الفصل التاسع

1.8K 71 16
                                    

هَزمتها الحياة مِرارًا حتى بَاتت الهزيمة عِنوان لحياتها،
بعقلها الكثير من الفوضى والكره، السّوداوية والحُنق
تكره عقلها حد الجحيم، تمقت ذلك التابع لرأسها.

ألم تتسائل لمـاذا..؟

لأنها أضعف مِن أن تِتحمَل ڪتمـان ما بداخِلها وأقوى من أنهّا تُبين لك.

تخشـى خذلان جديد، تخشى التعلق، لأنها لا تثق.

حقها..فدومًا ما كانت قاسية مع نفسها، تحاول دائمًا
أن تسعد الجميع على حساب سعادتها الشخصية 
ونست أنها أيضًا بـحاجة إلى
الاهتمام
وإلى الحنان
وإلى الراحة
بحاجة لترك الأشياء، كلما شعرت بأنها غير ثابتة وغير قابلة للإستمرار.

لكن ما من شيء يحفزها على القيام بذلك، لا أحد معها..طريقها مليئ بالأشواك تدعس عليها بمفردها دون يد تنتشلها وتطيب جروحها.

الحياة تسحبها حول دوامة لا تعي بها شيء، استيقظت صباحًا بعد أن غفت بملابسها، وهل لها خيار أخر جلبها لهنا كأنها أسيرة حرب وأغلق عليها الباب دون فعل شيء، ما جعلها مصدومة فعلًا أنها وجدت الصالون مليئ بملابس نسائية غير التي ترتديها البتة.

فتحت الأكياس بفضول لتجد معظمها سراويل واسعة جدًا وسترات من كافة الألوان.
شهقت عندما وجدت ملابس داخلية مخجلة لها كأنثى، لا يوجد غيره هذا الوقح الذي يسمى زوجها..!!

حمدت الله كثيرًا أن رغم كثرة الملابس البيتية العارية ومعظمها لا يحتوي على أكمام، أنها وجدت بعض المنامات بأكمام..فهي حتى الآن غير مستعدة لكشف الجرح الذي يحتل مساحة لا بأس بها من كتفها حتى بداية صدرها.

يبدو أن الحياة بكل ما فيها لن تعطي لها جرعة السعادة، دلفت لغرفتها تبدل ملابسها سريعًا ثم اتجهت للهاتف تريد سماع صوت شقيقها، أمسكت الهاتف بأيدي مرتعشة تتذكر أنه أخبر ألا تتصل به إلا لشيءٍ ضروري للغاية.

وهل يوجد شيئًا أكثر ضرورية من الإطمئنان على من نحب..!!

_عايزة أشوف ياسين وأتكلم معاه

_هتسمعي صوته بس مش هتشوفه دلوقتي.

لا تقوى على الرفض، تتذكر عندما اعترضت مرة فأغلق الهاتف في وجهها لا هي سمعت صوته ولا هي رأته.

_فريال

أجاب قلبها بلهفة أم أبعدتها الظروف عن فلذة كبدها:

_ياسيـن طمني عليك يا حبيبي عامل إيه..بتأكل كويس..الدواء يا ياسين..أوعى تنسى الدواء يا حبيبي..عامل إيه يا حبيبي طمني قلبي عليك..؟

وصلها صوته الضعيف وهو يسعل قائلًا:

_طولتي عليا يا فريال..وحشتيني

_بتكح ليه يا ياسين..أنت كويس يا حبيبي..؟

دائمًا ما كانت تطوقه بالحب وتعتبره كأبنها وليس أخيها الصغير، أردف قائلًا بثبات مصطنع:

عذاب حبـك  "الجزء التاني من جبروت قسوته"Opowieści tętniące życiem. Odkryj je teraz