الفصل الحادي عشر

1.5K 69 11
                                    

الشجاعة تكمن في ثلاثة أشياء محاربة الرهبة، محاربة التردد، ثم اتخاذ قرارًا مجنونًا دون التفكير في العواقب.

هب من نومته يشدد قبضته على الهاتف حتى كاد يتهشم قائلًا بقلق يعتريه:

_فريال..فريااال ردي عليا

تلك الرجفة التي احتلت صدره الآن ليست جيدة..ليست جيدة البتة، تخبره بكل وجع أن جزءًا منه يتألم لكن بكبرياء وجمود، تناول قميصه ولم يهتم بإغلاق أزراره أخذ يركض حتى وصل للسيارة قادها بكل ما يملك من سرعة ناهيك عن الحوادث التي كادت تصيبه لكن....ليطمئن قلبه.

عشرون دقيقة... عشرون دقيقة فقط استغرقها ليصل للمبني الذي تقطن به ترجل من السيارة بسرعة ولم يعبئ أن يغلق بابها، أخذ يركض على درجات السلم بسرعة وليس هناك صوت..سوى صوت أنفاسه العالية، بدأ يدق على الباب بعنف لعلها تفتح لكن لم يحظى بالفتح لم يكن أمامه حل سوى كسر الباب، فارت الدماء في عروقه عندما وجد رجل ملثم يدفع الباب عليها وهي تدافع بكل ما تملك من قوة من الخلف، اقترب منه بزمجرة عالية يسحبه من ياقة قميصه مما جعل توازن الأخر يختل ليقع أرضًا ويجثو مالك فوقه يسدد له العديد من اللكمات ويحاول نزع القناع عن وجهه إلا أنه فشل عندما قلب الملثم الوضع ليصبح مالك أرضًا والأخر يجثو عليه يعيد له لكماته كأنها ديِن عليه، ضربه مالك في معدته بقوة لينتفض الأخر بعيدًا كاد أن يهرب لولا إمساك مالك له من قدمه ففلت الأخر وأشهر سلاحه الأبيض في وجه مالك الذي لم تتحرك معالم وجهه كاد أن يقترب منه ولم يعبئ بالسكين الذي يمسكها لولا سماع صوت فريال الباكي بعنف جعله يلتفت وفي هذه اللحظة فر الرجل هاربًا، ركض لها سريعًا وجدها تجثو على الأرض بجانب الفراش تضم ركبتيها لصدرها وصوت شهقاتها يعلو اقترب منها سريعًا يمسك وجهها بكلتا يديه قائلًا بقلق:

_أذاكِ..قرب منك يا فريال.؟

وضعت كلتا يديها على وجهها تنتحب بصوتِ عالٍ والماضي يرسم نفسه أمام عينيها دون أدنى شفقة بحالتها، بدأت تنتفض في جلستها بشكل مرعب، نهض سريعًا للمطبخ يجلب كوب ماء وأغلق الباب ثم عاد إليها جعلها ترتشف بضع قطرات رغمًا عنها، ودون وعي منها ارتمت بين ذراعيه ومازال جسدها ينتفض قائلة بوجع:

_ليـه بيحصل معايا كدا...لييييييه

أغمض عينيه يبلع غصة في حلقه على حالتها قبل أن يدلف ذراعيه حولها يمسد على ظهرها ببطء لعلها تهدأ، سمعها تهمس من بين شهقاتها بألم:

_كل دا عليا لوحدي أنا تعبت، تعبت وأنا بجري في الدنيا دي علشان أحقق ولا حاجة..ولا حاجة حلوة في حياتي للدرجة دي أنا وحشه، للدرجة دي فريال متستحقش إنها تعيش.!

ضمها له أكثر حتى كادت تندمج مع أضلعه ليعود الضلع الناقص محله، أخذ يهمس في أذنها قائلًا:

عذاب حبـك  "الجزء التاني من جبروت قسوته"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن