الجُزء السادِس و العشرون

2.7K 172 221
                                    



" أنا أعتذِر "
أفاقني صوتُه العَذب مِثل نَسيمٍ أبدي مِن الغَرق في أفكاري مِن جَديد. نظرتُ فيهِ أبذُل المُحاولات بأن لا أهوى، أمامَ الرَبيع، أمامَ البَحر و الرياحِ و الحُلكة.

روحي مُستقرةٌ الآن، نَفسي آمِنة، و الإطمئنان يُغلف أدنى إنشٍ مني، رُبما لأنهُ معي، لأن يداهُ تُحيطني، و لأن أنفاسهُ تلفحُ جِلدي من فرط القُرب، لا يُمكنني التفكير في شيءٍ سِواه حينَ يكونُ حاضِرًا، أشعرُ أنّي مَنزوعٌ مِن كل مَخاوفي و حتى مِن المَخاوف التي تخصُه هو نَفسه، أو لأن قيمة كل الأشياء في الكون تُعدم لأنهُ هو بذاتِه برِفقتي؟

أنفُه الذي يحومُ فوق وَجنتي بارِدٌ جدًا يُعاكس الدِفء المُنبعث من وَجهي بسبب الدُموع التي ذرفتُها قبل عِدة دقائق، أُذناهُ بارِدة، و حتى عُنقه الذي أتلمسُه ببطئٍ شَديدٍ بأصابعي بارِدٌ أيضًا.



" لا يُمكنني مُقاومة هذا الشُعور، أعلمُ أنهُ خاطئ، و أنَ حتى القليل الذي يفلِتُ مما أكبحُه أيضًا خاطئ "
جُرِح قلبي مِن الحُزن في صوتِه، على الرُغم مِن إنعدام اللون في تعابيرِه، على الرُغم مِن أن عُيونهُ خَرساءٌ لا تنطُق بشيء، لم أستطِع أن لا أدُس صَدرهُ في صَدري أكثر.

" إنهُ ينغِزُني بشِدة، و يُميت صدري بشِدة، يجعلُني مُترددًا في كل خُطوة، في كل إقتراب، تحرقُني كل نظرةٍ منك لا تخرُج نحوي، كل كلمةٍ لا توجه إلي، كل فِعلٍ، كل صوت، كل هَمسة! و تحرقُني أكثر و أكثر و أكثر.. فِكرة أنني سأُقيدك بهذا المَرض معي، سأُتعِبُك مهما حاولتُ جاهدًا أن لا أفعل، و سأُتعِبُك حتى إن أخفيتُه عنك فيخرُج بهيئة دَمارٍ آخر يعصفُ بي و يعصفُ حتى بِما بيننا "
تحدثَ يُقبّل وَجنتي، و فَكي، و جُفن عينيّ و ما بينهُما.


" ماذا يُمكنني أن أفعلَ حتى لا أدعَ حُزنًا يُصيبك؟ "

VK| مَشهدٌ مِن نافِذةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن