عذاب حبـك "الجزء التاني من جبروت قسوته"

الفصل السادس

ليس هناك فشل و انما هناك خبرات و تجارب أى شخص ناجح ستجد له الكثير من السقطات و الزلّات. فكلما ألقيت الكره للأرض بقوه رجعت اليك بارتفاع أعلى و أسرع.
لكنها وبسبب كثرة الدق على رأسها عندما أُلقيت أرضًا لم تعود..تحاول الاستناد على نفسها..لكن حتى نفسها تخذلها، عندما تفكر فيما آلت إليه الأمور تبكي..تبكي بشدة..إن كان الإنسان العادي عندما يطرأ عليه شيء جديد يتغير ١٨٠ درجة..ما بالها هي تتغير ٣٦٠ درجة بدلًا من المرة ألف..!!

كانت مجرد فتاة بسيطة..بسيطة للغاية تعمل في محل لبيع الملابس رغم تعلمها إلا أن الشهادة لا تفعل شيء مجرد ورقة للحصول عليها يضيع عمر كامل.

حرمتها الحياة من رؤية أمها منذ أن كانت طفلة صغيرة..يليها والدها الذي توفى بعدها بعدة سنوات وتركا لها حياة بائسة وسط أُناس لا ترحم، وطفل صغير بالكاد يحبو..ساعدها عمها في بداية الأمر من باب الواجب ليس أكثر..وعندما وجد الحمل يكثر عليه تخلى عنها..لفظها كأنها قطة تحمل مرض معدي.

لم تستسلم للضربات التي تسددها الحياة لها، إنما أخذت في المعافرة وكلما سقطت تقوم دون يد عون تقدم لها..حتى جاء الوقت الذي سقطت فيه ولم تعافر للنهوض.

ذات يوم اقتربت من ياسين ولدها الصغير الذي ربته وليس مجرد أخ..وجدته يأن وجعًا ويشتكي من حرقان في فمه ودوار حاد..لم تفكر مرتين ارتدت عبائتها وحجابها سريعًا وذهبت به للطبيب المجاور لمنزلها..أخبرها حينها أنه مصاب بمرض السكري منذ فترة لكن الأعراض لم تكن بتلك الوضوح..من يومها أصبحت تهتم بيه أكثر..وتعمل فترة أطول حتى توفر له العلاج الذي يكلفها الكثير.

وبعدها بفترة ليست بطويلة عادت للمنزل وفي يدها أدوية ياسين، لقد نفذت بالأمس..وعليه الالتزام بالمواعيد لذا أخذت نصف راتبها مقدما حتى تجلب له أدويته.
وقع قلبها في قدميها عندما لم تجده ووجدت غرفته مبعثرة كأنه كان يقاوم شخص ما.

أخذت تصرخ باسمه في كل ركن من أركان المنزل وعادت لغرفته ثانيةً فوجدت ورقة مطوية على الفراش فتحتها لتجد محتواها " أخوكِ معايا رني على الرقم ده وأنتِ تفهمي كل حاجة"

تهاوت على الفراش تخرج هاتفها بد مرتعشة تطلب الرقم سريعًا سرعان ما جاء الرد من الطرف الأخر فصاحت فيه قائلة:

_يـاسين..فين ياسين وأنت مين..؟

أتاها صوت ضحكات غليظة من الطرف الأخر فصرخت فيه قائلة:

_أنت يا حيوان فين أخويا..؟

وصلها صوت صك أسنانه ثم أردف بغضب:

_متنسيش إن روح الكتكوت الصغير في ايدي يعني أي فعل أو حتى كلمة منك مش كويسة قولي عليه يا رحمان يا رحيم..أنا مين مش هتعرفي لأنه مش هيهمك في حاجة..عايز إيه بقا فهي خدمة صغيرة هتخلصيها تمام هتلاقي أخوكِ نايم في سريره من بعدها علطول..ومتقلقيش جبتله دواء السكر..يلا كله في ميزان حسناتي.