الفصل السادس عشر

1.6K 76 20
                                    

_وأنا مش موافق..!

كان صوت مالك الجاد ويبدو من ملامح وجهه أنه رافض بالفعل وليست مجرد مزحة أو قرار عابر، نظرت له نور بضيق قائلة:

_أنا بكلم بابا..وبعدين فيه إيه آسر علشان ترفضه..؟

ضيق عينيه عليها يحاول معرفة دواخلها ليقترب منها بضع خطوات مكتفًا كلتا يديه أمام صدره قائلًا بتساؤل مخيف:

_نفس السؤال ليكِ فيه إيه غير رأيك اللي كنتِ مصممة عليه بالرفض..!!

تناول عمر عنها ضفة الحديث قائلًا بهدوء ما قبل عاصفة مالك:

_فيه إنه جوزها

تراخت يدي مالك جواره ناظرًا لوالده بصدمة ثم التفت ينظر لها وجدها تهز رأسها بمعنى نعم اقترب منها بغضب عازمًا على معرفة كل شيء مخبأ عنه قائلًا بصوتٍ حاد وهو على بضع انشات منها:

_جوزك ازاي..وإيه اللي خلاه يتجوزك عملتي إيه انطقي..!!

انكمشت ملامح نور خوفًا من زئيره بينما زجره عمر بغضب قائلًا:

_حسك عينك تتكلم معاها كدا تاني أنت فاهم ولا لأ..؟!!

_لا مش فاهم مش فاهم حاجة نهائي منين بتقولي إنه جوزها ومنين هي مبتطقهوش ومنين هو بيجري وراها علشان بس ينول الرضا وتحبه..أنتوا عايزين تجننوني !!

رمق عمر نور بنظره يحثها على المغادرة هي وفريال وبالفعل غادرت لغرفتها ومعها فريال تاركة عمر يشرح لأخيها ما حدث منذ ست سنوات.

انتهت من جلستها مع نور بعدما شرحت لها ماهية علاقتها بآسـر ثم عادت لغرفتها أخذت حمام دافئ ثم ارتدت منامتها وخرجت تقف في شرفة الغرفة يجول بعقلها كل ما حدث وما سوف يحدث تتسائل هل تستمر هنا بينهم في هذه الحياة..!! أم تغادر بلا عودة..!!

ياسين..فلذة قلبها الصغيرة التي اُختطفت من بين يديها بلا رحمه اشتقت له بكثرة تود ضمه لصدرها وتشكو أمرها له كما كانت تفعل قديمًا ليخفف عنها بطفولته البريئة

لم تعي على نفسها إلا وهي تبكي بحُرقة على فراقه وصوت شهقاتها بدأ واضحًا، رفعت يدها تزيل دموعها بإجهاد قلبِ فاضت به الذكرى المؤلمة

دلفت للداخل بعدما حاولت استجماع قواها النفسية الخائرة وجدت مالك يقف أمام الخزانة يُخرج ملابس النوم اتجه للمرحاض دون بث كلمة بينما اتجهت هي للفراش جلست نصف جلسة واستندت بظهرها للخلف وأعطت قلبها الإشارة لرؤيته والتفكير فيه...

اقتحمت حياته فجأة..دمرتها..آلمته..حياته المهنية كادت تكون على المحك بسببها..دخلت حياته عنوة عنه..ورغم كل ما حدث وكل ما سببته له إلا أنه وقف جوارها لم يتركها وحدها في أشد لحظاتها احتياجًا كما كان يفعل الجميع معها، اعترف بها كزوجة بدلًا من أن يتخلى عنها بسبب أفعالها المشنة بحقه، آواها بدلًا من تركها تعاني وحدها، قدم لها أسرة لم تكن تحلم بها..ماذا تفعل لتعبر له عن مدى امتنانها وشكرها له..

عذاب حبـك  "الجزء التاني من جبروت قسوته"Where stories live. Discover now