عذاب حبـك "الجزء التاني من جبروت قسوته"

الفصل الثامن والعشرون

لافائدة من التعلق بأي شيء.

عدا الحب تعلق بنصفك الأخر ما دمت ترى منه بوادر قبول، انتشاء بسمة، ولمعة عين، لا تيأس ولا تمل من اعترافاتك له ما دمت تحب بصدق.

حدث معه العكس وتعلق لم يرى منها بوادر قبول ولا انتشاء بسمة، ولا حتى لمعة عين بوجوده لكنه ورغم كل ذلك لم يستسلم في محاربة كل شيء حتى ذاته من أجلها.. وها هو اليوم يجني ثمار صبره من شجرة حبها المخبئ له.

تقف أمامه في غرفتهما بعدما عاد من حفلة لؤي وقبل أن يبادل ملابسه اتجه للفراش يأخذ وسادة كـ عادته ليضعها على الأريكة لكن همسة مرتبكة منها أوقفت يده عن حمل تلك الوسادة وهي تردف بإسمه برقة يعهدها منها دائمًا وأبدًا:

_آسـر

نطقها بإسمه الآن يختلف عن سابق عهدها، به شيء مميز، متوتر وربما خجِل، رفع رأسه لها يتساءل بعينيه عما تريد، لتنظر بدورها أرضًا قائلة بتوتر واضح:

_جه الوقت اللي ترجع تنام فيه على سريرك

غصة..بل غصة مؤلمة احتلت قلبه الآن وبقوة يخشى أن يتحقق كابوسه وتغادر يريد أن يسألها ويعنفها في آن واحد " ماذا نور..هل انتهى كل شيء بمجرد انتهاء قصة أيهم والجدة..هل وجودكِ جواري كل تلك المدة لم يشفع لحبي عندك ولو بضع دقائق..!!"

اقتربت تقف أمامه مباشرة ولا تعي سبب شروده فوضعت يده على كتفه قائلة بهدوء مُرتبك:

_آسـر أنا...

قاطعها قبل أن تقولها..قبل أن تجرح كبريائه ورجولته مرة تليها الأخرى، إلى متى سيظل يلح عليها ويعرض عليها حبه كأنه بضاعة بخيثة الثمن.

_حُرة يا نور..حياتك ولازم تعيشها زي ما أنتِ عايزة

التفت ليغادر تجاه خزانة الملابس ليخرج ملابس ويهرب للنوم، لكنها سحبته من يده ليستدير لها وتقابله قائلة بقوة:

_أنا مش حُرة..أنا مقيدة بحب آسـر

عقد حاجبيه بصدمة هل تلك نور التي تتكلم وهل حقًا تعني وتفهم ما تقول..!! كأنها قرأت أفكاره وتخبطات نفسه فنظرت أرضًا مرددة بإستحياء:

_أيوه يا آسر أنا بحبك

تلك المرة كان الذهول والدهشة من نصيبه هو، نور تعترف بحبها له، لابد أنها في حالة غير عادية، قد تكون مريضة أو متعطية لإحدى المواد الكحولية، بسط يده ببطء شديد على جبينها كأنه فقد القدرة على تحريكها، لتضحك بهدوء قائلة:

_للدرجة دي كنت يأست مني

لم يعطي أية ردة فعل سوى ملامح وجهه المندهشة، ما به آسر يقف متخشبًا هكذا..لقد تعرض للتو لصعقة الحب الشرارية.!!

_معرفش امتى بالتحديد بدأت أحبك بس وجودك جنبي علطول خلى قلبي يدق من غير إذن، أنت صبيت حبك في قلبي بكل كلمة حلوة، بكل إصرار منك عليا، بكل موقف، وبكل كيانك كآسر آسرت نور.