رحلة البحث

55 8 3
                                    

عمّ الصمتُ ارجاء المكان لوقتٍ ليس بقصير ليقطعه صوتُ رين على غير العادة
"جميعنا نعلمُ بأنك لم تقتل مايكل لهذا السبب، أخبرنا بالحقيقة فحسب"

ابتسمَ لويس دون قصد ليسأله
"إذًا اخترت تصديقَ بأني قتلته وأخيرًا؟"
تجولت عيناه في المكان ليرى تلك الأوجه التي لم تبدو مصدّقةً لأي حرفٍ يلفظه ولكنه اختار الاستمرار

"أفضّل تصديق بأنك صاحب اللعبة، فلربّما قتلته بعد أن عرف سرك"
كان ذلك سببًا أفضل لتقتنع جولي بما حدث بل كان الأنسب

اعتاد لويس قبّعته التي تغطي ملامح وجهه عندَ ردّة فعله الخارجة عن إرادته، ولكنها ليست هنا الآن لذا فاضطر لإبداءِ ردّةِ فعلٍ حقيقيّة

"ذلكَ الشريك لن يُقتل ما دمت حيًا"
قالت مايا وهي تهزّ رأسها ببطء

لم يكُن لويس ليجيب أيًا منهم مختارًا الصمت مجددًا لذا فسايره كين مغيرًا الموضوع
"قلت بأن لوفينيا ذات شعرٍ أبيض، ذلك يشيرُ بأنك التقيت بها مسبقًا"

استغربت ايفا ذلك اللون لتبدي تساؤلها وعلامات الاستفهام تعلو وجهها
"لمَ يكون أبيضًا؟ هل هي كبيرةٌ في السن؟"

"إنه المهق، ايفا"
اجابها شريكها الذي لم يعجبه غباءها، بل لم تُعجبه بكل مافيها يومًا

"أو لربّما تكونُ متلازمة ماري انطوانيت"
علّق ديفد ساخرًا مع محاولته الفاشلة لاضحاكِ من حوله

طأطأت مايا برأسها عندما تذكّرت احداثًا تحاول تجنّبها، ذلك الشكل الغريب الذي لم تألفه هو ما جعلها تتحدّث معها مسبقًا وتمنّت لو لم تفعل

شعرُها الأبيضُ هو ما جعلَ مايا تُطلق لقب العجوز عليها ليُقلّدها الجميع تقليدًا أعمى دون إعارةٍ لمشاعرها انتباهًا، بل أخبرتها طوال تلك الثلاث سنين التي قضتها معها بأنّ وجهها ناصع البياض يجعلها بلا ملامح، ولطالما نعتتها بالقبيحة فقط بسبب عينيها اللتانِ لا تألفانِ مظهرها

عاود لويس التحدّث مجيبًا على سؤال كين الذي فضّله أكثر من أسئلة غيره
"حسنًا ليس لشكلها الغريب ولكنني لن أنسى تلك الفتاة التي آذيتها مرة"

استغربَ ردّة فعل من حوله ليضحك وأخيرًا
"لمَ العجب؟ جميعنا هنا انتقامًا منها، لستم مختلفين عني"
عاودَ ايضاح مقصده
"كلنا آذينا تلك الفتاة الدرامية إما نفسيًا أو جسديًا، ولهذا نحنُ ندفعُ الضريبة الآن"

عبسَ كين بوجهه عندما أشار للكل ظنًا بأنه ليس واحدًا منهم ثمّ سأله
"كيف التقيت بها؟"

لوفينياWhere stories live. Discover now