عذاب حبـك "الجزء التاني من جبروت قسوته"

الفصل الرابع والعشرون

‏وأرَاك في كُلِّ البِقاعِ كأنما
لا جُرمَ في فلَكِي يَدورُ سِواك

ما عُدتُ أبصرُ في العَوالِم كلها
قَمراً سِوَاك فجَلَّ مَن سَواك.

_اتاخرتي عليا

كانت أخر كلمة دلفت بأذنها كلمة مقززة كصاحبها تمامًا هل يعتقد أنها هنا لتساعده وتأخذ بيده للحرية التي حُرم منها لأيام..!! تفكير ساذج تمامًا هي هنا لتعلم منه الحقيقة وستجعله يبوح رغمًا عن أنف كبريائه وغروره ذلك المعتوه..اقتربت تقف أمامه ويزين ثغرها إبتسامة جميلة..مهلكة..تجعله يطمع بها أكثر مما كان قبلً وضعت يديها على طرفي الكرسي المقيد هو عليه كلًا على حدة قائلة بمكر:

_أيـهم

لمعت عينيه بوميض خاص رغم حالته مردفًا:

_كنت متأكد إنك هتيجي

ابتسمت بسخرية داخل عقلها بالطبع هو متأكد لأنه يعرف طبيعة علاقتها بـ آسـر وأنها كانت تنكر علاقتها به في أول الأمر أمامه، وهذه النقطة ستجيد استخدامها جيدًا.

_حياتي مع آسر لا تحتمل وبابا ومالك واقفين في صفه معرفتش أعمل إيه أو أروح لمين..بس افتكرت إنك وقفت كتير جنبي، سمعت آسر وهو بيتكلم في التليفون وعرفت إنك هنا فأخدت منه المفتاح من غير ما يأخد باله وجيت علطول أول ما طلع

ابتسم بإنتصار بينما قلبت هي ملامحها لملامح أكثر حزنًا لتردف بحسرة:

_بس أنتِ خذلتني بعد العملة اللي عملتها دي حاولت أدورلك على مبرر علشان أسامحك بس ملقتش...بس لو كان في مبرر كنت هسمحك

_مش أنا

أردفها سريعًا بينما اعتدلت هي واقفة لتجذب كرسي أخر كان موضوع في نفس الغرفة وضعته أمامه مباشرةً لتجلس عليه وتمد يدها تضعها على يده المربوطة قائلة بتساؤل:

_مش أنت ازاي بس دا في مكتبك للأسف

تبدو شهية أكثر بنبرة الضعف والاستسلام هكذا..تغريه دون فعل أي حركة تذكر، نظرت له وجدته يتأملها بإفتنان أثار توترها فتماسكت قائلة بخجل مصطنع:

_وللأسف كمان إني كنت بدأت أحس بالأمان ومشاعر تانية غريبة عليا تجاهك.

_بجد

أشرقت ملامحه بانتشاء شديد وأزهرت كأنها كانت على وشك الذبول، أومأت برأسها بصمت فقال بجدية:

_جدتك هي السبب..أقصد جدة مالك أخوكِ يعني

عندما يأتي الخذلان من أقرب الأقربين تكون قوة الضربة مميتة، عندما تستشعر أنك مهدد بالخذلان من الأقرب لك فأنت ستصاب به حتمًا..لم تتوقع أن تكون الجدة فعلًا سببًا لكل هذا، لكن لمّ تفعل ذلك..!!

استدارت له وهي تبين تكذيب كلامه قائلة:

_ازاي جدتي تعمل كدا وليه أصلًا أنت أكيد بتكذب علشان تخرج منها