الجُزء الثالث

5.6K 334 222
                                    



أتحركُ بجسدي في مكاني بعدم راحة و انا مُغمض العينين و أشعر بالألم العميق يضربُ ظهري

أستبصرُ نهاية مشهد الغُروب الأخير من النافِذة حين فتحت عيني مُشاهدًا إياهُ و أنا ثابتٌ مُستلقي في مكاني، لقد أطلتُ حقًا بنومي فمضت ساعاتٌ كُثر و أنا لا أحبذُ ذلك

المنزلُ كان مُظلمًا بأكمله و لا يُنيره شيء سوى الضوء الطفيف جدًا الذي يتقطرُ برويةٍ من الخارج مثل نهاية فَجر، و اللون النِيلي كان يُعكس على بُنية خشب الأرضية و بعض الكُتب عليها، مُنبلجٌ عددٌ منها يتضح ورقه و الأخرُ مغلق لا يُرى إلا غلافُه. أعقد حاجبيّ للغِطاء الصغير فوقي الذي إنتبهت له لتوّي و لا أتذكرُ إني أحضرتهُ أصلًا بالرُغم من البرد المتواجد منذُ مطلع النهار، أبعدته من جسدي مُحاولًا أن أُقيم ثقلي و أقِف مع هذا الدوار المُزعج الذي يصفعُني بشدة

" ما لعنتُك! "
أصرخ فزِعًا بغير إدراك حالما رأيت جسده و وجهه المُظلم الذي لا يتضح منهُ سِوى القليل يقف خلفي مباشرةً بعُرض و ضخامة مَنكبه

" إستيقظتَ أخيرًا "
أسمع صوت ضحكتهِ الخافتة جدًا قبل قوله، فإبتعدت حين وعيتُ على تصنُمي لحظة إقترابه نحوي بشكلٍ سريع غير طبيعي، ثُم مشى بخُطى هادئة من جانبي مُتخطيًا إياي

إنهُ مخبولٌ بلا شكٍ أقسم!

" مُنذ متى عُدت؟ "
أقول ناظرًا في تعابيره الواضحة حين أشعل هو الضوء في رُكن الغُرفة فقط لكنه كان كافيًا لأستبصره بسُهولة

و أضن إنهُ قد خرج ليبتاع ثيابًا فأرى إن هِندامه مختلف عن خاصة الصباح الذي أتى بهِ خالي الوفاض بِلا حقيبةٍ واحدةٍ حتى

" غادرتُ لساعةٍ فقط "
يقول بدون النظر إلي مُخرجًا سيجارةً من جيبه الأيمن بعد أن سحب العُلبة المحشورة بالبنطال الأسود بشكلٍ صغير ثُم عاود دِسها به بإبهامه

أتحركُ انا بدوري ملتفتًا إلى أزرار الإضاءة الخافتة في كل المنزل -التي تعمدتُ وضعها هكذا- مشعلًا إياها بينما أتحدث

" إن كُنتَ تود أن تمكُث لدي بدون نزاعاتٍ لا تحمد عقباها، عليك أن لا تعاكس حديثي الآن بأفعالك "

" لم أكُن أعلم إن هنالك قوانين "
أُشيح وجهي عن النافذة و أوجهه صوبه حين تحدث و هو متكئٌ على الكُرسيّ الكبير واضعًا قدمه اليُمنى فوق الأخرى بينما يُدخن، و أرى الإستخفاف نائمًا بزاويا وجهه و إن حاول دسه و إخفائه، أرى السُخرية و شيءٌ آخر لم أعلمه، أراه حتى مع نبرته و تعابيره العادية جدًا

VK| مَشهدٌ مِن نافِذةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن