متنمّرة

130 33 6
                                    

حاوٓل الهزيلُ الاستقامٓة بعد أن كان مستلقيًا
على الأرضيّة بضعف

ظلّ يسمع تلك الضّحكات التّي يجهلها من الشّخصِ نفسه

حدّق في وجهه لبرهة وهو على عجزٍ من تمييز هويّته ؛
فنظرهُ متلاشٍ تمامًا ..

بدأت يداه في التّفتيشِ عن طريقِ ملامسة الأرضيّةِ
باستمرارٍ دون جدوى

"سُحقًا أين هي؟"
كانٓ باحِثًا عن تلك النظّارةِ الدائريّة راجيًا استعادة
بصره الذّي أصبح في غاية الضّعفِ دونها

ناولت تلك اليدُ له ما كان يبحث عنه إلّا
أنّه عندما مدّ يده نحوها أخطأ الهدف!

فهو عاجِزٌ عن تحديد المسافة الباعدة بينهما

"لم أتصوّر بأنّكٓ أعمًا بالكامل"
قالت مايا ساخِرةً منه على أمل ملاطفته

ولكنّ صاحب الأربعة الأعين لم يعتبرها مزحة ..
وخصوصًا ما إن كان في تلك الحالة الهزيلة التي يكرهها

إرتدى النّظارة الطّبيّة ليُعاوِد الإبصار،
وما هو مؤسف بأنّ بصره لا يزال في نقص ..

"تبًّا لقد كُسِرت!"
قالٓ مُزمجِرًا بقهر

"على الأقل لم تكسر تمامًا"
حاولت مايا مواساته عندما وجدت بأنّه مجرّدُ كسرٍ طفيف

رفٓع رأسه ليُراقِب صاحِب الضّحكة
المزعجة

ولم يكُن سوى ديفد وبجوارِه ظلّه المرافق

"أنتٓ مدينٌ لي بالشّكرِ جاسون فقد
خلّصتُك من التّهمة الباطِلة"
قالٓ مستهزئًا ليُثير المُلقى على الأرض

استقامٓ بِبُطئٍ وهو يتفكّر في قوّة عريض المنكبين
الذّي ركله

هل أنا الضّعيف أم أنّه قويٌّ زيادةً عن اللّزوم؟
سأل نفسه بخيفة

ارتسمت ابتسامةٌ على محياه لاستفزازه رُغم زيفها،
فما وراءها هي تلك التّكشيرة التّي يخفيها

"جميعُكم أنانيُّون يصعبُ التّمييزُ بينكم!"
قالها ساخِرًا ليخمّنٓ الأكثر أنانيّةً منهم،
فهو الهدفُ التّالي المنتظر!

"لربّما أنتم بحاجةٍ لمُساعدتِنا الآن"
أعاد وجهه السّاخر نحوهم رغم حالته المزرية

في تلك اللّحظة هجمٓ عليه ذاك الأشقر الطّويل معانِقًا إيّاه
"هل أنت بخير؟؟"
سأله باهتمامٍ قاتل وكأنّ إصابته أهمّ من غرقِ الآنسة في الأسفل

لوفينياΌπου ζουν οι ιστορίες. Ανακάλυψε τώρα