا يريد أن يهين رجولته وكبريائه أمامها مرةً أخرى نظر لها مطولًا يستأنف رد فعلها ثم أردف بهدوء:

_أنا متجوزتكيش علشان أطلقك

زفرت بتعب قائلة بقلة صبر:

_وفي نفس الوقت أنت مش مُجبر على جوازة زي دي

مُجبر حقًا إنها غبية ظهور أخيها وطريقة زواجه منها كانت في صفه للدرجة التي جعلته مبتهج هو فقط لا يريد أن يظهر هذا أمامها لكنه سعيد..بل سعيد جدًا بما آلت إليه الأمور..مين يصدق بأن تلك المتكبرة التي رفضت حبه تقف الآن في منتصف غرفته ومعه بمفردها..!!

أعطاها نظرة شاملتها من أسفلها لأعلاها ليدور حولها قائلًا بجدية:

_وياترى أخوكِ لما يعرف إنك اتطلقتي يوم جوازك هيعمل إيه..!! أو هيفكر في إيه..!!

نظرت إليه شرزًا قائلة بغضب:

_وهو هيعرف منين..؟

ضحك بسخرية قائلًا:

_أنتِ مفكراه صدقنا للدرجة الكافية ولا إيه..؟؟ أخوكي مش سهل وهيفضل حولينا لحد ما يتأكد إن كل حاجة في السليم فعلًا

تهاوت تجلس على الكرسي مرة أخرى واضعة وجهها بين كلتا يديها تتنفس بصوتٍ عالٍ من غضبها، وقف يراقبها كما هو حتى سمع صوت شهقاتها المختنقة دليل على بكاءها المفرط..تقدمت خطواته ناحيتها ليواسيها لكنه توقف فجأة عندما تذكر رفضها له وأنها الآن ربما تفسر اقترابه منها بطريقة سيئة تسىء لرجولته..لذا تراجع للخلف عدة خطوات قائلًا بجدية عكس الحزن الذي يحتل داخله إثر رؤيتها هكذا:

_القرار ليكِ..في الأول والأخر دي حياتك أنتِ.. وأنتِ الأدرى بالصح لنفسك

هي لا تدري بشيء أصبحت مشتتة واقعة في دوامة الحياة الغادرة كلما تحاول أن تكون بخير تجد نفسها في القاع..قامت بخمول وتعب كأنها عجوز ستنية تحركت ناحية غرفتها لتبدل ملابسها بأخرى وتحضر حقيبتها..إبتسامة متألمة ارتسمت على شفتيه فور ابتعادها..دقائق وخرجت تنظر إليه بصمت لا تقوى على الكلام رفع رأسه ينظر في اتجاه الغرفة التي دلفت بها ليجدها تقف في الخارج وتنظر له هب واقفًا ثم اقترب منها يحمل الحقيبة وسار وسارت هي خلفه لم تتعب نفسها في الالتفات والنظر للمكان لأنه خاوٍ لم تصنع داخله ذكرى تستحق التذكار.

عذاب حبـك  "الجزء التاني من جبروت قسوته"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن