الجُزء العشرون

2.2K 165 58
                                    


أيا صوت الصَمت الذي يتفاقم ثاقبًا أُذني

آه

أيا حُزن كفاي الكبير!

لممتُ المزيد من رمال البَحر في باطِن كفيّ حاملًا إياه أمام وجهي بإرتجافٍ دبَ في كل إصبع

ما أنا بمحاولٌ أن أفعل؟

تبدو السَماء مُشعةً اليوم، لكنهُ بدى شكلًا قبيحًا لم يسُرني، بدت الطيور فَرِحةً تطير في الأرجاء و تُزقزق، بدت الزُهور هانئة، مع تناغُم الرياح ببشاشةٍ تتذبذب، حتى هذا الخوف الشَنيع في داخلي، بدى لروحي ساكِنًا مُنذ الصَباح!

لكنّي تَعِب، لكنّي لا أُبصر في التَبسُم غير الضيق و الوَهن، لكن الوجه الحَزين الذي أودُ أن أراهُ بدل عُذوبة ما هُنا، ليس هنا.

أريد أن أموتَ و أولد من جَديد، بوجهٍ و أملٍ و شَخصٍ جديد! أريد الإنصاف، أو شيئًا بَسيطًا من الإنصاف، أودُ يومًا لا أمشي فيهِ و الحَسرةُ مُتكتلةُ فوق قلبي خانِقة، أودُ وقتًا أنظرُ فيه إلى البَعيد، و أُبصر حقًا ما في هذا البَعيد، بدل أفكارٍ قاتلةٍ تغشى نَظري، أودُ حُلمًا من جديد، أودُ حياةً أبدأها من جديد، و أُعيد صياغتها أنا، بِلا هَمٍ بِلا أسى.

أصعبٌ أن لا يفتكَ القهر على عُمري؟

أم أني.. أنا الصَعب و أنا من أُزيد غَمي؟

" تايهيونغ؟ لقد مَر وقت "
حَملتُ ذاتي ببطئٍ من رِمال البَحر أسند جسدي على ذِراعاي بوهن، ألا يبدو هذا الصوت.. هذا الوجه مألوفًا؟

" همم.. مَن أنت؟ "
تحدثتُ أنظرُ في هيئة الرَجل الطويل أمامي، أشقرٌ بوجهٍ شاحب، أسبق أن صادفتهُ حتى؟

شاهدتُ خُطوط وجنتهِ ترتفعه في ضِحكة خفيفةً، بينما تَقدم مادًا يدهُ نحوي نحوي.

"سانت ريندل، توقعتُ حَقًا أن لا تذكُرني، لقد إلتقيتُ بكَ قبل شهرٍ في أحد المطاعم التي كُنت تُقيم عَرضًا بها، كُنتَ ثملًا حقًا حينها"
لا أذكرُ متى كانت آخر مرةٍ شربتُ فيها، و لأني أعلمُ أنني بَعد الثَمالة لا أذكرُ أغلب ما سَبقها، سأُجاريه مُصدقًا قوله.

" آه حقًا؟ أنا أعتذر، لا أذكُرك فعلًا "
تصنعتُ تبسمًا خفيفًا على وجهي واضعًا كف يدي في يده لأستقيم مُقابلًا إياه، حتى و أنا واقفٌ بكامل جسدي يبدو هذا الرَجل طويلًا!

VK| مَشهدٌ مِن نافِذةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن