طاوعت ذلك الشعور الغريب بمعرفته، تقرّبت إليه بلا حواجز تمنعها عنه وحالما عرفته لم تصدّق بأن هناك أحدًا يُشبهه باقٍ على هذه الأرض كان كما تريد تمامًا واكثر ممّا تستحق بكثير، بدأت تشكر الله لمجرد أنها عرفته وانه جزءا من الحياة التي اخترته بها ، حلقت بالتفكير إلا أن جعلته حبيبها الذي يحبها ويتمسك، استيقظت فزعة من هذه الأفكار التي تدور بخلدها وجدته مازال هنا تيقنت ذلك من صوت المياه القادم من المرحاض، فركت وجهها بتعب وعينيها تذرف الدموع بضعف وقلة حيلة على موت صغيرها ياسين، ذاك الصغير الذي لم يرى من الدنيا شيئًا بعد ذهب مثلما ذهب كل شيء كل جميل في حياتها، خرج من المرحاض يجفف شعره نظر إليها فوجدها تبكي بصمت اقترب منها قائلًا بهدوء:
_فريال أنت مؤمنة بقضاء ربنا...ادعيله هو دلوقتي في مكان أحسن من الدنيا دي
_أخر مرة كلمني فيها قالي خدي بالك من نفسك كويس يا فريال..كأنه كان حاسس إنه هيسبني وإني هبقى مش بخير
كانت تبوح له بما يثقل قلبها، ورغم ألمها، وألمه الشديد عليها ، إلا أنه كان سعيد.. لأنها إختارته لتخبره بما في قلبها ولأنه شعر بطريقةٍ ما أن حديثه معها سيخفف عنها حملها
_علشان كدا لازم تنفذي كلامه وتبقي كويسة
أومأت بصمت بينما أكمل هو حديثه قائلًا بجدية:
_غيري هدومك علشان هنمشي من هنا
_هنمشي..!!
أومأ برأسه بصمت فأستكملت حديثها قائلة بتعجب:
_هنمشي..؟..يعني أنا وأنت مع بعض..ولا هتمشي لوحدك زي كل مرة.؟
ترك المنشفة من يده يعدل خصلات شعره قائلًا دون أن ينظر إليها:
_هنمشي سوا... أنتِ مراتي ومينفعش أسيبك لوحدك بعد كدا
بكت مرة أخرى قهرًا كارهً لنفسها بعدما فعلته معه وبعد كل تلك الأذية التي تسببت له فيها بدلًا من عقابها يريدها بجواره ومازال ينطق لفظ "زوجتي".. إن كان أحدًا غيره لكان أهانها أشد إهانة وطلقها في النهاية..لكنه دومًا ما يفاجئها بتصرفاته..عزمت على تكفير ذنبها مهما كلفها الأمر..لكن عليها تطيب جرحها ولملمة الفراغ القاتل الذي تركه عزيزها ياسين.
اتجهت للمرحاض بعدما تناولت ملابسها..وقفت أمام المرآة تغسل وجهها بالمياه بقوة عدة مرات لعلها تكون سبب في انقشاع تلك الملامح الذابلة ارتدت سروالها الواسع الذي يصل إلى كاحلها من اللون الأسود تعلوه سترة من اللون الكاكاوي ذات أكمام تصل إلى المرفق تركت لشعرها العنان خلف ظهرها..خرجت من المرحاض لتجده انتهى من ارتداء ملابسه ينظر لها مطولًا قبل أن تبتعد عن نظره متجهة لخزانة الملابس لتجمع ملابسها، حاولت جذب الحقيبة الفارغة من فوق الخزانة إلا أنها فشلت كادت أن ترفع يدها وتحاول مرةً أخرى إلا أن يديها بقيت معلقة في الهواء عندما شعرت بأنفاسه على بشرة رقبتها من الخلف، أغمضت عينيها بقوة سرعان ما فتحت عيناها عندما سمعت صوته الرخيم يقول:
![](https://img.wattpad.com/cover/269677704-288-k906564.jpg)
KAMU SEDANG MEMBACA
عذاب حبـك "الجزء التاني من جبروت قسوته"
Romansaهل أخبرتك يوماً أنه أصبح للوقت طعمٌ ورائحة ولون منذ أن عرفتك! هل أخبرتك يوماً أنني كنتُ أرى الكون رمادياً وأنك سكبت عليه ألواناً ما كنتُ أعرفها، هل أخبرتك يوماً أنك عبرت بحياتي كشمسٍ أشرقت على مدينة لا تعرف الشمس وكطائرٍ حطّ على شجرةٍ عاريةٍ ذات شتا...