الفصل الثالث عشر

1.5K 124 19
                                    

_مـالك

ليس مجرد اسم مكون من أربعة أحرف، إنه كـ الحياة مُر في غضبه حُلو مثل السكر أثناء سعادته، كانت تناديه باستغاثة في قلبها وهي تعلم أنه لن يأتي، بل من المستحيل أن يأتي كيف له أن ينهض ويأتي بعد ما سببته له؛ لكنه الآن هنا يقف بشموخ نسـر جارح مستعد للانقضاض على فريسته ينظر لها بملامح جامدة خالية من الحياة عينيه فقدت شغفها الذي كان يشاكسها به عندًا، لذا أيقنت أنها من صنعت آلامها الخاصة، الألم الذي دومًا ما تتوهم بأنه بفعل أشخاص كنا نحبهم لكن الحقيقة أننا وحدنا من نحيك أوجاعنا التي نصنعها غالبًا بمقاس أكبر من مقياس قلوبنا لذا نبكي في النهاية، نظرة الخذلان الصادرة من عينيه لها قاتلة تجعل قلبها يرتعب خوفًا عليه لا منه.

_ابن عمـر لا بجد أبهرتني مكنش في حساباتي إنك توصل للمكان ده.!

جز على أسنانه غضبًا يحاول التحكم بانفعالاته لكن عبثًا انفجر قائلًا بصوت يهتز له المكان:

_أنت مين وعايز مني إيـه..؟

جلس الرجل على كرسيه ببرود تام كأنه لا يخشى الثور الهائج أمامه، يبتسم من أسفل القبعة عن انفعالات وجهه التي تشبه أبيه تمامًا؛ وضع قدم على أخرى قائلًا بفحيح وهو ينظر جهة فريال:

_هو دا اللي قتلتيه..!؟ أنتِ بتلعبي مع اللي مبيرحمش يا فيري

لكمة قوية كانت ردًا على جملته أطاحت بالقبعة أرضًا وجعلته يستدير للجهة الأخرى؛ أمسكه مالك من ياقه معطفه قائلًا بغضب وهو ينظر لملامح وجهه شبه الممسوحة إنه...مشوه:

_يا تقول أنت مين يا تقول الشهادة

صرخة خرجت من فريال عندما رأت وجهه المخيف وضعت يدها على فمها عندما نظر لها مالك بغضب، بينما ضحك الأخر قائلًا بسخرية:

_هذا الشبل من ذاك الأسد فعلًا...نفس جملة أبوك بس الفرق إنه كان عارفني وعارفني كويس كمان..أومال مين اللي خلاه قعيد.!!

إن كان يحاول استفزازه فقد نجح حقًا في إخراج مارده الغاضب سدد له عدة لكمات جعلت أنفه ينكسر والأخر مستسلم بشكلٍ بارد، اقترب من رأسه قائلًا بفحيح:

_بتعمل كل دا علشانها بعد ما اكتشفت حقيقتها ولا علشان بتحبها.؟!

أنهى كلامه بغمزة جعل شيطان الأخر يتحكم به ويتلبسه، لم يتركه إلا وهو بين الوعي واللاوعي نفضه أرضًا بتقزز متجهًا لها يحل القيود حول معصمها وقدمها بينما هي تنظر لجرح رأسه المقطب بأسف وبكاء، رغم ما فعلته به يساعدها بدلًا من تركها تموت حتى تتعفن، وقبل أن ينهض لاحظت أن الأخر يصوب سلاحه على ظهر مالك لتصرخ باسمه هلعًا ليلتفت مالك يخرج سلاحه سريعًا لتفقد الوعي عندما سمعت صوت رصاصتين خرجتا في آن واحد.

..............................................

لم تكن تتوقع أن يغفر لها بسهولة رحيلها قبل أن تُكمل عملها، كانت تتوقعه سيثور وقد ينتهى الأمر بطلب استقالتها لكنه لم يفعل كذلك كل ما فعله أصاب قلبها بالدهشة؛ ابتسم بوجهها كأنها لم تذهب قبل عرض كان من المفترض أنه سيربح من خلفه الملايين قائلًا أن كل شيء يهون مادامت بخير، هي حقًا تتعجب من حالته تتسأل كثيرًا لم يعاملها بكل هذا اللطف رغم أنها لم تقدم شيئًا يُذكر.!!

عذاب حبـك  "الجزء التاني من جبروت قسوته"Where stories live. Discover now