الجُزء الخامِس

4.2K 307 148
                                    




واقِفًا أُجفف الصحن الصغير بالمنديل القُماشي في يدي و يحوم داخل رأسي إحدى السيمفونيّات العَذبة التي تكومَت فجأةً مثل الغيم في رأسي

تنهدتُ أُغمض عيني حالما إنتهيت أفُك رباط مئزري الأبيض بأطراف أصابعي، الضجة حولي بدأت تهدأ تدريجيًا حتى إنبترت تمامًا أخيرًا حين خلى المقهى من الزبائن لليوم و لم يبقَ إلا القِلة

" تايهيونغ أنا شاكرةٌ حقًا لك لمُساعدتي بعملي، والدتي مريضةٌ جدًا و خِلت إني سأُطرد إن أهملتُ العمل مُجددًا اليوم "
إلتفتُّ للصوت القادم من الخلف أبتسمُ لتعابيرها المتوترة كما العادة و أصابع كفها المُمسكة بطرف كُم قميصها

" لا بأس، أرجو أن يتحسن حالُها عما قريب "
قلت بينما أُعلق المئزر بمكانه، أُلملم أشيائي و أرتدي مِعطفي مُستعدًا للمغادرة

" و تذكرت! هنالك شخصٌ ينتظرك بالخارج، أتى مُنذ بعض الوقت و أخبرني أنهُ قادمٌ لأجلك حين سألته "
تستهجمُ ملامحي لقولها فجأةً ثُم تنفك عُقدة حاجبي ببطئ حالما لاح لرأسي أمره، لقد نسيت ذلك تمامًا

" حسنًا، عُمتِ مساءً "

يرن صوت الجرس الصغير لإغلاقي للباب الخلفي الخاص بالعُمال و كانت السماء أول شيءٍ وجهت تركيزي نحوه لحظة وطئت قدمي الأرض فتنهدتُ لهذا المنظر مجددًا

أتقدم نحوه بخطواتي حين لمحته يقف على بُعد أمتارٍ مني يتكئ على الحائط مُغمض العينين و يحمل كوبان ساخِنين في يده يتصاعدُ البُخار منهما

توقفتُ أمامه نتبادلُ تواصل الأعيُن حين فتح عينهُ و رفع رأسه من الأرض يُحوم بنظره في كل شبرٍ من وجهي قبل إستقرارِها وسط عينيّ

" أبقيت تُراقبني بهذا الشكل الكثيف لدرجة معرفتك حتى بموقع و ساعات عَملي؟ ياللمرض "
أقول مُمسكًا كوب الشاي الذي مدهُ لي و أُشيح وجهي بعيدًا عنه متظاهرًا بالنظر للطريق حين بدأ تحديقهُ فيّ يُشعرني بعدم الراحة

و لوهلةٍ تحرك هذا الشيء الراكدُ في روحي، خشيةً من أن يكون إحتمالًا مُمكنًا.. أن يقرأني

VK| مَشهدٌ مِن نافِذةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن