عُقبة أخرى

202 40 28
                                    


طالٓ الوقتُ وزادٓ جوعُهم معه
فظلّوا يجولون بحثًا دون كلٓل وهم متمسّكون بالأمل وحده
وما أقسى بأن يجتمع الخوف مع النّعاس في آنٍ واحد

كان من الصّعب الوصول إلى هنا أو العثور على هذه
الموارد الغذائيّة بعد أن خُبّئت

"إذن أتخبِرنا بأنّهم تعمّدوا وضعها هنا؟"
سألت مايا وهي تراقب تلك المعلّبات في حاوية القمامة
فمنها قد فُتح ليختلط ما بداخلها مع أوساخٍ منوعّة

"حسنًا .. أعتقِدُ بأنّني رأيتُ أكثرُ من هذا العدد الضّئيل"
أجاب جاك
ثمّ أكمل بعد استيعابه
"ربّما قد وُضِعٓ الباقي في حاويةِ قمامةٍ أخرى !"

تقدّمٓ هينري ليُخرجٓ ما تبقّى من الطعامِ الصالح
من تلك القمامة دون تذمّر

"من المستحيل بأن آكل طعامًا نتِنًا!"
ونفت مايا بحجّةِ كرامتها كالعادة

"عزيزتي .. حدث اليومٓ كثيرٌ من المستحيلات"
قالٓ هينري
ثمّ أكمل ببرُودِه وهو يجمعُ الطعام بحذر
"كُلي ما دُمتِ حيّة"

وبدأت ترنّ تلك الجملة المزعجة في أُذنيها
لتبثّ القلق فيها

ثٓنٓت بقميصها الذّي يغطّي أكمامها ثمّ توجّهت
نحو الحاوية بأسى
وبدلًا من حُزنِ كين على الموقف إلّا أنّه ابتسمٓ بعدٓ رؤيتها تُخرِج
الطّعامٓ مجبرة

لم تشكُ من الرّائحة الكريهة أو الأوساخ التي
لطّختها إطلاقًا
ولكنّها زفرت بخفّة ثمّ قالت مُتوعّدة
"لن أنسى فعلتٓهم هذه حال خروجي من هنا"

ضحِكٓ جاك بسخرية ليسأل
"وهل أنتِ واثقةٌ من نجاتك ؟"

هنا أيقن كين عودة الأحمق لطبيعته
فمهما كان سوءُ حاله إلّا أنّه يواصِلُ التّفوّه بكلماتٍ لم يُراجعها بعد

لم يُعجب جاك بموقفه بتاتًا مما أدّى لانضمامِه
إليهم نحو الحاوية

"هناك رائحة !"
قال جاك وهو يستنشقُ الهواء أكثر محاولًا التّعرف على مصدرها

"واجه الواقِع فليس هنا سوى رائحة قاذوراتٍ
أيّها الأخرق!"
قالت مجيبةً ايّاه

إلّا أنّه قد أصر على ذلك
"كلّا.. رائحة زكيّة"
أكملٓ محدّدًا
"قهوة"

كانت تلك الكلمة كافية لشدّ انتباه كين الشّارد الذّهن

تحقّق حلمه بالفعل!
ولم يكن ما يشتمّه وهمًا .. بل كان حقيقةً حُلوة

"أين؟"
سأل باندفاع وكأنّه قد أخذٓ جرعةً من تلك القهوة
بمجرّد التفكير بها

لوفينياWhere stories live. Discover now