الفصل الثلاثون

1.5K 84 9
                                    

‏هناك طريقتان لتكون سعيدا: تحسين الواقع أو خفض سقف التوقعات..!

أما هي فإتبعت الطريق الأول وجدت واقعها يمثل لها الحياة، وجدت بحبه ما لم تجده بعيدًا عنه، ركضت إليه ركضًا تطلب منه العفو عما مضى وأن تفتح بيديها صفحة ناصعة البياض لا يتخللها سواد الماضي الكئيب، استجاب لها وعنقها حبًا يحتاج إليه هو وترتشف منه هي، رأت الحياة بوجهها الجديد .. الغائب عنها منذ زمن، تعلمت على يده أصول الحب والهيام فباتت متعلقة به حد تشبث الصغير بأمه، كلما مر عليها يومًا تعيش بكل ما فيه طالما هو جوارها ولم تلتفت لأصوات عقلها التي تذكرها بأنها أخطأت في حقه كثيرًا..لكنه رحيم بها وعطوف فلمّ تلتفت..!!

أنتهت من هندمة ملابسها ثم التفتت تحمل حقيبة يدها الصغيرة وجدته ينظر لها دون أن يحيد بنظره عنها ابتسمت بخجل قائلة بهدوء:

_حلوة..!!

كانت إجابته أنه اقترب منها رافعًا كلتا يديها يقبل كل واحدة منهما على حدة قائلًا بعشق:

_أحلى من الحلا كله

احمرت وجنتيها خجلًا ثم أطرقت برأسها لأسفل، مما جعله يضع يده على ذقنها رافعًا وجهها له قائلًا بثبات:

_عينك متنزلش الأرض أبدًا يا نور

إن كان للعشق وصف سيكون "هو"

ملاذ

طمأنينة من نوع خاص

غادرت بعينيها من جاذبية عينيه المهلكة لقلبها لتردف بتساؤل:

_هنأخد الشنط معانا..؟

أومأ موافقًا ثم حمل حقيبتها الكبيرة قائلًا وهو يمسك بيدها بيده الحرة:

_أيوه هنعدي على عمي عمر نسلم عليه وبعدين نمشي، بس مش عايز نتأخر علشان عايزين نوصل هناك قبل الليل

أومأت بالإيجاب ثم نزلا لأسفل مغادرين مباشرةً بعدما أخبرا جاسر وجوري ليلة أمس بذهابهم لقضاء ما يعرف بـ "شهر العسل" نصف ساعة في الطريق حتى وصلا لمنزل والدها نزلت سريعًا تركض للداخل بسعادة توقفت فجأة مرتطمة بـ مالك الذي حضر لتوه أسندها سريعًا قائلًا بعتاب:

_بالراحة بتجري كدا ليه هو أنتِ صغيرة

كرمشت وجهها بطريقة غضب طفولية قائلة:

_أجري زي ما أنا عايزة ملكش فيه أنت

ضرب كف على أخر يأسًا من تلك الفتاة التي تزوجت ولم تتغير أبدًا ومازلت مرحلة الطفولة تحتبسها داخلها، بينما يأتي من الخلف صوت ضحكات آسر التي تبدو السعادة على وجهه فنظر له مالك قائلًا بسخرية:

_عجباك أوي سليطة اللسان دي ..!

اقترب آسر واضعًا يده على كتف نور مما جعل مالك يرفع إحدى حاجبيه بدهشة يبدو أن هناك الكثير من التغيرات لم يعرف عنها شيء، ليقاطع تفكيره صوت آسر قائلًا:

عذاب حبـك  "الجزء التاني من جبروت قسوته"Where stories live. Discover now